مستشار «القادة والأركان» بالقوات المسلحة يقدم لـ«الوطن» «كشف حساب» مواجهة الإرهاب بسيناء

كتب: محمد مجدى

مستشار «القادة والأركان» بالقوات المسلحة يقدم لـ«الوطن» «كشف حساب» مواجهة الإرهاب بسيناء

مستشار «القادة والأركان» بالقوات المسلحة يقدم لـ«الوطن» «كشف حساب» مواجهة الإرهاب بسيناء

قدم اللواء أركان حرب محمد الشهاوى، مستشار كلية القادة والأركان بالقوات المسلحة، «كشف حساب» عن العمليات التى تشنها القوات المسلحة والشرطة المدنية فى شمال سيناء لمحاربة النشاط الإرهابى، والفكر المتطرف بها، حيث قال إن القوات تمكنت من قتل 5630 عنصراً إرهابياً حتى الآن، منهم 3500 إرهابى قُتلوا قبل يوم 7 سبتمبر 2015، الذى تزامن مع إطلاق عملية «حق الشهيد» ثم مقتل 2130 إرهابياً بعد إطلاق مراحل العملية المختلفة، منهم 1100 قتلوا فى تبادل لإطلاق النيران مع القوات، و450 أثناء الهرب من الكمائن، و580 أثناء مداهمات القوات الجوية، والصاعقة، والمظلات، وقوات التدخل السريع لمناطق وجود العناصر الإرهابية.

أضاف «الشهاوى»، فى حوار خاص لـ«الوطن»، أن أعداد فتحات الأنفاق التى تمكنت القوات المسلحة من اكتشافها، وتدميرها حتى الآن بلغت 3200 فتحة نفق على مساحة 14 كيلومتراً على الشريط الحدودى مع قطاع غزة، لافتاً إلى أن العامل الذى يحفر النفق كان يأتى من قطاع غزة، ويحصل على 100 دولار فى اليوم مقابل حفر النفق أو الملجأ أو المخزن الذى يتم فيه تخزين السلاح أو المواد المتفجرة، وحتى المخدرات.

{long_qoute_1}

وأوضح مستشار كلية القادة والأركان أن القوات المسلحة والشرطة المدنية تمكنت من تدمير 60 مزرعة استخدمت كمنصة لإطلاق الصواريخ، والتخطيط لعمليات إرهابية، فضلاً عن القضاء على 1400 ساحة، ووكر استخدمت كأماكن لتجمع العناصر الإرهابية، وتخطيطهم للعمليات ضد عناصر القوات المسلحة، والشرطة المدنية.

ولفت إلى نجاح قوات الأمن فى تدمير 750 مخزن سلاح، ومتفجرات، و55 مخزناً للمخدرات فى إطار المراحل المختلفة لعملية «حق الشهيد» حتى الآن، لافتاً إلى أن المخازن، والملاجئ كانت تحفر تحت الأرض حتى تكون بعيدة عن أعين «طائرات الاستطلاع»، مؤكداً أن المعلومات الاستخباراتية المؤكدة كانت تقود أجهزة الأمن إليها، مشيداً فى الوقت ذاته بتعاون أهالى سيناء مع الأجهزة الأمنية المختلفة، واصفاً إياهم بـ«قرون الاستشعار» التى ترصد الخطر، وتبلغه للأجهزة الأمنية لكى تواجهه، وتحمى الوطن من أى عدائيات محتملة.

{long_qoute_2}

■ نشط الإرهاب فى سيناء بعد ثورة «30 يونيو».. وتحركت القوات المسلحة لمواجهته بقوة منذ ذلك الحين.. ما نتائج الحرب على الإرهاب طوال تلك الفترة؟

- القوات المسلحة تقوم بدور كبير فى القضاء على الجماعات الإرهابية، منذ ثورة 30 يونيو، حيث تم القضاء على 20 جماعة إرهابية كانت موجودة عناصرها بسيناء بإجمالى 3500 فرد، ومنذ بدء العملية العسكرية الشاملة «حق الشهيد» منذ 9 أشهر فى 7 سبتمبر 2015، تم تنفيذ 500 عملية حربية للقضاء على الجماعات الإرهابية، بعضها يستغرق أكثر من يوم أو أخرى تقوم بمهمتها خلال يوم واحد فقط، وخلال تلك العمليات تشترك جميع أسلحة القوات المسلحة بدءاً من القوات الجوية، والصاعقة، والمظلات، وقوات التدخل السريع، وصولاً للقوات البحرية التى انضمت لعملية المواجهة مؤخراً.

