"الطعن" و"الدهس".. من مقاومة الاحتلال إلى سلاح جديد للإرهاب

كتب: سمر صالح

"الطعن" و"الدهس".. من مقاومة الاحتلال إلى سلاح جديد للإرهاب

"الطعن" و"الدهس".. من مقاومة الاحتلال إلى سلاح جديد للإرهاب

شهدت جرائم الإرهاب تحولا كبيرا في عملها مؤخرا، حيث لم تعد قاصرة على التفجير فحسب، بل تعددت، بين "القنابل، الدهس، وأخيرا الطعن"، ما يشير إلى إستراتيجية داعشية جديدة، تهدف لإرباك الأمن، عن طريق عدم توقعها أو اكتشافها.

ألقى حادث الطعن الذي شهدته ألمانيا، ليلة أمس، الضوء على استخدام آلية "الطعن" كسلاح جديد للإرهاب، وذلك بعد سلاح "الدهس" الذي استخدمه منفذ "هجوم نيس" في فرنسا، مقتبسين الأسلوبين من المقاومة الفلسطينية ضد العدو الإسرائيلي، بعد أن ضاقت بهم السبل واستخدموا كل الوسائل للدفاع عن أرضهم ومقدساتهم، ما يكشف عن تعمد تنظيم "داعش" استخدام أساليب مبتكرة في إثارة الرعب.

سجلت الأراضي الفلسطينية المحتلة أولى عمليات الطعن منذ مطلع الألفية الحالية، وتحديدا في العام 2002، واعتُبرت منذ هذا الوقت، واحدة من وسائل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، الذي طالما ردّ بإطلاق النار، وعُرفت هذه الآلية بـ"انتفاضة السكاكين"، إلا أن طريقة الانتقام سرعان ما انتقلت بين دول العالم، واتخذها الإرهابيون وسيلة جديدة غير متوقعة لتنفيذ هجماتهم ضد الأبرياء في مختلف دول العالم.

في العاشر من مايو الماضي، شهدت مدينة ميونيخ الألمانية حادث طعن إرهابي، نفذه مسلح بسكين في محطة قطارات هناك، وأصيب فيه نحو 5 أشخاص على الأقل، فيما وقعت عدة حوادث طعن في السويد منذ العام 2015، حيث قُتلت إحدى موظفات مركز إيواء المهاجرين هناك، وهي لبنانية الأصل، في يناير من العام نفسه، إثر طعنة سكين من لاجئ يبلغ من العمر 15 عاما.

وتكررت حوادث الطعن في مراكز الإيواء بالسويد وخارجها أيضا، حيث وقع شجار بين مراهقين سويديين وسوريين في إحدى ضواحي ستوكهولم، راح ضحيته شاب سوري يُدعى "يزن علوش"، فيما اعتقلت الشرطة الباقين في سبتمبر 2015.

ومن السويد إلى بريطانيا، وقع حادث طعن وصفته السلطات بـ"الإرهابي" في محطة لقطارات الأنفاق بشمال شرق العاصمة لندن، في ديسمبر من العام الماضي، حيث هاجم شخص مسلح بسكين عددا من الركاب في بهو المحطة، وأصيب في الهجوم 3 أشخاص، إصابات أحدهم بالغة.

وفي فرنسا قتل مسؤول كبير في الشرطة وزوجته، في هجوم شنه رجل يحمل سكينا في ضاحية من ضواحي باريس، في يونيو الماضي، وتبين لاحقا أن المهاجم أعلن ولاءه لتنظيم "داعش" الإرهابي.

ولم يكن حادث الدهس الذي شهدته مدينة "نيس" الفرنسية، مساء الخميس الماضي، والذي راح ضحيته نحو 84 شخصا، هو الأول من نوعه، حيث وقعت الكثير من الاعتداءات في العالم باستخدام هذا السلاح، الذي أكد خبراء الأمن أن خطورته تكمن في "عدم توقعه" هو الآخر، ومنذ ذلك الحين لم تصبح العمليات الانتحارية، والسيارات المفخخة وإطلاق النيران هي الطريقة الوحيدة للإرهاب.


مواضيع متعلقة