الميكانيكى الصغير: لا الطول «هيبة» ولا القصر «خيبة»

الميكانيكى الصغير: لا الطول «هيبة» ولا القصر «خيبة»
- باسم على
- صاحب العمل
- فى مصر
- مصر القديمة
- ميكانيكى سيارات
- أبو
- أحلام
- أسر
- باسم على
- صاحب العمل
- فى مصر
- مصر القديمة
- ميكانيكى سيارات
- أبو
- أحلام
- أسر
- باسم على
- صاحب العمل
- فى مصر
- مصر القديمة
- ميكانيكى سيارات
- أبو
- أحلام
- أسر
- باسم على
- صاحب العمل
- فى مصر
- مصر القديمة
- ميكانيكى سيارات
- أبو
- أحلام
- أسر
قامة قصيرة ومعدات ضخمة يكاد يختفى بينها، لا يظهر منه سوى صوته وهو يرد على الأسطى الذى يعمل فى ورشته حين يناديه، هو ليس مجرد صبى فى ورشة ميكانيكا، لكنه «أسطى» يعتمد عليه صاحب الورشة فى تحديد عطل السيارة وإصلاحها. «الأسطى على»، الشهير بـ«أحمد بلطة»، هو حالة مميّزة تجذب إليها الانتباه دوماً، يمارس المهنة منذ كان فى الرابعة من عمره، احترفها وهو ابن 7 سنوات، ليصير أصغر ميكانيكى سيارات فى مصر القديمة، ورغم سنه الصغيرة فإن الجميع يقدره، بداية من صاحب العمل، وصولاً إلى الزبائن الذين يتردّدون عليه خلال 3 أعوام ذاعت فيها شهرته.
{long_qoute_1}
الدخل الذى يحصل عليه «بلطة» يعول به أسرته المكوّنة من أم وشقيقة أصغر منه بعام، فبعد وفاة الأب عقدت الأسرة آمالاً كبيرة على الميكانيكى الصغير لإنقاذها بالإنفاق عليها، خصوصاً أن الأب لم يترك شيئاً: «عم محمد صاحب الورشة هو اللى علمنى الشغلانة، أنا بقيت محترف فيها لدرجة أنه ماجابش حد معايا فى الورشة يشتغل، وشغال كل الشغل معاه، والناس بتنادينى باسم على اللى أبويا كان بينادينى بيه دايماً».
لم تراود الطفل الصغير أحلام أخرى سوى حلم أن يستكمل مشواره فى الورشة، وأن يصبح مشهوراً فى مجاله: «مش عايز أدخل مدرسة ولا أدرس، لأن أمى دايماً علمتنى إنى على قد لحافى أمد رجلى». اعتاد العمل داخل الورشة الصغيرة، مهمته محدّدة، يعلمها أغلب الزبائن، فبمجرد أن يسمع «على» صوت الموتور، يدرك موضع الخلل، ويتوجه لإصلاحه فوراً، المشهد قد يبدو غريباً فى البداية على الزبائن الجُدد، لكنهم سرعان ما يكتشفون أن الطفل الصغير هو الذى نجح فى إصلاح سياراتهم: «الزباين الجديدة بيبقوا خايفين أشتغل فى عربياتهم، وعم محمد اللى بيطمنهم، ولما بيستلموها منى بيرجعوا لى تانى فى أى حاجة».
داخل الورشة، يباشر عمله طوال الـ12 ساعة، بصحبة صاحب الورشة، فى هذا المكان يجد «الأسطى الصغير» شيئاً من الأمان الذى يفتقده كثيراً: «عم محمد الوحيد اللى واقف جنبى بعد أمى، بيقسم معايا اللقمة، وبيتعامل معايا معاملة كويسة، وواثق فيا لدرجة إنه بيخلينى أركن وأسوق عربيات الزبائن».