تيريزا ماي الأوفر حظا لخلافة ديفيد كاميرون بعد الخروج من "الأوروبي"

تيريزا ماي الأوفر حظا لخلافة ديفيد كاميرون بعد الخروج من "الأوروبي"
أعلنت بوريس جونسون، الانسحاب من السباق، وتقديم حليفه السابق مايكل غوف ترشيحه، تبدو وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي الأوفر حظا لتصبح رئيسة الحكومة التي ستفاوض على آلية خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي.
وتقدم بالإجمال 5 مرشحين، لخوض السباق لخلافة ديفيد كاميرون، غير أن الأوفر حظا بينهم بوريس جونسون، الذي تزعم حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، أثار مفاجأة كبرى الخميس بإعلانه عدم الترشح.
وبعدما انضمت تيريزا ماي (59 عاما) إلى كاميرون، للدفاع عن البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، قدمت نفسها الخميس على أنها مرشحة، قادرة على لم شمل الحزب في حال فوزها برئاسة الحكومة في سبتمبر.
واعلنت ماي "بريكست يعني بريكست"، مضيفة أن "الحملة جرت، والتصويت تم، ونسبة المشاركة كانت مرتفعة، والشعب أصدر حكمة"، مؤكدة بذلك لأنصار الخروج من الاتحاد الأوروبي أنها مصممة على احترام خيارهم.
كما أعلن جوف، اليوم، أنه لن يباشر آلية الخروج على الأرجح هذه السنة، في حال أصبح رئيسا للوزراء، وقال "لن نقوم بذلك إلا حين نصبح جاهزين، إننا بحاجة إلى محادثات تمهيدية".
وفي مطلق الأحوال، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، إثر محادثات مع كاميرون، اليوم، أن قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي، "لا يمكن تأجيله ولا يمكن إلغاؤه"، مضيفا "في هذا الموقف يدركون أن لعضوية الاتحاد الأوروبي فوائدها، وأعتقد أن هذا ما بدأ البريطانيون يدركونه".
من جهته أكد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، اليوم، أن حرية تنقل الأشخاص "لن تتغير"، ردا على اقتراح كاميرون تعديلها في إطار العلاقات الجديدة التي ستربط لندن بالاتحاد الأوروبي، مضيفا "أن كنتم تريدون الوصول إلى السوق الداخلية، عليكم القبول بكل عواقب ذلك".
وفي سياق التكهنات عن رئيس الحكومة، المقبل، كتبت "ديلي تلغراف"، أن ماي التي تعتبرها الصحيفة المحافظة "الأوفر حظا"، مدعومة في الوقت الحاضر من أكثر من 60 نائبا محافظا بينهم 9 وزراء.
وصرح وزير الدفاع مايكل فالون، أن "تيريزا هي في الموقع الأفضل لقيادة خروجنا من الاتحاد الأوروبي"، مشيدا بـ"حصيلتها واطباعها والتزامها بتوحيد الحزب والبلاد".
كما ذكرت الصحيفة، استنادا إلى مصادرها أن العديد من الشخصيات المؤيدة لبوريس جونسون اختاروا تيريزا ماي، كما اعتبر إعلان مايكل غوف المفاجئ ترشيحه بمثابة طعنة في الظهر لجونسون الذي المح في خطابه الخميس إلى بروتوس الذي طعن يوليوس قيصر.
ولم يكن أحد يتوقع ترشح مايكل جوف، الذي سبق أن انفصل قبل ذلك عن صديق مقرب آخر هو ديفيد كاميرون، حين أعلن في الربيع تأييده للخروج من الاتحاد الأوروبي.
ويجسد جوف، الذي سيعرض، اليوم، نواياه في خطاب ينتظر بترقب شديد، المعسكر الذي فاز في الاستفتاء عن الخروج، لكن سيترتب عليها تحمل تبعات هذه الخيانة المزدوجة التي تسببت له بعداوات كثيرة بين النواب المحافظين الذين صوتوا بنسبة 60% من أجل البقاء في صفوف الكتلة الأوروبية.
وكتب النائب المحافظ جاك بيري، على تويتر "ثمة هوة سحيقة في الجحيم معدة خصيصا لامثاله".
كذلك قدم وزير العمل ستيفن كراب ووزير الدولة السابق للدفاع ليام فوكس ووزيرة الدولة للطاقة أندريا ليدسوم ترشيحهم لخلافة كاميرون.
وعلى النواب المحافظين، الان التفاهم خلال الصيف لتعيين مرشحين يقع الخيار بينهما، على أن يبت أعضاء الحزب الـ150 الفا من منهما رئيس الوزراء الذي سينصب في 9 سبتمبر.
من جهته، صرح رئيس الوزراء العمالي توني بلير، أن المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، يجب أن يتولاها "رجل دولة جدي"، حتى تحظى بفرصة للنجاح، معتبرا في مقالة نشرتها "ديلي تلجراف"، أن اختيار وزير خاض الحملة من أجل الخروج من الاتحاد الأوروبي سيكون خطأ.
ومن المتوقع أن يصدر جون ماكدونل، الساعد الأيمن لزعيم حزب العمال جيريمي كوربن الذي يواجه تمردا داخل حزبه، الجمعةـ الرد الاقتصادي للحزب على مسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي، ساعيا بذلك للإثبات أن الحزب قادر على مواصلة العمل رغم معارضة 80% من نوابه لزعيمهم.
وكشف استطلاع للرأي، أجراه معهد "يوجوف"، لصحيفة "تايمز"، أنه ما زال من المرجح أن يفوز جيريمي كوربن في انتخابات جديدة لقيادة الحزب، إلا أن دعم الناشطين له يتراجع.
وقال 50% من أعضاء حزب العمال الذين استطلعوا بين الاثنين والخميس، التصويت لصالح كوربن، مقابل 47% لا يعتزمون التصويت له، وكان استطلاع للرأي سابق قدر نسبة التأييد هذه بـ64% مقابل 33%.