تمنيت لو أن كل مصر حضرت معى تلك الاحتفالية فى القبة السماوية بمكتبة الإسكندرية صباح يوم الأحد الماضى احتفالاً بإنتاج أول فيلمين مصريين بنظام العرض فى القباب فى المنطقة العربية كلها. لم تكن ريادة الفكرة هى سبب فرحتى الوحيد ولكن مضمون الفيلمين الذى حمل أحدهما اسم «عقل مضىء» وقدم بجاذبية قصة ابن الهيثم وإسهاماته العلمية، وحمل الآخر اسم «المهمة» ليشرح بشكل علمى مثير ورائع حقيقة خروج كوكب بلوتو من المجموعة الشمسية لصغر حجمه.

الأفلام إنتاج مشترك بين أكاديمية البحث العلمى ومكتبة الإسكندرية ونهضة مصر والجامعة الأمريكية. تعلم وأنت تشاهد الأفلام أن سبب الاهتمام بالحدث هو عدد الجهات المنتجة لتلك النوعية من الأفلام الثلاثية الأبعاد عالية التقنية على مستوى العالم وكيف أن عددها لا يتجاوز 20 شركة فقط، وكيف أن المكتبة كانت تلجأ لتلك الشركات لتأجير الأفلام المتاحة لديها بمبلغ 30 ألف دولار للفيلم الواحد ولمدة عام فقط، وتُجدد المكتبة دفع هذه القيمة إن أرادت استمرار عرض الفيلم. توقفت مع حديث المهندسة هدى الميقاتى، نائب مدير المكتبة، حين قالت إنهم سعوا لإنتاج تلك النوعية حينما وجدوا غلاء أسعارها ومحدودية الاختيار من بين قوائم الشركات المنتجة، وكيف واجهوا صعوبات عديدة تمثلت فى عدم امتلاك خبرة إنتاج مثل هذه النوعية من الأفلام، و«تلكؤ الشركات العالمية منحنا كيفية الإنتاج». ولذا استمرت التجارب من عام 2007 حتى كان قرار إنتاج تلك الأفلام التى نفذتها شركة نهضة مصر للأنيميشن بشراكة إنتاجية ومراجعة علمية من أكاديمية البحث العلمى والجامعة الأمريكية.

قرأت منذ سنوات كتاب «تاريخ ضائع» للكاتب الأمريكى مورجان هاميلتون الذى نشرته دار ناشيونال جيوجرافيك فى العام 2006 وتُرجم للعربية عام 2007 وتناول حضارة العالم العربى فى عصور أوروبا المظلمة. ثم قرأت كتاب «1001 اختراع» لذات الشركة وضم اختراعات الحضارة العربية ولكن للأطفال، وتساءلت: متى ندرك أهمية البحث عن هويتنا وإسهاماتنا فى الحضارة البشرية فى تكوين وعى وانتماء أجيال العالم العربى التائهة بين ضلالات الفكر وحروب العقل؟ فنتولى بأنفسنا إنتاج تلك النوعية من الأفلام والكتب ليدرك أبناؤنا مسئوليتهم فى إكمال ما سبقهم إليه أجدادهم من حضارة سارت عليها أوروبا فى عصور النهضة. كما كنت دائمة التساؤل: متى نقدم لأطفالنا أفلاماً عالية الجودة عن العلم ومستجداته بدلاً من تلك الأفلام المدبلجة السخيفة التى لا تنتمى لعالمنا العربى من بعيد ولا قريب ولا تحمل إلا كل عنف؟ لذا سعدت بفيلمى «ابن الهيثم» و«المهمة» وروعة السيناريو الذى كتبته لكليهما كاتبة الأطفال أمل فرح، وجودة التقنية البصرية التى تم تنفيذهما بها من قبَل المخرجة عطية خيرى. ربما هما ليسا أفضل الأفلام ولكنهما بداية قوية لإنتاج تلك النوعية من الأفلام التى يجب دعم استمرار إنتاجها لا لتكون لأطفالنا فى مصر فقط ولكن للعالم العربى بأسره وربما ترجمتها للغات أخرى وتصديرها فتنهض صناعة كان لنا فيها باع طويل توقفت للأسف مع هجمة آسيوية مدبلجة استسلمنا لها.

وفى وسط ملامح تراجع ثقافى وفنى نقاومه، لا أملك إلا شكر القائمين على هذا العمل وبخاصة مكتبة الإسكندرية التى تثبت إدارتها كل يوم -رغم كل ما يحيط بها من ضيق التمويل ومصارعة الواقع الذى نعيشه جميعاً- أن لديها رؤية تمنحها ثبات الخطوة ووضوح الأولويات. أما أنت قارئى الطيب فأرجوك ألا تتردد فى اصطحاب أبنائك لزيارة القبة السماوية بمكتبة الإسكندرية حتى ولو ليوم واحد ليستمتعوا بعرض مبهر لن ينسوه، وتاريخ مفرح ليتنا نتعلم منه، وعلم حديث نحن بحاجة للاستزادة منه.

• أكاديمية البحث العلمى
• ابن الهيثم
• الجامعة الأمريكية
• الحضارة العربية
• الشركات العالمية
• الشركات المنتجة
• العالم العربى
• أبعاد
• أجداد
• أجيال
• أكاديمية البحث العلمى
• ابن الهيثم
• الجامعة الأمريكية
• الحضارة العربية
• الشركات العالمية
• الشركات المنتجة
• العالم العربى
• أبعاد
• أجداد
• أجيال
• أكاديمية البحث العلمى
• ابن الهيثم
• الجامعة الأمريكية
• الحضارة العربية
• الشركات العالمية
• الشركات المنتجة
• العالم العربى
• أبعاد
• أجداد
• أجيال
• أكاديمية البحث العلمى
• ابن الهيثم
• الجامعة الأمريكية
• الحضارة العربية
• الشركات العالمية
• الشركات المنتجة
• العالم العربى
• أبعاد
• أجداد
• أجيال