اليوم التالى لـ«الانقلاب»: «أنقرة» تلمح إلى تعديل الدستور لـ«إعدام» المنقلبين

كتب: رنا على ومحمد حسن عامر

اليوم التالى لـ«الانقلاب»: «أنقرة» تلمح إلى تعديل الدستور لـ«إعدام» المنقلبين

اليوم التالى لـ«الانقلاب»: «أنقرة» تلمح إلى تعديل الدستور لـ«إعدام» المنقلبين

أعلن الجيش التركى رسمياً، صباح أمس، إحباط المحاولة الانقلابية الدامية التى نفذها عسكريون متمردون على حزب «العدالة والتنمية» التركى، فيما دعا الرئيس رجب طيب أردوغان حشود الأتراك إلى البقاء فى الشوارع للتصدى لأى موجة «تصعيد جديدة». وأعلن قائد الأركان بالنيابة الجنرال أوميت دوندار مقتل 194 شخصاً وإصابة 1440 آخرين فى أعمال العنف التى جرت بين الانقلابيين والقوات الحكومية، بالإضافة إلى اعتقال 2839 عسكرياً و2745 قاضياً، عقب محاولة الانقلاب. وأعلنت الرئاسة التركية، أمس، إطلاق عملية واسعة تهدف إلى استعادة السيطرة على مقرات القوات المسلحة فى «أنقرة»، مؤكدة أن بعض المواقع العسكرية لم يتم استعادتها كاملة -حتى مثول الجريدة للطبع- وقالت إن القوات الخاصة بالشرطة التركية وقوات الجيش الموالية للحكومة تتولى تأمين المقرات التى يتم استعادة السيطرة عليها. وقال وزير شئون الاتحاد الأوروبى عمر جليك، إن «الحكومة التركية تسيطر على الوضع بنسبة 90%، لكن مدبرى الانقلاب ما زالوا يحتجزون بعض القادة العسكريين كرهائن». {left_qoute_1}

وبالرغم من الإعلان عن إحباط محاولة الانقلاب، دعا «أردوغان» الأتراك المحتشدين إلى البقاء فى الشارع. وكتب على «تويتر»: «علينا أن نبقى مسيطرين على الشوارع، لأنه ما زال من الممكن قيام موجة تصعيد جديدة». وفى الوقت الذى أكدت فيه السلطات التركية إحباط محاولة الانقلاب، نقلت وكالة «رويترز» عن بيان للمكتب الصحفى لهيئة الأركان العامة للجيش التركى، أمس، أن «مجموعة من الضباط التى تقف وراء محاولة الانقلاب العسكرى لا تزال تقاتل بإصرار كل من يحاولون معارضتها». من جانبه، لمّح رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم، أمس، إلى أن الحكومة ستطرح على البرلمان مقترحاً لتعديل العقوبات المتعلقة بالانقلاب العسكرى لتشمل «حكم الإعدام». وقال «يلدريم»، فى مؤتمر صحفى بمقر الحكومة فى أنقرة، إن «عقوبة الإعدام غير واردة فى الدستور لكن تركيا ستبحث إجراء تغييرات لضمان عدم تكرار ما حدث»، موضحاً أن كل من شارك فى الانقلاب «خائن لتركيا».

وفى سياق متصل، أعلنت قناة «سكاى نيوز»، أن القوات التركية بدأت حملة تطهير واسعة ضد الضباط الذين تربطهم صلة بمحاولة الانقلاب وتعيين ضباط جدد بعد الإطاحة بأغلب قادة الصف الأول من الجيش، حيث تم اعتقال قائد الجيش التركى فى مدينة أزمير، فيما قالت قناة «أولوسال» التركية، صباح أمس، إن السلطات التركية ألقت القبض على قائد منطقة البحر المتوسط العميد نجات ديمرهان، فى مدينة «ميرسن» الساحلية جنوب البلاد عقب أحداث الانقلاب، إضافة إلى القبض على رئيس أركان الجيش الثالث التركى الجنرال أكرم جاغلر. واعتقلت السلطات التركية، أمس، 2745 قاضياً فى أعقاب المحاولة الانقلابية الفاشلة، فيما جرى تعيين 40 قاضياً آخرين للتحقيق فى المحاولة الانقلابية.

وأعلنت اليونان اعتقال 8 عسكريين أتراك «انقلابيين»، بعد هبوط مروحية عسكرية كانت تقلهم فى مدينة «ألكسندروبوليس» شمال اليونان، كما أشارت السلطات اليونانية إلى أن العسكريين الثمانية طلبوا اللجوء السياسى، فيما طالب وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو بتسليمهم إلى تركيا.

وندد «أردوغان» بمحاولة الانقلاب التى نفذها عسكريون وصفهم بأنهم «خونة»، مؤكداً أن هؤلاء يرتبطون بحركة خصمه الداعية فتح الله جولن المقيم فى المنفى فى الولايات المتحدة. ولدى عودته إلى مطار «أتاتورك» فى إسطنبول، حيث كان حشد من أنصاره فى استقباله، قال «أردوغان»: «انقلاب شاركت فيه أيضاً الدولة الموازية»، فى إشارة إلى خصمه الداعية فتح الله جولن، مؤكداً أنه لن يترك تركيا «للمحتلين».

وأعلن «يلدريم»، صباح أمس، تعيين قائد جديد لهيئة الأركان بالنيابة محل رئيس الأركان الجنرال خلوصى آكار الذى يعتقد أنه محتجز لدى العسكريين الانقلابيين. وقال «يلدريم» إنه عين قائد الجيش التركى الأول المتمركز فى إسطنبول الجنرال أوميت دوندار قائداً عاماً جديداً للجيش، بعدما كان الرئيس رجب طيب أردوغان صرح فى وقت سابق بأنه يجهل مصير الجنرال «آكار».

من جانبه، ندد الداعية فتح الله جولن بمحاولة الانقلاب، مضيفاً: «من المسىء كثيراً بالنسبة لى كشخص عانى من انقلابات عسكرية عديدة فى العقود الخمسة الماضية، أن أُتهم بأننى على أى ارتباط كان بمثل هذه المحاولة. وأنا أنفى بصورة قاطعة مثل هذه الاتهامات»، فيما طلب رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم، من «واشنطن» تسليم فتح الله جولن، المتهم بتدبير محاولة الانقلاب العسكرى الفاشلة، مؤكداً أن «مجلس الأمة سيبحث كيفية تجنيب البلاد انقلابات جديدة»، مضيفاً أنه سيتم اعتبار أى دولة ترفض تسليم «جولن» معادية لتركيا، وستعتبر فى حالة حرب معها. من جانبها، قالت مصادر بحركة «الخدمة» الإسلامية فى تركيا، لـ«الوطن»، إن «الرئيس التركى كان على علم بمحاولة الانقلاب التى فشلت، وشارك فى تمهيد الطريق لها، لتحقيق هدفه، وهو إظهار صورة الجيش بأنه منقسم أمام الشارع التركى، والتدخل فى الجيش بإعادة هيكلته بما يجعله خاضعاً تماماً لسيطرة الرئيس والحزب الحاكم مثل جهاز الشرطة».


مواضيع متعلقة