فريق متحمس وآخر متوجس.. «سعيد»: عارف يعنى إيه بتصور كل حاجة حواليك وانت بتلعب؟! و«كمال»: مش معمولة لمصر أساساً

كتب: محمد سعيد

فريق متحمس وآخر متوجس.. «سعيد»: عارف يعنى إيه بتصور كل حاجة حواليك وانت بتلعب؟! و«كمال»: مش معمولة لمصر أساساً

فريق متحمس وآخر متوجس.. «سعيد»: عارف يعنى إيه بتصور كل حاجة حواليك وانت بتلعب؟! و«كمال»: مش معمولة لمصر أساساً

أثارت لعبة «بوكيمون جو» الكثير من الجدل بين الشباب بمختلف أعمارهم فى الآونة الأخيرة، البعض أحبها متذكراً أوقات الطفولة وجلوسه أمام التلفاز لمشاهدة الكارتون، معجبين بجودة الجرافيك العالية، غير واضعين فى اعتبارهم أفكار التجسس وغيرها، أما الآخرون فرفضوا تحميل اللعبة بشكل قاطع وصريح مبررين ذلك بأنها أداة خارجية لتحويل الفرد إلى جاسوس مجانى يفعل ما يُطلب منه كما أنها تنتهك خصوصيات الآخرين.

ومن بين الفريق الذى يمارس اللعبة ويستبعد فكرة التجسس من خلالها كان «كمال أحمد»، 24 عاماً، يسكن فى منطقة فيصل بمحافظة الجيزة ويبدأ حديثه قائلاً «اللعبة استراتيجية عن طريق تكوين فريق من البوكيمون بيطلعوا فى طريقى بالصدفة واللى بيطلعلى برمى عليه الكرة عشان أصطاده ويبقى بتاعى، وبعد كده ببدأ أقوى فى البوكيمونز بتوعى عشان أبقى جاهز أدخل فى حروب مع غيرى، وهى لعبة استراتيجية عادية جداً والمسلى فيها إنك بتعيش جو المسلسل نفسه بإنك ماشى وبتقابلهم بالصدفة وبتصطادهم، وهما فى كل حتة مش جوه الأقسام بس دول موجودين فى أى مكان تتخيله»، مؤكداً أن اللعبة ممتعة بالنسبة لهم لأنها تذكرهم بطفولتهم ويرون فيها أشياء لم يروها منذ أكثر من 10 سنوات وترسم على وجوههم البسمة وكأنهم يعيشون داخل اللعبة.

ويؤكد «كمال» أنه لا ينزل الشارع خصيصاً حتى يبحث عنهم، ولكنه يطاردهم أثناء استقلاله وسائل المواصلات فى ذهابه إلى العمل ويفتح اللعبة ويبحث عنهم، أو يلعبها عندما يكون فى المنزل، مضيفاً «اللعبة نزلت على الآبل ستور بتاع أستراليا وكندا وأمريكا بس، وأنا موبايلى فى مصر ولما عملت الأكونت بتاعى عملت على مصر عادى، بس لما جيت أدور على اللعبة مالقتهاش لأنها ماتحطتش على الاستور بتاع مصر فعملت أكونت جديد وخليت اللوكيشن بتاعه أستراليا بس فظهرت اللعبة ونزلتها منه».

{long_qoute_1}

ويوضح «كمال» أن اللعبة تعتمد على خرائط الـGPS التى توجد بالفعل على كل الأجهزة وبإمكان أى فرد التغيير فى الخيارات الخاصة بها سواء بفتح الكاميرا أثناء اللعب أو اللعب فى عالم افتراضى دون استخدام الكاميرا، ويتساءل «كمال»: كيف يتم التجسس من خلالها على مصر وهى لم تنزل فى الأساس هنا؟

«اللعبة ماكانتش موجودة فى البلاى ستور فكنت شفت واحدة صاحبتى كاتبة طريقة تنزل اللعبة بيها وجربتها كانت فى جوجل «بوكيمون الذهاب» ونزلتها على موبايلى، وحبيت اللعبة قوى عشان بحب كارتون بوكيمون، ده غير إن اللعبة مسلية وممكن ألعبها فى أى مكان، زى مثلاً وأنا ماشية ورايحة النادى أو وأنا جوه النادى حتى أو فى البيت» هكذا كانت بداية حديث منة كرم، 19 عاماً، طالبة فى الفرقة الرابعة بكلية ألسن عين شمس، التى تسكن بمنطقة المهندسين بالجيزة.

