أسرة بالإسكندرية تتهم مجند شرطة بقتل ابنها فى حادث بـ«سيارة محرزة».. والنيابة تحقق فى الواقعة

كتب: هيثم الشيخ

أسرة بالإسكندرية تتهم مجند شرطة بقتل ابنها فى حادث بـ«سيارة محرزة».. والنيابة تحقق فى الواقعة

أسرة بالإسكندرية تتهم مجند شرطة بقتل ابنها فى حادث بـ«سيارة محرزة».. والنيابة تحقق فى الواقعة

بدأت النيابة العامة فى الإسكندرية والبحيرة تحقيقات موسّعة فى اتهام أحد ضباط إدارة مكافحة المخدرات بمدينة دمنهور، باستغلال سيارة «مُتحفّظ عليها» على ذمة إحدى القضايا، لأغراض شخصية، تسبّبت فى حادث بمدينة الإسكندرية، أودى بحياة أحد الشبان، بينما أصيب آخر بجروح خطيرة، خضع على أثرها لعملية بتر لقدميه.

واصطدمت السيارة، التى كان يقودها مجند شرطة بالإدارة العامة للمخدرات، بالشابين، بينما كانا يتناولان وجبة السحور ليلة 26 رمضان، على سور الكورنيش بمنطقة «كامب شيزار»، حيث طارت السيارة فى الهواء، نتيجة السرعة الجنونية، وبعد اختلال عجلة القيادة فى يد سائقها، لتلقى بهما على الصخور والكتل الخرسانية التى تحجز مياه البحر عن طريق الكورنيش. وحصلت «الوطن» على نسخة من المحضر رقم 16514 لسنة 2016 جنح باب شرق، بشأن الحادثة، يثبت أن السيارة التى تسبّبت فى الحادث كانت قيادة المجند «إسلام. م»، مجند بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات، ويحمل رخصة قيادة شرطية رقم 9904121010595 بوحدة مرور القطامية، لكن المحضر تجاهل إثبات ماركة السيارة ولونها وملكيتها، وما علاقة المجند الذى كان يقودها بها، وذلك على عكس الإجراءات الطبيعية الواجب اتباعها فى مثل تلك الحوادث.

{long_qoute_1}

وعلمت «الوطن» من مصادرها أن السيارة المتسبّبة فى الحادث تحمل لوحات معدنية رقم «ب.ل.ج 6237»، وحدة مرور دمنهور، وهى سيارة مُحرزة على ذمة قضية مخدرات بمحافظة البحيرة، ماركة «نيسان صنى»، حمراء اللون موديل 2016، وتحمل شاسيهاً رقم 40903، وموتوراً رقم 767752، مملوكة لشخص يُدعى «جابر عاشور بكر حسنين»، وأن المجند كان يستخدم السيارة لقضاء مصلحة لأحد الضباط، كان يعمل بمديرية أمن الإسكندرية، ثم نُقل مؤخراً إلى إدارة المخدرات بالبحيرة. وتمكنت «الوطن» من التوصل إلى مالك السيارة، الذى أكد أن السيارة المتسبّبة فى الحادث هى سيارته بالفعل، وقال: «عرفت أنهم عملوا حادثة بعربيتى، وأن فيه واحد مات وزعلت جداً، وخليت المحامى بتاعى يتخذ الإجراءات القانونية»، وهو ما أكده أيضاً المحامى «بسيونى حمد»، وقال إن «القانون لا يسمح باستخدام السيارات المضبوطة فى جرائم المخدرات من قبَل الضباط بشكل شخصى أو التصرّف فيها». وأوضح أن سيارة موكله «جابر» كانت تحت التحفّظ على ذمة قضية لم يتم الفصل فيها، ولم تكن «مصادرة»، لأن القضية لم يصدر فيها حكم بعد. وأضاف «بسيونى» أنه تقدم بمذكرة إلى المحامى العام لنيابات وسط دمنهور، تثبت استخدام سيارة موكله بشكل شخصى من قبَل ضباط إدارة المخدرات فى البحيرة، رغم أنه متحفّظ عليها، وليست مصادرة، الأمر الذى ترتب عليه وقوع حادث تسبّب فى إنهاء حياة شخص وإصابة آخر إصابات بالغة، وأكد أن نيابة البحيرة بدأت التحقيق فى القضية.

وأسفر الحادث عن مصرع «محمد يسرى عبدالرحمن»، 25 سنة، حاصل على ليسانس آداب قسم آثار، وباحث ماجستير، توفى عقب أيام من الحادث، متأثراً بإصابته، وجاء فى التقرير الطبى عن حالته أنه دخل المستشفى مصاباً بكسر فى عظمة الفخذ اليسر، وكسر فى الكوع الأيمن، وتهتك بالطرف السفلى الأيمن، وخضع لعملية بتر لساقه أعلى الركبة اليمنى، لكنه توفى بعد ذلك. أما المصاب «محمد عبدالمجيد»، 26 سنة، حاصل على ليسانس حقوق قسم فرنساوى، وباحث ماجستير، وكان لاعب كرة قدم، فقد جاء فى تقرير حالته الطبية أنه دخل المستشفى يعانى من كسر مضاعَف فى القدمين، وتجمع دموى هوائى بالغشاء البلورى بالرئتين، وجرح فى الرأس، وكسر بعظمتى الفخذ، وكسر بالساقين، وأنيميا حادة نتيجة النزيف، وصدمة نزيفية، وخضع لعملية بتر للقدمين أسفل الركبة، وإلى الآن لا يزال على جهاز التنفس الصناعى.