■ وماذا تعنى بـ«جماعة إرهابية»؟

- الجماعة هنا تعنى تنظيمات صغيرة كانت تنسق فيما بين بعضها البعض، وتتحرك للقيام بعمليات ضد الدولة المصرية، ورجال القوات المسلحة، والشرطة المدنية.

■ وما نتائج عملية «حق الشهيد» بمراحلها المختلفة حتى الآن؟

- نتيجة الـ500 عملية عسكرية تم القضاء على 2130 إرهابياً، وذلك عبر قتل 1100 إرهابى فى تبادل إطلاق النيران مع عناصر القوات المسلحة، و450 آخرين أثناء محاولتهم الهروب من كمائن الجيش المنتشرة بالشريط الحدودى الشرقى، وكذلك مقتل نحو 580 إرهابياً أثناء المداهمات، إضافة للقبض على 2300 إرهابى، ومشتبه بهم، وتدمير 3200 فتحة نفق بيننا وبين حماس فى مسافة 14 كيلومتراً فقط، وهو ما يعبر عن وجود حالة من الفوضى فى مسألة الأنفاق، ولم نقف أمام فتحات الأنفاق، والعناصر الإرهابية فقط، بل تم تدمير 1400 ساحة، ووكر لتجمع العناصر الإرهابية للتخطيط بها، وذلك عبر عمليات قامت بها قوات جوية، وقوات المظلات، والصاعقة، وقوات التدخل السريع.

{left_qoute_1}

ونجحت القوات المسلحة فى تفكيك أكثر من ألف عبوة ناسفة من مادة TNT شديدة الانفجار موصلة بدوائر نسف تم زرعها على طرق تحرك القوات، ومجهزة، ومعدة للاستخدام ضد عناصر القوات المسلحة، والشرطة المدنية.

كما تم تدمير نحو 60 مزرعة كان يستخدمها الإرهابيون كمنصات لإطلاق الصواريخ، وكأوكار للاختباء فيها، فضلاً عن ضبط مستشفيات ميدانية أقامها الإرهابيون داخل المزارع الخاصة بهم لمعالجة مصابيهم.

■ أعلنت القوات المسلحة مراراً وتكراراً عن القضاء على مخازن سلاح تستخدمها العناصر الإرهابية؛ فهل لديك معلومة عن عدد مخازن السلاح التى تم تدميرها خلال عملية «حق الشهيد» حتى الآن؟

- بالفعل، تلجأ العناصر الإرهابية لتخزين الأسلحة، والمتفجرات التى تستخدمها فى سيناء، وهو ما تواجهه القوات المسلحة عبر الحصول على معلومات استخباراتية مؤكدة بشأنها، حيث تم تدمير 750 مخزناً للمواد المتفجرة، والسلاح، والذخيرة.

■ وكيف يوجد 750 مخزن سلاح وذخيرة على أرض مصرية للعناصر الإرهابية؟

- منذ حكم الإخوان، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، كان هناك مخطط لجعل سيناء إمارة إسلامية تقوم على تجميع كل العناصر الإرهابية من دول العالم، ودفعها للتمركز فى سيناء، وكان ذلك بغرض إبعاد الإرهاب عن الدول الغربية، و«واشنطن»، ولكن انقلب السحر على الساحر، وجرت تفجيرات، وعمليات إرهابية كثيرة لديهم.

