راغب علامة:هناك انفلات فى الأغنية العربية.. وأؤيد عودة لجان الاستماع لإجازة المطربين والأغنيات

كتب: محمود الرفاعى

راغب علامة:هناك انفلات فى الأغنية العربية.. وأؤيد عودة لجان الاستماع لإجازة المطربين والأغنيات

راغب علامة:هناك انفلات فى الأغنية العربية.. وأؤيد عودة لجان الاستماع لإجازة المطربين والأغنيات

يعود النجم اللبنانى راغب علامة، بعد فترة طويلة من الغياب، بأغنية جديدة بعنوان «شفتك اتلخبطت»، التى قرر طرحها فى عيد الفطر المبارك، معتبراً أنها «عيدية» يقدمها لجمهوره، وحاول «علامة» أن يرسم البسمة والفرحة على وجه كل من يستمع لها أو يشاهدها، ليبعدهم بها عن المشكلات السياسية التى تغرق الوطن العربى منذ سنوات، ويكشف راغب علامة فى حواره لـ«الوطن»، عن طبيعة أغنيته الجديدة، وسر قوته بعد أن فقد والديه قبل شهر رمضان الكريم بأيام، وحقيقة مشاركته فى الموسم الجديد من برنامج المواهب الغنائية «إكس فاكتور»، ورؤيته للوضع الغنائى والفنى الذى نعيش فيه الآن.

{long_qoute_1}

■ لماذا أجلت طرح أغنيتك الجديدة «شفتك اتلخبطت» إلى عيد الفطر المبارك؟

- كان من المفترض أن أطرح أغنية «شفتك اتلخبطت»، فى 15 يونيو الماضى، لتذاع على الإذاعات العربية والمواقع الإلكترونية، ولكنى اتفقت مع شقيقى ومدير أعمالى «خضر»، على أن نؤجل الأغنية إلى العيد، لنقدمها كـ«عيدية» لجمهورى، الذى تغيبت عنه منذ أن طرحت ألبومى الأخير «حبيب ضحكاتى» قبل عامين، كما أننى أحببت أن أعود بعمل مصور مختلف عن أعمالى السابقة، ولذلك فضلت تصوير الأغنية مع المخرج زياد خورى، فى العاصمة الرومانية بوخارست، فى أجواء مختلفة تماماً عن الأجواء العربية، وهى أغنية سريعة ومفرحة، أتمنى أن تنشر السعادة على كل من يستمع إليها، وسط الأزمات السياسية التى نعيش فيها.

■ هل توافق على أن الزمن الذى نحيا فيه أصبح زمن الأغنيات الفردية أو الـ«سنجل»؟

- لست مع تلك الفكرة، ربما أحب أن أطرح أغنيات «سنجل»، ولكن فى النهاية أنا لا أغنى لنفسى، فلدىّ جمهور ينتظر دائماً أعمالى الغنائية الجديدة، ويجب علىّ أن أطرح لهم كل فترة ألبوماً متكاملاً من حيث الكلمات والألحان، وأعلم أن هذا الأمر حالياً أصبح مكلفاً وغير مربح، ولكن الآن الحياة اختلفت، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعى، «فيس بوك»، و«تويتر» و«إنستجرام»، هى المحرك للنجاحات، فلابد أن نجارى الحياة، ونعتاد على تطور وسرعة الزمن الذى نعيش فيه.

■ بعد مرور نحو عامين على طرح ألبوم «حبيب ضحكاتى» هل حقق الألبوم كل ما كان يحلم به راغب علامة؟

- لا يوجد ألبوم غنائى بإمكانه أن يحقق لى كل ما أحلم به، فالألبوم الغنائى فى مشوارنا الفنى يعد خطوة ضمن خطوات كثيرة نحلم بها، فأنا رجل عاشق للنجاح، ولن أستمر فى الحياة بدون نجاح، ولذلك أقول ولا ألف ألبوم بإمكانه أن يحقق أحلام راغب علامة، أما عن ألبوم «حبيب ضحكاتى»، فأنا سعيد بنجاحه، ومستمتع بردود الأفعال التى ما زالت تصل لشخصى حتى الآن، وأفرح كثيراً حينما يطلب منى الناس غناء أغنيات «حبيب ضحكاتى»، و«أنا اسمى حبيبك»، و«مليون مرة» فى حفلاتى، فحينها أشعر بأن الألبوم وصل للجماهير، وحقق التفاعل الذى كنت أحلم به.

