دورى رمضان صبحى

صحيح أن الدورى عاد إلى بيته، لكن الأهم من العودة أنها اقترنت بظهور نجم بحجم رمضان صبحى، ينتمى لجيل من عظماء الكرة تستمتع وأنت تشاهد لمساتهم للكرة.

أهم ما حدث لرمضان صبحى أنه فاق بسرعة من حالة الوقوف على الكرة، وجو النجومية، وعاد سريعاً إلى المنطقة التى يتمناها له كل من يحبه، وهى التركيز الشديد فى المباراة والقتال حتى النفس الأخير.

لم تخطفه أضواء المكسب ولا هتافات الجماهير ولا أهتم بالحالة التى يصنعها فى الملعب وركز على أن يكون لاعباً فى فريق كبير فظهر نجمه على السطح.

هل تتخيل أن «رمضان» الذى يقاتل فى الملعب ويأكل نجيلة التدريبات هو نفسه الذى يمتحن هذه الأيام فى الثانوية العامة، يعنى من الامتحان للملعب، دون أن تجد اهتزازاً فى مستواه أو توتراً فى الأداء ولا حججاً فارغة بأنه مش فى المود، بالعكس شاهدنا نجماً بمعنى الكلمة، يقاتل على الكرة ويصنع بها كل شىء إلا أن يفقدها..

كل الهجمات تبدأ من انطلاقاته، وكل الهجمات المرتدة تتوقف عندما يمد قدمه، لا صوت يعلو فوق صوت جريه فى الملعب.

لم أهتم بالفوز بالدورى ولا بأن جماهير الأهلى تركت مباراة فريقها مع الإسماعيلى لتتابع نتيجة مباراة الزمالك مع المصرى، ولا أن جماهير الزمالك نسيت الأهداف اللى بتدخل فيها هدف ورا التانى، وتابعت مباراة الأهلى مع الإسماعيلى لتطمئن على النتيجة فى ظاهرة غريبة أن يترك الجمهوران فريقيهما ويهتمان بنتيجة أخرى وكأنهما لا يثقان فى فريقيهما وينتظران مباراة أخرى تحسم الدورى أو تمد فى عمر المنافسة.. لم أهتم ربما لأَنِّى كنت أتابع المدرسة التى فتحها رمضان صبحى فى استاد بتروسبورت لتعليم فنون الكرة للجميع وأخلاقيات القيادة لكابتن الإسماعيلى حسنى عبدربه الذى ترك فريقه مهزوماً وتفرغ لاصطناع مشكلة مالوش فيها.. جماهير دخلت المدرجات يحاسب عليها الأمن وتحتج الإدارة لكن حجة البليد بمسح السبورة لا تليق بموهوب مثل حسنى.

أهم ما صنعه الدورى أنه أعطانا الأمل فى مستقبل من خلال لاعبين بحجم رمضان صبحى، أما كابتن الإسماعيلى الذى كان نجماً تهتف باسمه فى بطولات كأس الأمم الأفريقية كل مصر، فربنا يتولاه ويحسن ختامنا جميعاً.