■ وكيف تم عمل تلك المخازن؟

- كانت تقوم بحفرها تحت الأرض حتى لا تكون مرصودة من عناصر استطلاع القوات المسلحة من طائرات، وغيرها من العناصر؛ فتلك المخازن موجودة فى مناطق مكافحة النشاط الإرهابى من عناصر إنفاذ القانون فى مثلث «رفح - الشيخ زويد - العريش»، وهى مساحة نحو 1% فقط من مساحة سيناء، وهناك قرى بهذه المراكز، تنطلق منها العمليات الإرهابية، ولذلك قامت القوات المسلحة بعملية، وفقاً لاستراتيجيات علمية سليمة.

■ ماذا عن الدراجات البخارية والسيارات التى تستخدمها العناصر الإرهابية؟

- نجحنا فى تدمير 750 دراجة بخارية، و320 عربة دفع رباعى، وأنواع أخرى كان يتم استخدامها فى العمليات الإرهابية.

■ تتحدث عن إمكانيات جيوش وليس أفراداً عاديين؟

- يقيناً هم مدربون، وممولون من أجهزة استخبارات أجنبية دولية، ومن أطراف إقليمية مثل قطر، وتركيا، وذلك بهدف إحداث فوضى بتلك المنطقة، ودليل ذلك هو عملية الأول من يوليو العام الماضى، حين وجدت عملية كبيرة جداً لرفع علم التنظيمات الإرهابية، وإعلانها إمارة إسلامية، مع وجود معركة إعلامية مع أطراف خارجية، وذلك مع وجود دول أوروبية، وغيرها من الدول كانت على استعداد لإعلان دعمها لتلك الإمارة، وما حدث فى هذا اليوم أن أكثر من 400 إرهابى هاجموا 12 كميناً فى ذات التوقيت بهدف إحداث خسائر كبيرة بقواتنا، ووضع يدهم على منطقة صغيرة، ولكن قواتنا حاربتهم بعقيدتنا القتالية للجندى المصرى وهى «النصر أو الشهادة».

{left_qoute_3}

■ وما استراتيجية القضاء على الإرهاب التى تنتهجها قواتنا المسلحة فى مواجهة العناصر الإرهابية؟

- الجيش المصرى يتبع استراتيجية تدمير البؤر، والمراكز التى يتجمع بها الإرهابيون، إضافة للقضاء على «فوضى الأنفاق»، التى كان يدخل منها المال، والسلاح، والدعم للعناصر الإرهابية، والمخدرات؛ فلك أن تعلم أنه تم القضاء على 55 مخزناً للمواد المخدرة فى عملية حق الشهيد، إضافة للقضاء على شبكة واسعة من الملاجئ.

■ أظهرت المعلومات الواردة من سيناء، وما تعلنه قواتنا المسلحة أن حفر الملاجئ بتجهيزات معينة؛ فكيف جرى هذا؟

- كانت تتم بسعر مرتفع جداً لبناء الأنفاق والملاجئ؛ فهناك متخصصون فى إنشائها.

■ وما السعر الذى تذكره؟

- لك أن تعلم أن العامل الواحد فى حفرها كان يحصل على 100 دولار فى اليوم، وكانوا يأتون من جانب قطاع غزة، وحماس، حتى إن النفق الرئيسى كان يتفرع منه أنفاق صغيرة دخلت حتى البيوت، وبعض المساجد.

■ وهل تم تحديث قدرات قواتنا المسلحة لتستطيع مواجهة العدائيات والتحديات الخاصة بالحرب غير المتماثلة مع العناصر الإرهابية؟

- بالتأكيد؛ فتم إمداد القوات بأحدث أسلحة القتال التى تتناسب مع مهمتهم، وهى أسلحة معينة استطعنا القدوم بها، مثل السيارات الأمريكية المدرعة المضادة للألغام، والعبوات المتفجرة لمواجهة العبوات التى تنفجر فى المدرعات، إضافة لأجهزة متقدمة تكتشف العبوات الناسفة وتفجرها، مع إخضاع المقاتلين لبرنامج تدريبى مكثف، ودقيق للدخول فى تلك الحرب على الإرهاب.

