لما تسيب كوبرى المشاة وتعدى الطريق السريع.. يبقى أنت أكيد فى مصر

11:56 م | الأحد 03 يوليو 2016

ينظر يمنة أو يسرة، يترقّب السيارات العابرة على الطريق، ينتظر حتى تقل أعدادها، ثم يشير بيديه، ملوحاً للسيارات، معلناً عبوره الطريق كى تتوقف أمامه هو وصديقه وجمع من المواطنين الذين قرّروا عبور الطريق بهذا الشكل، متجاهلين كوبرى المشاة الذى يعلوهم، الذى صمّم خصيصاً لحماية أرواحهم من خطر الطريق.

«الكوبرى عالى، واحنا علشان كذا واحد، مش خايفين من عبور الطريق، لأن العربيات أول ما تشوفنا جماعة هتقف»، هكذا يحكى محمد بدر، طالب الثانوية العامة، بعد عبوره الطريق، منطق يبدو غريباً لشاب لن ترهقه السلالم: «قبل كده كانت هتخبطنى عربية، بس باستسهل وأقطع الطريق وأعدى، لأن الكوبرى عالى وسلالمه كتير»، يقاطعه صديقه محمود على: «الكوبرى ده من قلة الناس اللى بتطلعه مش هتلاقى عليه ولا واحد من البياعين اللى بيفرشوا الكبارى، وأنا لو معايا حد كبير من أهلى مابخليهوش يطلع علشان عالى».

الكوبرى يقع فى منطقة حيوية، يفصل بين قسم شبرا الخيمة ومستشفى النيل للتأمين، وإلى الناحية الأخرى منه نفق مشاة ومحطة القطار، ورغم كثرة مرتادى المنطقة فإن أحداً منهم لم يفكر فى صعوده: «الكوبرى ده بقاله فوق السنة ومفيش حد بيحط رجله عليه»، يقولها «محمد» رجل ستينى، له كشك بالقرب من مطلع الكوبرى: «الناس بدل ما بتطلع الكوبرى بتعدى الطريق، ورغم أن حوادث كتير ممكن تحصل فإن الناس برضه بتستسهل، ولما حد يحصل له حادثة يرجعوا يزعلوا». سائقو السيارات أكثر الناس ضيقاً بمرور المواطنين أسفل الكوبرى، «الطريق بييجى هنا ويعطل بسبب الناس اللى بتعدى، ولما الميدان اتطور وجه الكوبرى فرحنا، لكن الناس برضه مصرة تعدى من تحت، ولو حد منهم جراله حاجة هنبقى إحنا الغلطانين»، يقولها شعيب إبراهيم، سائق، مضيفاً: «الكوبرى عالى علشان ده طريق بتعدى فيه تريللات وعربيات كبيرة، واللى مستخسر تعبه فى طلوعه هيندم لو اتصاب وحصل له حاجة».