ثم تستكمل حديثها قائلة: «اللعبة معتمدة على نظام تحديد المواقع وبتجيب الخريطة من جوجل تقريباً، وأنا أول حاجة بفتح اللعبة وبعدين بدخل عن طريق جوجل وبعديها بتظهر لى خريطة المكان اللى أنا فيه زى خريطة جوجل بالظبط بس بطريقة كارتونية مرسومة، وبعدين بنختار الشخصية إذا كانت بنت أو ولد وبعدين انت لما بتتحرك هما كمان بيتحركوا وبيبقى ظاهر لك فى اللعبة صندوق على اليمين فيه البوكيمون القريب منك، وانت ماشى بقى الموبايل بيعمل اهتزاز أول ما يظهر وحش، وبعد كده بتدوس عليهم والموبايل بيسألك عايز تفتح الكاميرا أو لأ، وبعد ما توافق بتفضل تتحرك شوية عقبال ما تلاقيه، ولما بيظهر كده بيكون فيه كورة بتاعة البوكيمون المفروض إنك بترميها على البوكيمون وتيجى فيه عشان تصطاده ويدخل جواها».

وترى «منة» أن تلك اللعبة لا تمت للتجسس بصلة، لأنه فى أوقات كثيرة لا تفتح الكاميرا والوحش يظهر دون استخدام الكاميرا نهائياً، وتتذكر «منة» موقفاً حدث لها قائلة: «فى مرة كنت ماشية مع واحدة صاحبتى رايحين مشوار ولاقيت بوكيمون فى الطريق فوقفتها معايا لأنى كان لازم أصطاده وكان بيظهر ويختفى كذا مرة، وفى مرة تانية كنت راكبة أوتوبيس والراجل اللى جنبى قعد يتفرج ويبصلى باستغراب، وفى النادى البنات بتفضل تضحك عليَّا، وبشوف كمان ناس بتقف تدوّر عليه ورافعة إيديها لفوق عشان تصطاده».

ويتفق معها أحمد سامى، 23 عاماً، يسكن فى منطقة الهرم ويعمل بإحدى شركات المحمول، مؤكداً أن أول انطباع له عن تلك اللعبة فاق كل توقعاته عنها، لأنها لعبة واقعية للغاية وتربط الخيال بالواقع، وهى عبارة عن أماكن حقيقية تظهر على نظام تحديد المواقع، وأنه بالفعل ينزل للبحث عن البوكيمون وكرات البوكيمون مثلما كان يحدث فى الكارتون، كما أن الجرافيك عالى الجودة وقرأ عنها كثيراً وعرف أنهم استمروا فى تحضير تلك اللعبة سنوات طويلة.

ويضيف سامى: «اللعبة عبارة عن تجميع وحوش وبعد كده بترتفع فى المستوى داخل اللعبة وبعد كده ممكن أحارب بيهم، والوحش اللى باخده ممكن أبيعه أو أطوره وممكن أزوّد قوته، ولما الكرات اللى بصطاد بيها وحوش البوكيمون بتخلص بحصل عليهم يا إما بالفلوس أو إنى أجيبهم من أى كنيسة أو مسجد أو نافورة أو فندق أو ميدان أو قسم شرطة، المهم يكون موقع معروف على نظام تحديد المواقع».

ويرى «سامى» أن موضوع التجسس ليس صحيحاً: «أى دولة تريد التجسس علينا لديها أدق وأخطر الأجهزة وجميع الوسائل اللى من خلالها تستطيع التجسس علينا فى أى لحظة وأى مكان، لأن لديهم GPS وأقماراً صناعية ولديهم جميع وسائل التجسس وليسوا فى حاجة إلى لعبة لم تنزل لمصر ونزلت لدول تانية حتى يتجسسوا علينا»، مشيراً إلى أنهم يحمّلون اللعبة فى الأساس بطرق أخرى عن طريق عمل أكونتات وهمية على دولة أخرى، ويتساءل «كيف تستطيع لعبة لم تتح فى الأساس لمصر التجسس علينا، وكيف تترك الدول الأخرى لعبة تتجسس عليهم؟»، والإجابة «هذا الكلام كله ليس له أساس من الصحة».