■ طرحت منذ أشهر كليب «حبيب ضحكاتى» فلماذا قدمت فكرة الإساءة للمرأة؟ هل ترى أن المرأة العربية ما زالت مضطهدة فى الوطن العربى؟

- لا أحبذ مقولة أن المرأة العربية مضطهدة بعالمنا العربى، ولكن علينا أن نعترف بأن هناك مجتمعات بالفعل تضطهد النساء بشكل عام، وعلينا أيضاً ألا ننكر أن هناك مجتمعات نرى فيها المرأة هى المسيطرة والمتحكمة فى الرجل، ولكن حين نتكلم بحيادية، علينا أن نعترف بأن المرأة العربية مستضعفة، ولذلك حينما فكرت فى تصوير كليب «حبيب ضحكاتى»، أردت أن أطرح هذا الموضوع لكونه حقيقياً، وشاهدته بالفعل بعينى فى يوم من الأيام.

■ هل إعادة تقديم أغنية «يا حياتى» فى ألبومك الأخير بداية لإعادة أغنيات أخرى من أغنياتك القديمة؟

- نعم، دائماً ما يدور هذا الموضوع بعقلى، ولكنى لم أحدد بعد الأغنية التى ربما أفكر فى إعادتها مرة أخرى، وحين أبدأ العمل على أغنياتى الجديدة، سيبدأ معها اتخاذ قرار إعادة الأغنية.

■ وكيف استطعت التغلب على رحيل والديك اللذين توفيا قبل أيام من شهر رمضان الكريم؟

- أنا شخص لدىّ إيمان بالله سبحانه وتعالى، ومقتنع بأن رب العالمين «بيعطى وبياخذ»، وأن ما حدث لى ما هو إلا سنة الحياة، وليس بيد أى إنسان أن يغيرها، والحمد الله والدى ووالدتى ذهبا إلى لقاء ربهما وهما راضيان ومرضيان، فهما كانا يفعلان كل الخير، وكل شىء صالح من أجل ملاقاة ربهما الكريم، فكانا ينتظران هذا اليوم بفارغ الصبر ليقابلا حبيبهما، فكيف أحزن وأنا لدىّ يقين أنهما فى الجنة الآن مع حبيبهما، ولا أنكر أن ألم الفراق صعب للغاية، وما زلت حتى الآن لا أستطيع تحمل رحيلهما، ولكن ما يخفف هذه الآلام علىّ هو أننى أتذكر أنهما الآن سعداء.

■ وهل تخلى عنك أصدقاؤك فى محنتك أم ساندوك؟

- إطلاقاً، فجميع أصدقائى لم يتخلوا عنى فى أزمتى، وأحب أن أرسل رسالة شكر لكل الشخصيات التى ساندتنى ووقفت بجوارى، فقد كان لهم دور كبير فى إخراجى من أحزانى، فجميعهم لم يكتفوا فقط بالاتصال أو المراسلة، بل جاءوا إلى منزلى وقدموا واجب العزاء بأنفسهم، ولم يتركونى للحظة.

■ ما الاختلاف بين طرحك للألبومات خلال الفترة التى انطلقت فيها والفترة الحالية؟

- اختلاف كبير، فالماضى كان طرح الألبوم يعد أمراً مربحاً لكل العاملين فيه، سواء للمطرب أو الشركة المنتجة، أما الآن فلم يعد الأمر مربحاً على الإطلاق، إضافة إلى أنه فى الماضى كانت الأعمال الغنائية تنفذ فى هدوء تام، وتأخذ وقتها لتخرج فى أحسن صورة ممكنة، وكان عدد القنوات التى تذيع أعمالك قليلاً، أما الآن فهناك عشرات الآلاف من الصفحات الاجتماعية، والمواقع الإلكترونية، ومئات القنوات الفضائية، التى تذيع وتنشر الأغنيات والكليبات.

■ لماذا أكثرت فى الفترة الأخيرة من تسجيل أغنيات «دويتو»؟

- «الدويتوهات» لها طعم ومذاق خاص عندما تكون على الصعيد الدولى، هى تفتح للمطرب آفاقاً وتمنحه شعبية جديدة، فمثلاً عندما غنيت مع المطرب الإيرانى «أندى» فى أغنية «يلا يا شباب»، فى ألبوم «سهرونى الليل» عام 2001، حققت الأغنية لى شعبية كبيرة بدولة إيران، لم أكن أتوقعها، ونفس الأمر حدث مع الفرنسى الجزائرى «فوديل»، الذى كان يعد فناناً كبيراً ومشهوراً بفرنسا، عندما غنيت معه أغنية «قلبى احتار»، وأصبح اسم «فوديل» يتردد بقوة فى عالمنا العربى، وأصبحت له شعبية كبيرة، بعد أن كانت أعماله مقتصرة على فرنسا.

