إثيوبيا آخر محطات «نتنياهو» الأفريقية وخبراء: علينا مواجهة تحركات إسرائيل

كتب: محمد الليثى

إثيوبيا آخر محطات «نتنياهو» الأفريقية وخبراء: علينا مواجهة تحركات إسرائيل

إثيوبيا آخر محطات «نتنياهو» الأفريقية وخبراء: علينا مواجهة تحركات إسرائيل

وصل رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، صباح أمس، إلى رواندا فى ثالث محطة بجولته الأفريقية التى استهلها، الاثنين الماضى، بزيارة أوغندا، قبل أن يطير، أمس الأول إلى كينيا، وتشمل إثيوبيا فى محطة لاحقة، وبحسب وكالة الأناضول التركية، فقد كان فى استقبال نتنياهو الرئيس الرواندى، بول كاغامى، وعدد من أعضاء حكومته.

{long_qoute_1}

وقالت الدكتورة هبة البشبيشى، الباحثة بمعهد الدراسات والبحوث الأفريقية بجامعة القاهرة لـ«الوطن»، إن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى لعدد من الدول الأفريقية هدفها الاستفادة فى مجال الطاقة، حيث تأتى تأكيداً على الاتفاقيات السابقة لاستيراد الطاقة من إثيوبيا بعد الانتهاء من بناء سد النهضة.

واعتبرت «البشبيشى» أن الزيارة تتضمن رسالتين، الأولى رسالة طمأنة من تل أبيب إلى إثيوبيا إذا دخلت فى مواجهة ضد مصر بسبب سد النهضة، حيث إن إسرائيل ستقف إلى جانب إثيوبيا وستزودها بالسلاح إذا دخلت الحرب، مشيرة إلى أن هناك اتفاقاً أمنياً إسرائيلياً إثيوبياً إريترياً، مؤكدة أن إسرائيل زودتهم بصفقات سلاح، ومن ضمنها دبابة الميركافاه الموجودة الآن هناك فضلاً عن كثير من الأسلحة المتقدمة، مضيفة: «أتمنى ألا تصل الأمور ليصبح الأمر حرباً بالوكالة مع إسرائيل عن طريق إثيوبيا». كما تمنت أن تكون مصر شريكاً فى سد النهضة وأن تحضر حفل الافتتاح.

ورأت الباحثة أن تعيين أفيجدور ليبرمان وزيراً للدفاع فى إسرائيل يتعلق بحرب مقبلة، و«جر رجل» دولة عربية إلى حرب مع إسرائيل، مشيرة إلى أنه من الممكن أن تكون تلك الحرب مع مصر عن طريق إثيوبيا لأنهم يخشون مواجهة مباشرة مع مصر، مضيفة: «إذا سقطت سوريا خلال عام ستحتل إسرائيل أجزاء منها، وإسرائيل دولة تمددية ومستعمرة».

وأضافت «البشبيشى» أن كل الصراعات فى أفريقيا تخدم الصالح الإسرائيلى، حيث تعطى أوامرها لمصانعها بالعمل لتبيع الأسلحة للجماعات المسلحة مقابل البترول والألماس الذى يتم تهريبه من أفريقيا إلى أوروبا، حيث تعمل إسرائيل فيه دور الوسيط، كما تشترى إسرائيل البترول بأسعار زهيدة جداً، مضيفة: «هذه السوق ظهر اللبنانيون فيها فى الفترة الأخيرة منافسين لإسرائيل فى هذا المجال الذى تحتكره شركات الأمن الإسرائيلية فى الدول الأفريقية».

وعن توقعها لما تذهب إليه أزمة سد النهضة، قالت «البشبيشى»: «إذا لم تنجر مصر للحرب مع إثيوبيا، والأمور أصبحت هادئة والرئيس عبدالفتاح السيسى يحضر افتتاح سد النهضة سيصبح الوضع على ما يرام، فلابد من امتصاص الغضب الإثيوبى، لأنه من الواضح أن الدولتين تستعدان عسكرياً، فلابد أن نضع فى الاعتبار أنها ستصبح حرباً بالوكالة لصالح إسرائيل، وإسرائيل دولة مصنعة ومصدرة للسلاح، ونحن دولة مستوردة للسلاح، فضلاً عن الوضع الاقتصادى الصعب فى ظل عدد السكان والنقص فى السلع الاستراتيجية، وهى ليست لديها مشكلة فى الدولار، وفى المقابل لدينا أزمة كبيرة فى الدولار»، مضيفة: «نحن الآن فى مفترق طرق، إما الحرب واحتمالها 50%، وإما العلاقات الجيدة بنسبتها المماثلة».

ومن جانبه، قال منير محمود الخبير فى الشأن الإسرائيلى، إن بعض ردود الفعل الإعلامية المصرية على زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية تُسبب نوعاً من الغضب الذى يضر بمصالحنا فى أفريقيا، مضيفاً: «علينا أن ننتقل من مرحلة الغضب إلى الجانب العملى، وأن نعمل على الأرض، مثل الجهود الدبلوماسية فى العامين السابقين والتى لم تظهر نتائجها حتى الآن»، وأضاف لـ«الوطن» أنه لو كان أى رئيس حكومة بدلاً من نتنياهو فى هذا الوضع كان سيقوم بجولة فى أفريقيا، حيث إن الساحة مفتوحة هناك والجانب العربى عاجز عن التأثير إعلامياً فى الغرب والوجود بشكل مؤثر فى أفريقيا، مضيفاً أنه يجب البحث عن سبب ذلك التقارب، فإذا كان هناك أموال إسرائيلية فالدول العربية فى يديها فعل ذلك، أما إذا كانت التكنولوجيا الحديثة والزراعة فعلينا التحرك والعمل على التقدم، وتابع: «أتوقع أن مصر قادرة على ذلك التطور التكنولوجى فى مجال الزراعة وهى واكبت ذلك فى الفترة الأخيرة، فعلينا التحرك تجاه أفريقيا».

ويرافق «نتنياهو» فى جولته الأفريقية، 80 رجل أعمال من 50 شركة إسرائيلية بهدف خلق علاقات تجارية مع شركات ودول أفريقية، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى، وقال البيان إن «هذه الزيارة تاريخية بعد غياب رئيس وزراء إسرائيلى عنها منذ عشرات السنين».

 


مواضيع متعلقة