"نيس" و"قطار ألمانيا".. عمليتان لـ"داعش" بدون متفجرات: وخبير: "إرهاب غير منظم"

08:06 م | الثلاثاء 19 يوليو 2016

سيارة مفخخة أو حزام ناسف، أو حتى سلاح ناري، يوقع العشرات أو ربما المئات من القتلى والمصابين، تلك هي الصورة النمطية التي اعتاد عليها المراقبون للحوادث الإرهابية، التي غزت العالم في الآونة الأخيرة، مع ظهور تنظيم "داعش".

وفي مدينة نيس الفرنسية، كان ليلة الخميس 14 يوليو صافية لم يعكرها سوى أصوات الألعاب النارية، يحتشد العشرات من السياح الأجانب والمحليين للمشاهدة والاحتفال، قبل أن يفاجئوا بشاحنة تسير بسرعة جنونية، وتدهس أمامها المواطنون واحدً تلو الآخر، لينقلب الاحتفال إلى كارثة جديدة تهز العالم، وتوقع 84 من القتلى والعشرات من الجرحى.

حادثة "نيس" لم يستخدم الإرهابي فيها أسلحة نارية أو مفخخات، حيث كان سلاحه الرئيسي هو الشاحنة التي قادها بسرعة جنونية، واستطاع أن يقتل العشرات بها دهسًا، ليعلن عن طريقة جديدة يستخدمها عناصر تنظيم "داعش" في عملياتهم الإرهابية.

حادثة أخرى لم يستخدم فيها الأسلحة النارية أو القنابل، وهي تلك التي وقعت أمس، عندما قام لاجئا أفغانيا عمره 17 عاما مسلحا بفأس وسكين بمهاجمة مسافرين في قطار في الولاية الواقعة في جنوب ألمانيا، وأصاب 4 بإصابات بالغة قبل أن تقتله الشرطة بالرصاص، وتم العثور على راية لتنظيم "داعش" في غرفة الفتى الأفغاني طالب اللجوء الذي نفذ اعتداء بفأس وسكين في قطار مساء الإثنين في جنوب ألمانيا.

مصطفى زهران، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، يرى أن تنظيم "داعش" الإرهابي يعيش لحظات حاسمة، خاصة في ظل انشغال الإعلام العالمي بأحداث الدولة التركية، وتجميد قاعدة إنجرليك، وبالتالي تخفيف الغارات الجوية، موضحًا أنه يحاول بأي شكل استغلال هذا الانشغال في عمليات إرهابية منظمة أو عشوائية.

وأضاف "زهران" في تصريحات لـ"الوطن" أنه في الآونة الأخيرة، أصبح هناك بروزا لدور العمليات غير المنظمة، والتي لا تعتمد على خطط منهجية، وأسلحة ثقيلة، أو عمليات الذئاب المنفردة، مشيرًا إلى أن هذه العمليات تعطي مرونة للتنظيم، وتجعله قادرًا على استخدام أي أداة في عملياته الإرهابية.

وتابع زهران: العمليات الأخيرة التي شنها التنظيم الإرهابي في فرنسا وألمانيا، كانت اجتهادات من الذئاب المنفردة للتنظيم، الذين استجابوا لدعوة أبوبكر البغدادي، بقتل "الكفار" في ديارهم.