■ وهل كان تدريبها لمهمة مواجهة العناصر الإرهابية مختلفاً عن التدريب القتالى العادى للحرب التقليدية؟

- العناصر الإرهابية تستخدم «اللامتوقع، واللامعقول»، ونحن علمنا أساليبهم فى حرب العصابات أو الأشباح أو الهجين التى يقومون بها ضدنا، وبدأنا نتدرب على مكافحتهم، والتدريب على مختلف الأسلحة، ومنطقة تمركز الكمين، لتكون مؤمنة بالأسلاك، والألغام، ووجود إنذار قبل وصول العناصر المسلحة لهم، فضلاً عن القيام بعمليات استباقية، والعمل بالهجوم دون انتظار الدفاع فقط؛ وهى عمليات تُسمى أحياناً بـ«صيد الفئران»، كما ظهرت لدينا قوات خفيفة الحركة لتتبع الإرهابيين فى أماكنهم ثم مداهمة تلك المناطق، إضافة لوجود أسلحة متطورة بقدرات عالية، مع تأمين القوات البحرية البحر المتوسط حتى لا يصل دعم لوجستى أو مخربون أو سلاح للعناصر الإرهابية.

{long_qoute_3}

■ معنى اشتراك القوات البحرية فى التأمين أن العناصر الإرهابية قدموا من غزة عبر زوارق لتقديم الدعم للعناصر الإرهابية؟

- المشاركة للتأمين تحسباً لأى عمل؛ فمعركة مكافحة الإرهاب تقوم بـ«الأسلحة المشتركة» مثل القوات البحرية، والجوية، والبرية، إضافة لاستخدام تكتيكات المبادأة، والمفاجأة، والضربات الاستباقية ضد تلك الجماعات.

■ ولماذا لم يتم القضاء على الإرهابيين حتى الآن بسيناء؟

- وجودهم داخل المدنيين فى بعض القرى هو سبب وجودهم حتى الآن، لأن عقيدتنا ألا نسبب الأذى للمدنيين؛ فالإرهابيون يستخدمون المدنيين كحاضنة لهم، لكن عواقل وشيوخ سيناء، وأهل سيناء الوطنيين يقومون بدور «قرون الاستشعار» بالتعاون مع القوات المسلحة حتى الآن.

■ وإلى أين وصلنا فى مسألة مكافحة الإرهاب؟

- نحن نعمل حالياً على تجفيف منابع تمويل العناصر الإرهابية؛ فالتمويل هو من يسيرهم؛ فأغلب الأنفاق التى دمرت يعمل عليها 5 أفراد من جانب حماس، و5 من الجانب المصرى، وتوقف ربحهم ليصبحوا عناصر مناوئة للدولة المصرية، إضافة لوجود عناصر إجرامية بسيناء.

■ وما طبيعة تلك العناصر؟

- هم من الخارجين على القانون، والعناصر الخطرة الذين أخرجهم مرسى من السجون بـ«عفو رئاسى» ليذهبوا لسيناء.

■ تتلمذ على يدك مئات ممن يقاتلون حالياً فى سيناء.. فما أبرز ما يقولونه لك؟

- من يصب فى سيناء يصر على العودة لأخذ ثأره، كما أن الضباط، وضباط الصف يتسابقون للحرب فى شمال سيناء؛ فضباطنا لديهم العقيدة، والولاء، والانتماء لأجل الوطن، وجميع من يحاربون فى سيناء شباب مثل الشباب الذين حاربوا من 43 سنة فى سيناء، ونجحوا فى عبور قناة السويس، وتسلق الساتر الترابى، واقتحموا النقاط القوية، ودمروا نظرية الأمن الإسرائيلى بأن حدودها من آخر مكان لوجود قواتها.