ويبتسم الشاب العشرينى قائلاً: «فى مرة خلصت منى الكور بتاعة البوكيمون اللى بصطاد بيها ومكنتش عارف فى الأول بتتجاب منين وبعد ما عرفت رحت لنافورة عشان أجيب الكورة وبالفعل نزلت جواها عشان أجيبها وجبت الكورة، والناس كلها استغربت وقعدوا يضحكوا».

فى المقابل، هناك الفريق الآخر الذى رفض فكرة اللعبة وتحميلها بشكل قاطع، مبرراً ذلك بأن بها انتهاكاً كبيراً للخصوصية وتحول مستخدم اللعبة إلى جاسوس غير رسمى وذلك دون علمه بحقيقة ما يفعل، ومن ذلك الفريق يظهر سعيد عاطف، 21 عاماً، طالب بالفرقة الرابعة هندسة اتصالات بجامعة القاهرة، قائلاً «اللعبة دى للناس الفاضية وكمان مالهاش أى علاقة بالمتعة نهائى لا من قريب ولا من بعيد، واللعبة بنسبة كبيرة فيها خطر من ناحيتين، أول حاجة ممكن تزيد نسبة الحوادث فى مصر وفى الشوارع لأن معظم الناس هتبقى باصة فى الموبايلات». ويؤكد «سعيد» أنه درس برمجة فى كلية الهندسة ويعرف بنسبة كبيرة أنها لعبة تجسسية على ما يحيط بالشخص الذى يمارس اللعبة، وبالفعل تم حظر تحميل اللعبة فى بلاد كثيرة بسبب ما تحتويه من نسبة خطر، وللعبة خطر بالفعل على الأمن القومى وستحول الفرد إلى جاسوس بالمجان وسيكون هو المسيطر الوحيد على الشخص وسيجعله يذهب إلى الأماكن التى يريدها.

وينفعل سعيد غاضباً ويقول «انجذابك للعبة فيما بعد هايخليك لا إرادياً شبه جاسوس، انت متخيل إنك بتلعب وانت فى الحقيقة بتصور كل حاجة حواليك، أماكن وناس وغيره، وكل ده متوصل مباشرة بسيرفر اللعبة، كل ده بيتسجل واللى بيلعبها بقى جاسوس من غير ما يحتاج تدريب أو شغل، ده انت بتصور كل الدنيا حواليك وبتنقلها على طبق من فضة، طب ما سألوش نفسهم ليه اللعبة ممنوعة فى بلاد معينة ولازم عشان تحمل اللعبة دى محتاج تعمل سيرفر أو بروكسى؟».

ويتفق معه فى الرأى عبدالله ممدوح، 23 عاماً، يسكن فى منطقة عباس العقاد ويعمل نائب مدير لإحدى الشركات التجارية، قائلاً «ماجربتش أحمل اللعبة ولا هحملها، علشان مش مطمن ليها بعد كل اللى قريته عنها وحسيت إن فيها تجسس أو هدف ما معمولة عشانه»، ويتعجب «عبدالله» من هدف لعبة تقوم على وجود بوكيمون داخل مساجد ومكاتب ومطاعم ومحلات وبيوت، وممكن يستغل التهريج ده كوسيلة للسرقات فيما بعد.

ويوضح «عبدالله» أن منظمة حقوق الإنسان صرحت بأن اللعبة تفتح الكاميرا ويتم التوصيل بالإنترنت وشبكات رصد أمريكية ورصد للشوارع والوزارات والمنشآت الحكومية وذلك يعتبر تجسساً بطريقه غاية فى الدهاء على سبيل أنها لعبة، وحثت المنظمة الأجهزة الأمنية على وقف تلك اللعبة لما فيها من استخدام لتجنيد الشباب وهم لا يشعرون وفيها هدم للجيل المقبل، وطالبت المجتمعات الأهلية والنقابات والأحزاب بحث الأهالى على وقف لعبة البوكيمون، ويتابع «أنا معاها طبعاً لأنى فكرت كويس فى الكلام ده».


مواضيع متعلقة