■ ما أكثر برامج المواهب التى نالت إعجابك؟

- أحببت كثيراً برنامج «ذا فويس كيدز»، و«إكس فاكتور».

■ وهل ستقدم موسماً جديداً من برنامج «إكس فاكتور»؟

- حينما قدمنا الموسم الماضى، وقعنا على تقديم موسم واحد، وفى حال وجود موسم ثانٍ، ورأيت أن ظروفى تسمح بذلك، سأعلن عن قبولى المهمة، أما حتى الآن فلا يوجد موسم ثانٍ للبرنامج.

■ أيهما أنجح بالنسبة لراغب علامة.. رئاستك للجنة تحكيم «أراب أيدول» أم للجنة «إكس فاكتور»؟

- أرى أننى نجحت فى البرنامجين، واستطعت من خلالهما أن أصل إلى الجمهور العربى بشكل كبير، وقدمت مع زملائى نخبة من الأصوات الرائعة للساحة العربية، أمثال الفلسطينى محمد عساف، والمصرى أحمد جمال، والمصرية كارمن سليمان، والمغربية دنيا بطمة، ولكن حينما أحلل مشاركتى فى البرنامجين، لا بد أن أتوقف عند «إكس فاكتور»، فحينما وافقت على المشاركة فى الموسم الأول منه مع النجمة «إليسا»، والنجمة دنيا سمير غانم، كان لدينا جميعاً تحدٍ كبير، نظراً لأن الموسم الأول منه كان ضعيفاً، ولم يحقق النجاح المرجو منه، وخلال الموسم الذى ترأست لجنة تحكيمه، استطعنا أن نحقق نجاحاً مبهراً لم يكن أحد يتوقعه، لدرجة أن المسئولين فى إدارة «mbc«K فوجئوا بما حققناه من نسب مشاهدة، أما برنامج «أراب أيدول» فكنت واحداً من المساهمين الأساسيين فى نجاحه، وكل موسم من مواسمه كان نجاحه يزداد بشكل ملحوظ، وهو أمر يسعدنى، لأننا فى النهاية نأمل فى تقديم مواهب شابة جديدة تثرى الساحة الغنائية العربية.

■ ما رأيك فى انتشار أغنيات بذيئة فى العالم العربى مؤخراً؟

- منذ أن ظهرت على الساحة الغنائية، وتلك الأعمال مطروحة، ولكنها لم تكن منتشرة بهذه الدرجة، فالأغنيات كانت تغربل وتمر على لجان فنية، تضم شعراء وملحنين وخبراء، وكان المطرب يخشى أن يقدم عملاً ويُرفض، أما الآن فالمشكلة أصبحت فى الانفلات وعدم وجود رقيب.

■ وهل تؤيد عودة لجان الاختيار الفنية لوطننا العربى؟

- بكل تأكيد، فاللجان الفنية هى الحل المثالى لعودة الفن والغناء إلى طريقه الصحيح، ولم يكن يسمح فى الماضى لأى شخص بالغناء إلا عن طريق تلك اللجان، فمثلاً عندما كنت نجماً كبيراً فى منطقة الشام، لم يكن أحد يعرفنى فى مصر، وكنت أحلم باليوم الذى أخطو فيه إلى مصر، ليستمع لى الشعب الذى كان وقتها عدد سكانه 50 مليوناً، وعندما حاولت أن أقترب، وجدت قواعد صارمة تمنعنى من الغناء، وإذا أردت أن أغنى، علىّ أن أتقدم للاختبار فى لجنة الإذاعة، قبل أن يُسمح لى ولأغنياتى أن تذاع فى مصر.

■ ومن هو الصوت الذى يمتع راغب علامة عند الاستماع إليه؟

- دائماً أحن للاستماع إلى أغنيات السيدة العظيمة «فيروز»، فهى وحدها من يريح بالى، ويهدئ من روعى، ويشعرنى بالاطمئنان والراحة والسكون، فصوتها الملائكى أعتبره كحبات المهدئ، الذى أتناوله عند التعب ليشعرنى بالراحة، ويبعدنى عن الغضب والقلق، فهى فنانة من كوكب آخر غير الذى نعيش فيه، وأرسلها الله لنا لتسعدنا وتفرحنا، وأدعو الله أن يحميها لتمتعنا بصوتها وأغنياتها الرائعة التى ما زالت فى عقولنا ووجداننا.

 


مواضيع متعلقة