■ وهل هناك موقف بطولى قيل لك ولن تنساه فى مسألة مكافحة الإرهاب بشمال سيناء؟

- المواقف البطولية كثيرة؛ فمثلاً فى عملية أول يوليو 2015، وقف قائد أحد الأكمنة بعد إصابته بطلق نارى، واستخدم قنابل يدوية فى تدمير أعداد كبيرة من العناصر الإرهابية المسلحة التى كانت تهاجم الكمين، ولم يستسلم ليستطيع القضاء على 17 إرهابياً قبل أن يستشهد، إضافة إلى أن الجندى يعمل عمل زميله فى الكمين، ويتدربون على الأسلحة الصغيرة، والمضادة للعربات، والمدرعات لتدمير الجماعات الإرهابية؛ فالروح المعنوية لمقاتلينا فى سيناء مرتفعة جداً.

■ قامت القوات المسلحة بتحديث وتطوير أسلحتها المختلفة بدءاً من قوات جوية وبحرية وبرية ودفاع جوى مؤخراً.. لماذا يقوم جيشنا بمثل هذا التطوير فى هذا الوقت تحديداً؟

- لا مفر حالياً من تحديث، وتطوير قواتنا المسلحة لنستطيع مواجهة التحديات، والعدائيات التى تموج بمنطقة الشرق الأوسط حالياً؛ فحينما يكون لدينا جيش قوى؛ نستطيع أن نحقق الأمن، والاستقرار، وحتى لا يطمع الآخرون فينا؛ فحينما تكون ضعيفاً يطمع الكثيرون فيك، لكن حين تكون قوياً، ولديك القدرة على الردع، وأن تخيف أعداءك لتدفعهم لـ«يعملوا لك ألف حساب»؛ فإن ذلك يكون حفاظاً على الأمن القومى المصرى بكل تأكيد؛ فهناك استراتيجية للدول الغربية لتفكيك وتدمير منطقة الشرق الأوسط، وتدمير الجيوش العربية؛ فنحن رأينا ما حدث للجيش العراقى، والسورى، والليبى، واليمنى، وهم يدفعونها للتدمير، ولكن الجيش المصرى هو القوى، والقادر، ويصنف طبقاً لتقرير «فورن فاير بور»، الجيش رقم 10 على العالم.

■ ولماذا يحتل جيشنا هذا التصنيف فى رأيك؟

- بسبب قواتنا المسلحة، ومنظومات تسليحنا، والجندى المقاتل، وخبرات حروب 1948، و1956، و1967، وحرب الاستنزاف، وحرب 1973، والآن حرب الإرهاب التى نخوضها نيابة عن العالم؛ فالإرهاب لا دين له، ولا وطن، ولا مكان، ولا زمان، لذا فإن قواتنا المسلحة تعزز من قدراتها القتالية لحماية الأمنين القوميين المصرى والعربى، وآخرها وصول حاملة الطائرات من طراز «ميسترال» جمال عبدالناصر.

■ أثار وصول حاملة مروحيات لمصر تساؤلات كثيرة حول المهمة التى ستضطلع بها؛ فما أهمية وجود حاملة مروحيات لمصر؟

- تلك الحاملة إضافة قوية لقواتنا المسلحة، وتحقق نقلة نوعية للقوات البحرية فى منظومة تسليحها، وأثبتت أن قواتنا، ورجال القوات البحرية استوعبوا القدرة، وتكنولوجيا حاملة الطائرات فى 4 أشهر فقط بدلاً من سنة كما كان من المفترض، كما أن آفاق، وأبعاد الأمن القومى المصرى، والعربى يتحقق من وجودها لأنها تحمى مصالحنا الاقتصادية فى المياه الاقتصادية المصرية التى تصل حتى 200 ميل بحرى فى البحر المتوسط، وتؤمن مضيق باب المندب فى البحر الأحمر.

■ لذلك تم التعاقد على حاملتين وليس حاملة واحدة إذن؟

- نعم؛ فإحداهما ستعمل فى البحر الأبيض المتوسط، والأخرى فى البحر الأحمر، وذلك لأنها ستقوم بحماية حدودنا البحرية؛ فليبيا بجوارنا، وتنظيم داعش الإرهابى موجود فى «سرت» المطلة على البحر الأبيض المتوسط أيضاً.