والد المجنى عليه «الحاج يسرى»، موظف بالمعاش، تحدث لـ«الوطن»، عقب انتهاء العزاء الخاص بنجله فى منطقة «كرموز»، قائلاً: «حتى العزا استكتروه عليا، ابنى مات بسبب الإهمال والتهور، ومحدش سأل فيا، مش حسيب حقك يابنى». وتابع بقوله: «أنا عايز حق ابنى.. مات وهو بيتسحر مع زميله على البحر، بسبب الإهمال ورعونة مجند فى الداخلية، كان بيسوق بسرعة جنونية، دمر حياة أسرة، وعرفت بعد كده أن العربية اللى اتسببت فى الحادث كان متحفظ عليها على ذمة قضية، يعنى مش المفروض تمشى من الأساس، والضابط اللى كان مسئول عنها ولا سأل فينا، ولا حتى أى حد من الداخلية فكر يرفع سماعة التليفون علينا ويعزينا، وأنا فى التحقيقات اتهمت المجند بالتسبُّب فى قتل ابنى».

وأضاف الأب متسائلاً: «الناس دى ماعندهاش ضمير للدرجة دى؟.. يتسببوا فى موت ابنى ويتجاهلونا بالشكل ده؟.. حتى مصاريف المستشفيات محدش سأل فينا؟.. ابنى لما دخل مستشفى الجامعة دفعت 5 آلاف جنيه أكياس دم، ولما فشلوا فى علاجه نقلته إلى مستشفى خاص، ومضيت على نفسى إيصالات أمانه بـ120 ألف جنيه، علشان أحاول أنقذ ابنى، وفى النهاية أمر الله نفذ، وابنى مات». وقال «أحمد على»، محامى أسرة الشاب القتيل، إن «المحضر الذى تم تحريره بالواقعة تجاهل الكثير من البيانات الخاصة بالسيارة المتسبّبة فى الحادث، كما أن التقرير الفنى الخاص بالسيارة المتسبّبة فى الحادث تأخر، ولم أتمكن حتى الآن من الاطلاع على الأوراق الخاصة بالقضية».

من جانبها، اتهمت «سمر عبدالمجيد»، مدرسة فرنساوى، شقيقة الشاب المصاب، أحد ضباط الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالبحيرة، يُدعى «أيمن. م»، والمجند الذى كان يقود السيارة وقت الحادث، بالتسبُّب فى بتر ساقَى شقيقها، وروت «سمر» تفاصيل الحادث قائلة: «فوجئت والدتى باتصال فى الساعة 3 فجر يوم 26 رمضان، من أحد الأشخاص يقول لها: ابنك خبطته عربية أثناء جلوسه على سور كورنيش الإسكندرية بمنطقة كامب شيزار، أثناء تناوله وجبة السحور هو وزميله، وعربة الإسعاف نقلته إلى المستشفى الميرى، والإصابة بسيطة».

وأضافت: «ذهبت أنا ووالدتى إلى المستشفى، وفوجئت بوجوده فى قسم الطوارئ، وكان يعانى من آلام كبيرة، لكنه كان مازال يستطيع التحدث بصعوبة، وفور رويتى أنا ووالدته قال لنا: رجلى، وعندما نظرنا إلى قدميه فوجئنا بهما وكأنهما تعرضتا للفرم وليس لحادث سيارة، وكان زميله يعانى من حالتى تهتك كامل فى ذراعه وقدمه، وأصعب لحظة لما لقيت الدكتورة فى المستشفى بتقول لى: إحنا حنضطر نقطع رجل أخوكِ، ساعتها فكرت أنقل أخويا مستشفى خاص، والدكتورة اللى فى مستشفى الميرى قالت لى: لو معاكم فلوس انقلوه، وكانت متعاطفة معانا من صعوبة الحالة».

من جانبه، قال مصدر أمنى بمديرية أمن الإسكندرية، رغم أن السيارة التى تسبّبت فى الحادث، كان متحفظاً عليها على ذمة إحدى قضايا المخدرات بمديرية أمن البحيرة، فإن مديرية أمن الإسكندرية بدأت بفحص ملابسات الحادث. وأكد أنه «سيتم اتخاذ ما يلزم، إذا ثبت وجود أى شبهة تواطؤ أو طمس للأدلة فى محضر الحادث»، على حد قوله.


مواضيع متعلقة