محمد محي قد يكون مبهجًا

آية إيهاب

آية إيهاب

كاتب صحفي

صار الفنان محمد محيي رمزًا للكآبة الآن. يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أسماء أغنياته، ويؤكدون كم أنها تحمل عناوين وكلمات كلها أحزان ومآسٍ، وهو الأمر الذي أدى بأحد البرامج الساخرة لأن تستعين به نفسه لصنع فيديو يستخدم هذه النظرة التي تبناها الجميع.

ويبدو أن الفنان لم يمانع فتعاون معهم لإنتاج أغنية تحمل اسم "إحساس بشع"، ورغم كل هذا هناك جانبًا مضيئًا لا يعلمه الكثيرون بشأن الفنان نفسه، وهو أغانيه المبهجة التي يعلمها عدد من جيل الثمانينات والتسعينات من محبي محمد محيي، والتي تزاوجت فيها الموسيقى المبهجة مع كلمات لا تحمل كل هذا الكم من الأسى التي تحفل به أغانيه التي يتم تداولها الآن.

- "بحبك"

أول هذه الأغنيات وأهمها على الإطلاق، والتي حازت على إعجاب المستمعين وقت إطلاقها هي أغنية "بحبك"، التي شاركته فيها الفنانة شيرين، بينما كتبها المؤلف أيمن بهجت قمر، ليمزج بداخلها الموسيقى المبهجة إلى جانب كلماتها التي لا تقل بهجة، بأصوات الجماهير الحماسية في الخلفية، إلى جانب الطبل البلدي الذي يشعل الأفراح بدوره، بينما تدور الأغنية نفسها حول شخصين يصرحان لبعضهما بالإعجاب فيتبادلان الإطراءات وسط هذا الجو الحماسي الذي تقدمه الأغنية.

يبدأ الأغنية محمد محيي مقدمًا الكوبليه الخاص به فيقول "أنت نصيبي حبيبي وبس ولا أيام بعد تتحس اكتر منك مره ونص بحبك"، لتجيبه شيرين "وأنت حبيب العين والقلب.. أنت العالم وأنت الحب.. تبقي في شرق هتبقي في غرب بحبك"، وهكذا تتوالى الأغنية في الجو نفسه.

- "لالي"

أما أغنية "لالي" فهي الأخرى تحمل موسيقى مبهجة إلى جانب الكلمات عن العاشق الذي يتحدث عن حبه، وهذه المرة الأغنية تم إلحاقها بفيديو كليب، يلتقي فيه محيي بحبيبته للمرة الأولى فيقع في غرامها من النظرة الأولى، بل يؤدي هو الآخر بعض الرقصات داخل الفيديو كليب، ويغني بسعادة عن حبه الجديد الذي تورط فيه كليًا، فيغني لحبيبته ويقول بكلمات عنتر هلال "لالي بنورك يا بدر الليالي أنا رايد تكوني حلالي، وعنيكي سهري وموالي وقمر ترحالي". الكليب أغلبه صُوِّر في أماكن مبهجة وملونة، أو تكتسيها الخضرة، بحضور عدد من الموديلات اللاتي تمايلن ورقصن على أنغام الأغنية اكتمالًا لجو البهجة.

- طوده مين يشغلني عنك"

وفي أغنية "وده مين يشغلني عنك" يوجه محيي رسالته لحبيبته، مؤكدًا لها أنه لن ينساها. هنا محيي لا يبدو عليه أبدًا الحزن، بل يجمع كل طاقة السعادة في أغنيته لكي يرسلها إلى حبيبته، حتى ليستعملها العشاق في إرسالها لأحبائهم في الواقع، مؤكدين لهم أنه مهما حدث لن يشغلهم شيء أو أحد، حيث يقول محيي "ودا مين يشغلني عنك أنا. دا هواك دوبني فيك. خليك دايمًا معايا هنا. خليك وحياه عنيك".

وتدور الأغنية أغلبها في إظار غزلي، حيث يتغزل الحبيب بحبيبته وبعينيها، ويتباهى بالحب الذي خلق خصيصًا لهما، وبعلاقتهما. لا أثر هنا للحزن تمامًا، فهي علاقة حب وغزل من الطراز الأول بصوت محيي، لا تبدو فيها أي شائبة للاكتئاب، بل وتصلح لعودة العلاقات والمياه لمجاريها.

- "في الأول"

هنا محيي يغني عن لوعة الحب، تلك اللوعة التي يمتزج فيها الفرحة بالحزن، إلى جانب موسيقى خلفية تجبر كل من يسمعها على القفز والضحك والرقص، بمزيج من آلة الجيتار مع البيانو والطبلة بالطبع، وتبدأ الأغنية بموسيقى مبهجة قبل أن يغني محيي، ثم يأتي صوت محيي مبهجًا يجرك للسعادة رغمًا عنك وهو يقول " في الأول سيبنا قلوبنا تسلم قولنا سلام لله.. في الآخر صابنا هوانا وعلم قلنا يا حول الله"، بل قام صناع الأغنية بدمج الموسيقى التي بدت غربية في مطلع الأغنية، بالموسيقى الشرقية في نهاية الأغنية، في مغامرة تجريبية، حيث مزجوهما ببراعة داخل إطار موسيقي غير مختل، وشارك صوت المجاميع المبهج دائمًا في لصق البهجة، لتبدو أغنية ربما تكون على أولوية قائمتك بالأغنيات التي قد تصنع لك مزاجًا أفضل!.

- "حلوة الحياة"

نختتم هذه القائمة بأغنية "حلوة الحياة"، ولا أكثر من هذا العنوان الدال على ما تقدمه الأغنية من بهجة، بل ما تلقيه منذ الجملة الأولى للأغنية، ومحيي يقول "أد إيه حلوة الحياة.. قلبي آهو على هواه.. زي طير حر في سماه.. حلمه في عنيك التقاه"، يبدو محيي هنا قادرًا ببراعة على التعبير عن سكرة الحب الأول، الذي يضيف إلى الحياة هذه الحلاوة.

يتغنى محيي بهذه الحياة الحلوة، ومعبرًا عن مشاعره اللي انتابته عندما وجد حبه الحقيقي، ورغم أن الموسيقى هنا لا تشجع على الرقص أو القفز، ولكنها موسيقى هادئة، تناسب الحالة المزاجية الجيدة لمستمعيها، وتجبر المستمع في النهاية على الضحك والتسليم بأن الحياة حلوة كما يقول محيي، بل صارت تلك الموسيقى التي كانت جديدة على الساحة الفنية آنذاك إلى أن تصبح كمدرسة تؤسس لطريقة جديدة فن الفن العربي.