■ وما دورها فى ذلك؟

- الدعم اللوجستى، والأسلحة تصل للتنظيم الإرهابى فى «سرت» عبر البحر الأبيض المتوسط، ومن ثم فإن «الميسترال» ستستخدم فى منع وصول أى دعم للعناصر الإرهابية عن طريق البحر لليبيا سواء المقبل من تركيا أو قطر أو أية أطراف إقليمية أخرى، والذين لا يريدون الاستقرار لمصر والجيش المصرى، لأن استقرار مصر هو استقرار منطقة الشرق الأوسط، ولكم أن تعلموا أن قواتنا البحرية تصنف على أنها القوات البحرية السادسة على مستوى العالم؛ فيما أن القوات البحرية لإسرائيل تصنف فى المرتبة 36 على مستوى العالم.

■ وما مدى قوة الـ«ميسترال» فى رأيك؟

- هى تعتبر جيشاً كاملاً، لأن جميع أسلحة الجيش المصرى من قوات برية، وبحرية، وجوية فيها، بدءاً من الطائرات الهليكوبتر، إضافة لمنظومة دفاع جوى، إضافة لقطع بحرية ستكون مرافقة لها.

■ وما أبرز مهامها فى رأيك؟

- القضاء على الجريمة المنظمة، والهجرة غير الشرعية، ومراقبة السواحل المصرية من خلال منظومات الرادار الملاحى، إضافة للنقل الاستراتيجى، والإنزال البحرى؛ فهى تمكننا من القيام بعمليات خارج حدودنا؛ فهى تستطيع حمل ما يعادل كتيبة مشاة لأى ساحل من سواحل البحر الأبيض المتوسط أو البحر الأحمر، وذلك لأن هناك ارتباطاً بين الأمن القومى المصرى، والعربى، وكما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن أمن دول الخليج العربى «خط أحمر»، وكذلك باقى الدول العربية.

■ وهل تنسق مصر مع الدول الخليجية مثل السعودية فى الموضوعات العسكرية؟

- بالتأكيد؛ فمصر والسعودية أكبر دولتين بالمنطقة، وهما مركز الثقل بينها، وهناك تعاون عسكرى كبير جداً بيننا، وبينهم، وننسق معهم، ودول الخليج لحماية الأمن القومى العربى ضد أى تحديات تواجه المنطقة؛ فهناك التحالف الإسلامى ممثل فى 34 دولة موجودة به بقيادة المملكة العربية السعودية، مع وجود مصر به، وقوة عربية مشتركة ستظهر للوجود إن شاء الله، والتى تعتبر جيشاً عربياً موحداً.

■ وهل العمل على إنشاء القوة العربية المشتركة لا يزال مستمراً أم توقف؟

- لا يزال العمل مستمراً، ورؤساء أركان حرب الدول المشتركة فى تلك القوة قالوا التصور، ومهامها، وتنسيقها، وميزانيتها؛ فهى قوة للدفاع عن الدول العربية، وتسعى لحماية الأمن القومى لها، وهى ليست موجهة ضد أحد على الإطلاق، ولكن للحماية فقط.

■ وهل ينقص تشكيل تلك القوة الإرادة السياسية للدول العربية؟

- الإرادة السياسية للدول العربية، والقادة العرب توحدت فى وجود تهديدات وتحديات تجابه كل الدول الموجودة، ولذلك ستظهر تلك القوة للنور.

■ وهل انتهت الدراسات الخاصة بـ«القوة العربية» حتى الآن؟

- نعم، انتهت كافة الدراسات المتعلقة بها، ولكنها لم تفعل حتى الآن، ويتبقى اجتماع القادة العرب، ومن الممكن أن تظهر تلك القوة للنور خلال القمة العربية المقبلة.

■ وما رأيك فى ميزان القوى بين مصر وإسرائيل بعد طائرة f35؟

- إسرائيل عندما يكون الجيش المصرى قادراً، وقواتنا المسلحة قوية، ومنظومات التسليح متقدمة؛ فهى تبعد عنا، ولا تثير المشاكل لنا، وذلك متوافر حالياً! فلدينا أسلحة متقدمة وأخرى ستأتى إلينا.


مواضيع متعلقة