بالفيديو و الصور | "الحرير يتلف في إيديه".. خالد عمار يرسم ويدرس فرنساوي ويدرب كاراتيه

كتب: أسامة الديب

بالفيديو و الصور | "الحرير يتلف في إيديه".. خالد عمار يرسم ويدرس فرنساوي ويدرب كاراتيه

بالفيديو و الصور | "الحرير يتلف في إيديه".. خالد عمار يرسم ويدرس فرنساوي ويدرب كاراتيه

ولد قبل اثنين وثلاثين عامًا بعقل عبقري وروح محارب وجسد صنَّفه البعض بـ"غير الطبيعي"، حيث خلق الله يديه غير مكتملة النمو، بإصبعين فقط في كل يد، رآه الجميع "بركة من الله" فقرروا مساعدته بكل السبل، وأتمَّ دراسته الأزهرية حتى تخرج في كلية اللغات والترجمة قسم اللغة الفرنسية.

خالد عمار ابن مدينة 15 مايو في حلوان يعمل في وزارة الثقافة بعد تخرجه في الجامعة ضمن الـ5% من ذوي الاحتياجات الخاصة داخل أحد الأضرحة التاريخية التابعة للوزارة، لكن حلمه الذي طارده منذ أن كان ابن العاشرة أن يصير رسامًا مشهورًا ظل يراوده، حتى استطاع تحقيقه.

"ربنا بيدي كل واحد الأربعة وعشرين قيراط بتوعه بالتساوي".. كان هذا أول ما جاء ببال خالد ليخبرنا به، أراد خالد أن يطوّر من موهبته، فدرس بالأكاديمية العربية للفنون.

"الدراسة مهمة لأي مهنة أو موهبة عشان تنميها"، يؤمن الشاب أن الله خلقه كاملاً دون أي نقص، فالجميع يرونه من ذوي الاحتياجات الخاصة (معاق)، وهو يرى نفسه بشرًا في المقام الأول، يخطئ ويصيب، يحلم ويحقق حلمه كما أراد.

استطاع خالد أن يحصل على جوائز دوليّة ومحليّة من خلال مشاركاته العديدة بالمسابقات الخاصة بالرسم. "الموضوع كان محتاج تطوير من مجرد الرسم بالفحم لدراسة تكوينات الكتلة والظل ودرجة الإضاءة". واستطاع خالد أن يطوّر من لوحاته حتى صار مضرب المثل في كيفية إخراج لوحات عديدة تشكل حالة فنية كاملة، صارت تحتل أهم المعارض والمسابقات الفنية.

أراد الشاب أن يستغل لغته الفرنسية التي درسها بالجامعة، فقرر التدرب مع أحد مدرسي اللغة الفرنسية حتى صار لديه تلاميذ يطلبون علمه في مرحلة الثانوية العامة، يقول: "بحس إني بحب أساعد الناس، وموضوع التدريس ده بعمله مجاملة عشان مش المجال بتاعي".

ألحق خالد الدراسة بالرياضة حتى حصل على الحزام الأسود في رياضة الكاراتيه، لكنه حزين لأنه طلب أن يصير مدربًا معتمدًا بالرياضة التي يمارسها منذ كان ابن الرابعة عشر ربيعًا، لكن وزارة الرياضة لا تراه سوى معاق لا ينبغي له ممارسة اللعبة كمدرب لأنه "ناقص".

أتمَّ خالد حفظ القرآن الكريم وهو صغير، وبدأ يؤذن بالمسجد القريب من مسكنه منذ أن كان ابن السادسة عشر، لما لمسه جيرانه من حلاوة وعذوبة صوته، وهو يرى أنَّ المجتمع صار معاقًا عن التفكير في الآونة الأخيرة: "الناس بقت بتحب تصنّف وتحكم أكتر منها تتعرف على الشخص، كله عاوز يصنف وخلاص، كله شايف نفسه ملاك ونسي إننا بشر في الأصل".

لا يرى خالد نفسه معاقًا أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، تلك الجملة التي تؤلمه بشدة، فيرى أنَّ المعيار الوحيد للحكم على البشر هو أفعالهم فقط "أفضل واحد فينا هو اللي هيقدر يسيب أثر على الأرض قبل ما يمشي، طول ما أنت بتجتهد وبتسعى ربنا هيقدرك ويوفقك".


مواضيع متعلقة