التنسيق.. سبوبة الكورسات والميكروباصات «على حس الطلبة»

08:19 م | السبت 16 يوليو 2016

9 أشهر من الركود، فجأة يدب النشاط فى المكان، عشرات الأقدام تتخبط فى بعضها، مئات الأسئلة تتزاحم، قصاصات الأوراق مبعثرة تملأ الأرضيات، أيادٍ تمتد لسحب الاستمارات، وأيادٍ أخرى تمتد لتقدم عروضاً على كورسات ودورات هدفها الأساسى اجتياز اختبار القدرات.. هنا أمام مكتب التنسيق، عالم الموتى الذى يحييه انتهاء امتحانات الثانوية العامة. «الكورس بـ200 جنيه، سواء لفنون جميلة أو فنون تطبيقية وإحنا أحسن من غيرنا، هنديلك يومين كل يوم 3 ساعات هتفهم كل حاجة وتمتحن فى الاختبارات وهتنجح»، محاولة إقناع قام بها أحمد ربيع لأحد الطلاب الوافدين إلى مكتب التنسيق، الطالب الذى بدت عليه الحيرة وقف يستمع لعرضه وفى ذهنه تتردد تحذيرات وزير التعليم العالى من السماسرة حول المكتب.

{long_qoute_1}

العشرات مثل «ربيع» جاءوا للترويج والدعاية لمراكز التدريب التى تقدم هذه الكورسات المكثفة.. «إحنا أحسن من غيرنا هنديلك الكورس ولو مفهمتوش تجيلنا تانى وتالت ببلاش لحد ما تستوعبه وتمتحن وتنجح»، هكذا أغرى مصطفى شورى أحد الطلاب الذى بدا مقتنعاً بكلامه.. «بس أنا مش فاضى بصراحة آجى 3 أيام عشان الكورس»، قالها الطالب ليجد الإجابة جاهزة على لسان «مصطفى»: «عندنا كورس مكثف يوم واحد بـ95 جنيه». «فرى قدرات» أحد المراكز التى تقدم «كورسات» وتدعى أنها مجانية، وبحسب أحد العاملين -طلب عدم ذكر اسمه- فالقصد من كلمة مجانية هو أنهم «المركز الأرخص»، يؤكد: «الحصة 6 ساعات بـ40 جنيه، والطالب المفروض ياخد 6 حصص»، المركز المتخصص فى دورات كليات فنون جميلة وهندسة، يعتمد فى منافسته على عناصر مختلفة.. «مش بس المحتوى بتاع الدورات، لا ومكاننا فى العباسية القريب من كل المناطق».

الاستفادة من موسم التنسيق، وتحويله إلى موسم رزق، امتد للسائقين الذين وقفوا أمام جامعة القاهرة لنقل الطلاب القادمين من محطة المترو إلى مكتب التنسيق، الذى لا يبعد عن مدخل الجامعة الكثير.. «تنسيق تنسيق»، هكذا نادى صاحب العربة لتمتلئ فى لحظة واحدة عن آخرها وما إن تتحرك حتى يسأله الطلبة: «كام الأجرة؟»، فيجيب: «2 ونص بس يا بشوات»، لتعترض سيدة أربعينية: «هيّا بجنيه ونص بس إيه اللى حصل ده أنا راكبة امبارح»، ليبرر لها السائق موقفه: «الموسم ده عندنا اسمه موسم الطلبة».