أزمة حادة بسبب نقص المحاليل الدوائية بالمستشفيات الحكومية والصيدليات الخاصة

09:06 م | الأربعاء 13 يوليو 2016

أضرب العشرات من المرضى المترددين على مركز الغسيل الكلوى بمستشفى «كوم أمبو» المركزى بمحافظة أسوان، بسبب توقف عدد كبير من أجهزة الغسيل، حيث لا يعمل سوى 12 جهازاً فقط، بينما توقف 30 جهازاً عن العمل تماماً، مما أدى إلى تكدُّس المرضى من أجل حجز أدوارهم فى الغسيل الكلوى، وتأخّرهم أكثر من 10 ساعات. {left_qoute_1}

وأرجعت مصادر طبية سبب توقف أجهزة الغسيل الكلوى بمستشفى كوم أمبو عن العمل، إلى عدم توافر بعض المحاليل الطبية والكبسولات ومتعلقات الأجهزة، ولا يوجد سوى الغسيل بالبودرة، الذى يرفضه الكثير من المرضى، لأنه يزيد معاناتهم، وانتقل عدد من مسئولى مديرية الصحة والإدارة الصحية بكوم أمبو، إلى المستشفى، للحديث مع المرضى المضربين عن الغسيل الكلوى، وإقناعهم بإنهاء الإضراب، ووعدوا بتوفير جميع الاحتياجات حتى تعود أجهزة الغسيل المتوقفة إلى العمل.

وقال «مصطفى أحمد النوبى»، شقيق أحد المرضى: «إحنا فعلاً تعبنا الفترة الماضية كثيراً من تعطّل أعداد كبيرة من أجهزة الغسيل الكلوى، وناشدنا المسئولين بالصحة والمحافظة، ضرورة أن يعاملونا كبنى آدميين، ومن حقنا أن نجد الرعاية الطبية لذوينا، ويكفيهم ما هم فيه من ألم ومرض، ولكن الأمر يزداد سوءاً حيث ينتظر المريض من الفجر وحتى العصر، ليأتى دوره فى الغسيل، فلا توجد كبسولات، وجراكن المحاليل لا تكفى، وأجهزة الغسيل دون معدات، والعلاج مش موجود». وتابع أن «الشركة اللى بتورد المستلزمات دى للمستشفى بتقول الفلوس مش بتوصل، والمستشفى بيقول بندفع»، واختتم بقوله: «الناس مش عاوزة حاجة غير أنها تغسل وتتعالج، اتقوا الله، وحسبنا الله ونعم الوكيل فى كل مسئول مقصر».

من جانبه، علق مدير مديرية الصحة بأسوان، الدكتور إيهاب حنفى، بقوله: «الحمد لله، المحاليل متوفرة فى المستشفى، ويتم العلاج بالبودرة، لكن المرضى عاوزين يتعالجوا بالكبسولة، وهى أغلى بكثير من العلاج بأجهزة البودرة». وتابع قائلاً: «نحن كمديرية الصحة فى أسوان أفضل بكثير من غيرنا فى الدلتا والوجه البحرى، فما زلنا نعمل فى وجود محاليل، وإن لم يكن بكمية كبيرة، لكننا دائماً نقوم بتوفيرها لجميع المستشفيات»، وعن أن المستشفى مديون لشركات توريد المستلزمات الطبية، قال: «هذا طبيعى، الشركة تورّد المعدات والمحاليل إلى المستشفى، ونقوم بدفع ثمنها بعد وصول الشيكات الخاصة من الوزارة، لأن غالبية حالات الغسيل صدرت لها قرارات علاج على نفقة الدولة». وفى الغربية، هاجم عضو مجلس النقابة العامة للصيادلة، الدكتور حسام حريرة، وزارة الصحة، معتبراً أنها «أحد أسباب أزمة نقص محاليل الدواء»، بسبب قرار وزير الصحة إغلاق مصنع «المتحدون» لتصنيع محاليل الدواء، الذى ينتج نحو 70% من المحاليل الدوائية المستخدَمة فى مصر، بعد اكتشاف بعض المشكلات فى عدد من العبوات التى ينتجها المصنع، ودعا إلى إصدار قرار فورى بإعادة فتح وتشغيل المصنع، لتوفير المحاليل الدوائية للمستشفيات المختلفة.

وقال «حريرة»، فى تصريحات لـ«الوطن»، إن الشركات العاملة فى مجال تصنيع محاليل الدواء، لديها القدرة على مواجهة أزمة نقص المحاليل، والحد من تأثيراتها، لكن «هناك تعمُّداً من تلك الشركات بعدم فعل ذلك»، حسب قوله. وطالب الجهات والأجهزة الرقابية باتخاذ اللازم فى هذا الأمر، و«الضرب بيد من حديد، ضد المتلاعبين بمحاليل الدواء فى السوق السوداء». كما أكد أن نقابة الصيادلة تتواصل مع جميع الأطراف، للعمل على حل الأزمة، وتوفير محاليل الدواء للمحافظات والمستشفيات المختلفة.

من جانبه، أكد نقيب الصيادلة ببنى سويف، الدكتور ياسر شلبى، أن المستشفيات الخاصة والصيدليات تعانى عجزاً صارخاً فى المحاليل الطبية، بعد إغلاق كبرى شركات المحاليل فى مصر، على خلفية «أزمة محاليل الأطفال ببنى سويف». ولفت إلى توافر بعض تلك المحاليل، لكن بأسعار أغلى من سعرها الطبيعى، وتضطر الصيدليات إلى شرائها وبيعها للمواطنين بأسعار مرتفعة، مما يُشكل ضغطاً على الصيدليات والمواطنين، مؤكداً ضرورة تدخّل وزير الصحة لحل المشكلة، وتوفير تلك المحاليل. فى المقابل، أكد مدير إدارة المستشفيات والطوارئ بمديرية الصحة ببنى سويف، الدكتور هانى همام، عدم وجود أى نقص فى المحاليل الدوائية بالمستشفيات الحكومية بالمحافظة. وتابع أن «المخزون من المحاليل كافٍ بجميع المستشفيات، ويتم توفيره للمرضى دون أى مشكلات»، على حد قوله.

وفى القليوبية، أعلنت نقابة الصيادلة عن وصول الدفعة الثانية من المحاليل الطبية، وتم البدء فى توزيعها على جميع الصيدليات بمختلف أنحاء المحافظة أمس، لحل أزمة نقص المحاليل الطبية، التى تعانى منها مستشفيات وصيدليات المحافظة. وأشارت إلى أنه من المقرر وصول باقى الدفعات تباعاً، بعد انتهاء الجرد السنوى لشركات الأدوية. وكان نقيب صيادلة القليوبية، الدكتور مجدى ثابت، قد أكد أن المحافظة تعانى من أزمة حادة بسبب نقص المحاليل الطبية، مشيراً إلى أن «وزارة الصحة هى السبب فى هذه الأزمة»، بسبب إغلاق أكبر شركة لإنتاج هذه المحاليل، نتيجة وجود بعض المشكلات بها، بدلاً من إتاحة الفرصة أمام الشركة لتوفيق أوضاعها.