وكيل وزارة الأوقاف: لا أعرف مستشارى الأزهر ولا أحد يتدخل فى عملنا

09:57 م | السبت 23 يوليو 2016

قال الشيخ جابر طايع يوسف، وكيل أول وزارة الأوقاف ورئيس القطاع الدينى، إن الخطبة المكتوبة ومن قبلها الموحدة، استعادت المنابر المخطوفة من قبل الجماعات المتطرفة، وجعلت الروحانيات والطمأنينة تعم المساجد من جديد، بعد أن كانت الخطب أقرب إلى برامج «التوك شو» تتعرض للشئون السياسية دون الإرشادية.

وأضاف أن الخطبة المكتوبة مشروع مهم لاستعادة الخطاب الدينى الإرشادى، ولا يرفضه إلا من يريد استمرار «الهرجلة» والعشوائية وعرقلة الخطاب المستنير والمتجدد.

■ لماذا هاجم عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء مشروع الخطبة المكتوبة؟

- هيئة كبار العلماء لم تتحدث فى هذا الشأن لعلمها أنه شأن داخلى خاص بالأوقاف وعمل إدارى وتنظيمى يتعلق بالوزارة، وبشكل عام الخطبة المكتوبة لا يرفضها سوى المزايدين ومن يريد استمرار «الهرجلة» والعشوائية فى الخطاب الدينى، وعرقلة الخطاب المستنير والمتجدد، وإعاقة كل خطوة متقدمة ومتطورة فى هذا الاتجاه.

{long_qoute_1}

■ وما الهدف من مشروع الأوقاف «الخطبة المكتوبة»؟

- أن تصبح الخطبة خطبة مصر وليست خطبة فلان أو علان، ووقف الخطب الموجهة التى أصبحت مجرد رسائل غزل لبعض التنظيمات المتطرفة، فهناك مَن تاريخهم معروف بالانتماء لجماعات، ويستغلون الخطابة فى نشر أفكارهم، فاتجهنا إلى الخطبة المكتوبة لما وجدناه من تحايل والتفاف على مشروع الخطبة الموحدة، وقررنا أن تكون الخطبة مكتوبة ومحددة العناصر.

■ وهل المعترضون على المشروع فى أنفسهم شىء تجاه الوزارة؟

- فى نظرى، هؤلاء مزايدون يريدون أن يصدّروا إلى الشارع أن هناك خلافاً بين الأزهر والأوقاف ويسعون للظهور فى هيئة الموالين للمشيخة والمدافعين عنها، لذلك دأبوا على المزايدة على كل ما يصدر من الأوقاف، واللعب على وتر الخلاف. فكثير ممن يعارضون فكرة الخطبة المكتوبة أصحاب مصالح ويحاولون الاستفادة من أى شىء، ويتوهمون خلافاً بين المشيخة والوزارة ويشعلون الأمور للحصول على أى فائدة من هذا الخلاف الوهمى.

■ بما أن الخلاف وهمى، هل العلاقة بين الأوقاف والمشيخة جيدة؟

- ليست هناك أية خلافات مع المشيخة، فهى مؤسسة تعليمية يرأسها ويرأس الهرم الأزهرى كله شيخ وقور جليل، نكن له كل تقدير واحترام، فهو شيخنا وابن شيخنا وعالمنا وابن عالمنا، تعلمنا منه الكثير، إلا أن العمل الإدارى داخل الأوقاف اختصاص الوزارة ووزيرها الدكتور محمد مختار جمعة، الذى يدير دفة الأمور برؤية ممتازة تحقق الهدف المرجو.

■ وكيف ترى الانتقادات الموجهة للخطبة المكتوبة من الهيئة الاستشارية والمستويات الأقل من شيخ الأزهر؟

- الكل يقول رأيه بحرية لأن الأمر مطروح للرأى ونحن نستفيد من الرأى المخالف مثل المؤيد، وشخصياً لا أعرف مستشارى شيخ الأزهر حتى أحكم على أقوال بعضهم، ولم أرَ أى تدخل فى عملى منذ 4 شهور رئيساً للقطاع الدينى بالوزارة، والمهم لدىّ هو نجاح المشروع لينضم إلى قائمة نجاحات الأوقاف.

■ ما أبرز نجاحات الوزارة خلال الفترة الأخيرة؟

- الوزارة نجحت فى ضبط الخطاب الدينى بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وأصبح فى النطاق المرسوم له من دعاة الوزارة، وكان آخر هذه الإنجازات مشروع الخطبة الموحدة والخطبة المكتوبة ويعدان تطويراً كبيراً فى أداء الوزارة والخطاب الدينى وتجويده وتحسينه، لكن البعض لا يريد ذلك ويدّعى أن المشروع سيؤدى لتجميد دور الخطيب، ويمثل إملاءات سياسية أو أمنية، وهو كله افتراء على المشروع، فتوحيد الخطبة أو الخطبة المكتوبة عمل محض من وزارة الأوقاف، لأن وحدة الموضوع والخطبة، يضبطان المنبر فيما يقال، ويستعيدانه بعد اختطافه من أيدى المتطرفين، ما يحول المساجد إلى واحة من الأمن والأمان والطمأنينة، فقد طردنا الجدل والخلاف من المساجد وأعدنا إليها الروحانيات بعد أن كانت الخطبة عبارة عن برنامج توك شو.

■ ماذا تقصد بأن الخطبة كانت كبرامج «التوك شو»؟

- كانت الخطبة الدينية متأثرة بشكل كبير بالشأن السياسى، وكأنها برنامج توك شو على منبر رسول الله، والآن أصبحت لا تتأثر بالسياسة ولا ببرامج التوك شو أو تقلدها كما كان يحدث من قبل، فصارت خطبة دينية منبرية إرشادية صميمة تؤدى الرسالة المطلوبة منها، بعيداً عن الشأن السياسى.

■ إلى أى مدى يلتزم الخطباء بالخطبة الموحدة والمكتوبة؟

- الأئمة والخطباء يلتزمون تماماً بالخطبة الموحدة وتوجيهات الأوقاف، وبلغت نسبة الالتزام به أكثر من 90% بعد أن كانت الناس فى البداية تتوجس خيفة، لكن فى النهاية صار الجميع على قدر المسئولية لأن الأمر من صميم رسالة الأوقاف وليس فيه كبت للحريات أو محاربة للإبداع بين الخطباء، وقد أدى نجاح فكرة الخطبة الموحدة لالتفاف الأئمة خلف قياداتهم الوزارية، بكل حب وتقدير.