عيد بطعم «العطش» فى المحافظات.. والمسئولون: التعديات السبب

كتب: إبراهيم رشوان وأحمد حفنى وصالح رمضان وسهاد الخضرى وسعاد أحمد

09:12 م | الجمعة 08 يوليو 2016

تفاقمت أزمة انقطاع المياه فى عدد من قرى البحيرة والدقهلية ودمياط، أمس، لتسرق فرحة المواطنين بعيد الفطر، فى ثالث أيامه، بعدما قضوا ساعات طويلة فى البحث عن قطرة مياه فى القرى المجاورة، أو انتظار وصول فناطيس المياه الخاصة بشركة مياه الشرب، أو الوقوف فى طوابير الطلمبات الحبشية، رغم تأكيدات المسئولين باتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء الأزمة.

وفى البحيرة، لجأ أهالى قرية كفر السابى التابعة لمركز شبراخيت إلى جلب المياه من القرى الأخرى فى جراكن على عربات كارو، مع دخول أزمة العطش شهرها الرابع على التوالى فى القرية، بحسب أحد السكان، صبرى الأنصارى، الذى قال: «طوال الأربعة أشهر الماضية لم نر أى حلول على أرض الواقع من جانب المسئولين، فشركة المياه تكتفى بإرسال فنطاس مياه كل 3 أيام، وهى كمية لا تكفى احتياجاتنا، فنضطر إلى جلب المياه من القرى الأخرى فى مشاهد يومية محزنة».

{long_qoute_1}

واضطر أهالى قرية الحرمل التابعة لمركز إيتاى البارود إلى اللجوء لمياه الطلمبات الحبشية، ما أدى إلى زيادة معدلات الإصابة بالفشل الكلوى، نتيجة شرب مياه مختلطة بالمجارى، ويقول أحد الأهالى، مصطفى الجندى: «انقطاع المياه مستمر منذ 4 أشهر، وهى لا تأتى سوى 3 ساعات فقط فجراً»، مشيراً إلى ضرورة تغيير خط المياه الخاص بالقرية لإنهاء الأزمة.

ولم يختلف الوضع كثيراً فى الدقهلية، الأكثر تضرراً من أزمة العطش بين محافظات الدلتا، مع ازدياد شكاوى أهالى قرى البشمور، وأفنيش، وديمشلت، وميت النحال، وتمى الأمديد، من النقص الشديد فى المياه، وعدم كفاية الكميات التى تصلهم على فترات متباعدة، سواء عبر المواسير أو فناطيس شركة المياه، ما أثار موجة من الغضب بين المواطنين.

ومن جهته، قال رئيس قطاعات الشئون الفنية فى شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالدقهلية، المهندس محمد رجب الزغبى، إن الهيئة القومية لمياه الشرب هى المسئولة عن أزمات المياه على مستوى الجمهورية، باعتبارها المختصة بالتخطيط لمشروعات المياه، قبل تسليمها إلى الشركات التابعة لـ«القابضة للمياه» فى المحافظات، موضحاً: «يتم تسليم مشروعات مهلهلة، وتظل الشركات التابعة هى المقصر أمام المواطنين».

مشيراً إلى أن «العاملين فى شركة المياه يبذلون أقصى جهدهم لحل المشكلات التى صنعتها الهيئة دون جدوى، بينما توجد فى المحافظة مشروعات تأخر تنفيذ بعضها لأكثر من 10 سنوات، رغم أنها كانت ستضيف 400 ألف متر مكعب يومياً».

وطالب «رجب» بإلغاء الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، وتوزيع اختصاصاتها على الشركة القابضة، مؤكداً: «إذا استمرت الهيئة فى العمل بنفس الأساليب، فإن المشكلات ستتعقد أكثر وأكثر، ولابد من تغيير الوجوه والأفكار، وإعادة هيكلة إدارة تقديم الخدمة بشكل كامل».

{long_qoute_2}

وأثار انقطاع المياه عن قرى كفر المياسرة وشرمساح والزعاترة وعزبة الباز وعزبة الجندى وسيف الدين والسيالة ومدينة عزبة البرج، غضب أهالى دمياط، ويقول أحد أهالى عزبة البرج، حسن خلف، «نعانى فى منطقة السكة الجديدة وشارع الاستاد من انقطاع مياه الشرب بشكل دائم، دون أى تحرك من جانب المسئولين لرفع المعاناة عنا».

وحمل هيثم الميناوى، أحد أهالى مدينة السرو، مسئولية انقطاع مياه عن المدينة للأجهزة التنفيذية فى المحافظة، مؤكداً: «شكونا إلى المسئولين أكثر من مرة، لكن دون أى استجابة من جانبهم»، فيما قال مراد العزبى، أحد أهالى الخياطة: «كل يوم مشكلة مختلفة، من انقطاع الكهرباء إلى انقطاع المياه، دون أن نجد مسئولاً يتدخل لإنهاء معاناة الأهالى، فالمياه مقطوعة فى معظم أنحاء القرية، ونفس الأمر فى مدينة رأس البر السياحية». ومن جهته، أكد رئيس شركة مياه الشرب والصرف والصحى بدمياط، اللواء هشام درة، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن «الشكاوى من انقطاع مياه الشرب مصدرها أطراف المحافظة فحسب، وهى تحدث فى أوقات الذروة، نظراً لوجود تعديات على خطوط نقل المياه، وسنبدأ فى إزالة هذه التعديات فور انتهاء إجازة العيد».

وشكا أهالى قرية عرب الشريفة فى منفلوط بأسيوط من انقطاع مستمر للمياه طوال أيام عيد الفطر، باستثناء 3 ساعات يومياً وفى وقت الفجر، ويقول الحاج سيد العربى، أحد أهالى القرية، «بينما كان المواطنون يحتفلون بالعيد فى جميع أنحاء مصر، كنا نبحث عن المياه، ولا نعرف ما السبب الذى يجعل قرية كاملة تعيش دون مياه».

وقال عبود مصطفى، أحد أهالى القرية، إن «انقطاع المياه دفعنا إلى العودة لاستخدام الطلمبات، التى تأتى مختلطة بمياه الصرف الصحى، ما يهدد أبناءنا بالأمراض المزمنة»، فيما طالب المواطن محمد حسين شركة مياه الشرب بعدم إغلاق المياه عن القرية من المحابس الموجودة فى المناطق المجاورة، والتدخل لمنع استخدام المياه فى غسيل السيارات بمعارض العزبة وبنى عدى.