أحمد كريمة: الخلاف السنى الشيعى صراع على عروش الخليج وإيران.. «وليس دينياً»

12:34 ص | الجمعة 24 يونيو 2016

«أمريكا وبعض الخونة فى المنطقة يعملون على توسيع الفجوة وإثارة الصراع بين السنة والشيعة وإغفال الصراع الحقيقى فى المنطقة بيننا وبين الإلحاد والاستعمار الجديد».. هكذا بدأ الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، حواره مع «الوطن»، مضيفاً أنه يعكف حالياً على التقريب بين المذاهب فى المنطقة العربية لإذابة الاحتقان ووأد الفتنة والتغاضى عن الخلافات التاريخية، مؤكداً أن كل الدوائر العاقلة رحبت بدعوات التقريب باستثناء التيار السلفى. وإلى نص الحوار.

■ ماذا عن مشروع التقريب بين المذاهب الذى تتبناه فضيلتكم؟

- نحن فى مؤسسة التآلف بين الناس برئاستى نعكف حالياً على مشروع للتقريب بين المذاهب وذلك إحياء لمشروع الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الأسبق.

{long_qoute_1}

■ ما المذاهب التى تركزون عليها فى منهج التقريب؟

- المذاهب المعتمدة لأهل السنة والجماعة من المذاهب الشيعية، المذهب الإباضى فى سلطنة عمان، والمذهب الشيعى الزيدى فى اليمن، والمذهب الشيعى الإمامى فى العراق ولبنان وإيران.

■ وما الهدف من تلك المحاولات؟

- نعمل على إصدار كتابات فى القواسم المشتركة والعلوم الإسلامية لهذه المذاهب وتخفيف الاحتقان الطائفى والتصدى لمحاولات تقسيم المنطقة، والتصدى للمخطط الأمريكى القائم على يد الخونة والعملاء فى المنطقة.

■ لماذا لجأت إلى ذلك حالياً؟

- نعمل على تقريب المسافات وتفعيل ما أمر الله به ورسوله، والتغاضى عن الخلافات التاريخية بحلوها ومرها ورأب الصدع ووأد الفتن، والنظر إلى العدو الحقيقى، وهو الإلحاد والاستعمار المعاصر.

■ ما الجهات التى عرضت عليها مشروعك؟

- كل الدوائر العاقلة رحبت بالمشروع ما عدا السلفيين.

■ متى يتم تدشين هذا المشروع؟

- من المنتظر تدشين المشروع عقب شهر رمضان، وأجهزة الدولة على علم تام بالمشروع.

■ هل الوقت مناسب لخطة التقريب تلك بين المذاهب؟

- كان من المفترض أن نسبق دولاً سبقتنا فى هذا المضمار من مجامع التقريب فى العراق وإيران والجزائر، ونحن تأخرنا كثيراً فى التقريب بين أتباع المذاهب.

■ من يقف وراء تمويل هذا المشروع؟

- نعمل بقروش المصريين فقط ولن نقبل بدعم أى جهة خارجية، وأعمالنا تطوعية.

■ ما الجهات التى ستتم دعوتها لإجراء عمليات التقريب؟

- أيدينا مفتوحة للتواصل مع الجانب الشيعى، وسنتواصل مع الملحقية الثقافية بسفارة سلطنة عمان، وسفارتى العراق واليمن حتى يرشحوا لنا شخصيات ومرجعيات شيعية بحيث نتعامل معهم فى هذا المضمار.

■ ما حقيقة الخلاف السنى الشيعى فى رأيك؟

- الخلاف السنى الشيعى سياسى وليس دينياً، وصراع ما بين العروش فى الخليج وإيران، ومن الغريب والعجيب أن غلاة السنة يخشون التشيع، بينما القوى لا يخاف من الآخر، مثل بناء الكنائس فى مصر، حيث توجد حساسية مفرطة فى إقامة أى كنيسة، ومن يخشون ذلك هم ضعاف الإيمان، ومن يقتنع بالمذهب السنى لا يخشى الآخرين.

■ ما دور الأزهر تجاه الخطاب الدينى الموجه للآخر المذهبى؟

- الأزهر منهجه وسطى يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وكثيراً ما طالب مرجعيات الشيعة بإصدار فتاوى تجرم سب الصحابة وأمهات المؤمنين وعدم التدخل فى شئون دول الجوار العربية وعدم نشر التشيع فى بلاد أهل السنة، ولكن تلك الدعوات لم تجد صدى أو إجابة من الطرف الآخر، ونحن بمشيئة الله نعمل على إنهاء تلك الأزمات وحلها وإذابة الاحتقان بين الطرفين.