بالصور| "باربي".. "عجوزة" في الخمسين

كتب: أروا الشوربجي

بالصور| "باربي".. "عجوزة" في الخمسين

بالصور| "باربي".. "عجوزة" في الخمسين

في منتصف الخمسينيات، كانت تجلس ابنتها تلعب بعرائس مصنوعة من الورق في استمتاع، تعاملهم على أساس أنهم أصدقاءها الكُبار، وقفت والدتها أمام غرفتها بعدما سمعت صوتها عاليا تتحدث إلى أشكال من الورق، وحينها لاحظت أن هناك فجوة في السوق الذي لا يلبي احتياجات الفتيات من العرائس اللاتي تجاوزن مرحلة الطفولة، فكانت معظم عرائس الأطفال على شكل أطفال صغار.

عرضت سيدة الأعمال الأمريكية، روث هاندلر على زوجها إليوت، شريك في شركة ماتيل للألعاب، فكرة تصميم عروسة لها جسد امرأة، ولكنه لم يتحمس للفكرة ولا مديري شركة ماتيل، مر عام، سافرت روث إلى أوروبا في عام 1956 مع أبنائها باربرا وكينيث، وأثناء تسوقهم في أحد محلات الألعاب في ألمانيا رأت بالصدفة العروسة الشهيرة "بيلد ليلي".

كانت "بيلد ليلي"، على شكل فتاة بالغة، وهي بنفس الصورة المرسومة في ذهن هاندلر، فقامت بشراء ثلاث عرائس بيلد ليلي، أعطت روث عروسة لابنتها وذهبت بالاثنتين إلى شركة "ماتيل"، ثم عملت على إعادة تصميم العروسة، وحصلت العروسة على اسم جديد، "باربرا"، على اسم ابنتها، ثم تحرف الاسم إلى "باربي".

ظهرت العروسة لأول مرة في معرض الألعاب الدولية في نيويورك في 9 مارس 1959، وعيد ميلاد باربي الرسمي، وبيع حوالي 350 ألف عروسة "باربي" خلال السنة الأولى من الإنتاج، وكانت "باربي" واحدة من أولى لعب الأطفال التي يُوضع لها إستراتيجية تسويق تعتمد بشكل كبير على التليفزيون والإعلانات وقد قلدتها العديد من شركات لعب الأطفال فيما بعد في الترويج لمنتجاتها.

ـ أول إعلان لدمية "باربي" 1959

في عام 2016، خطت "باربي" عامها الـ57، فكانت تحمل أنوثة نجمات الخمسينات مثل مارلين مونرو وريتا هيورث، من الحواجب المقوسة عالية، أحمر شفاه، ذيل الحصان لشعر أشقر، وجسد ممشوق ونحيف، في ملابس للسباحة مخططة باللون الأسود والأبيض.

وفي عام 1961، كان باربي لها أربعة وظائف: مغنية، راقصة الباليه، ممرضة ومضيفة في الخطوط الجوية الأمريكية، ثم أول رائدة فضاء، في عام 1965، أي قبل أربع سنوات من وصول الإنسان لسطح القمر، وفي آواخر الستينيات أصبحت "كريستي"، أول صديقات "باربي" ذات البشرة السمراء.

كانت دمية "باربي" محط اهتمام العديد من الأطباء النفسيين خاصة بعد أن اعتبرها بعض الأهل أنها تدفع المراهقات إلى الإصابة بمرض فقدان الشهية المرضي، وذهب علماء إلى حد الإثبات أن باربي لو كانت امرأة حقيقية لكان وزنها 49 كيلوجراما وطولها 1.75 وخصرها 45 سنتيمترا فيما قدماها 21 سنتيمترا.

ويؤكد روبرت بيست كبير المصممين لدي مجموعة "ماتيل" في إحدى اللقاءات في الاحتفال بمرور أكثر من 50 عام "باربي المثالية إلى حد المبالغة كانت موجودة في فترة من الفترات، إلا أنها باتت جزءا من الماضي الآن"، مضيفا: "بالنسبة لنا كل الفتيات جميلات مهما كان شكل أجسامهن وقامتهن ولون عيونهن وعلى الدمى أن تعكس هذا التنوع".

"ستكون دمى باربي متوفرة في 27 لون بشرة و22 لون عيون و24 تسريحة شعر مختلفة"، ما أكده "بيست"، أنه في دليل على الحرص على التنوع هذا، طرحت "ماتيل" مطلع هذه السنة ثلاثة نماذج عن الدمية واحدة طويلة القامة وأخرى قصيرة القامة وثالثة ممتلئة وقريبة من المرأة العادية. وهي إستراتيجية اعتمدتها الشركة لمواجهة تراجع المبيعات.

في السبعينيات، حصلت على اسمرار البشرة، وتغير لون الشعر بفضل الحركة النسوية الناشئة، العيون التي يتطلع، بدلا من بحياء إلى الجانب، ومع بداية الثمانينيات، أصبحت مراسلة صحفي، وطبيبة بيطرية، سفيرة لليونيسيف، ومدرسة ومدربة التمارين الرياضية.


مواضيع متعلقة