مصطفى البرغوثى: «نتنياهو» وضع كل العراقيل أمام «مبادرة السيسى»

كتب: محمد حسن عامر

مصطفى البرغوثى: «نتنياهو» وضع كل العراقيل أمام «مبادرة السيسى»

مصطفى البرغوثى: «نتنياهو» وضع كل العراقيل أمام «مبادرة السيسى»

انتهى لقاء حركتى «حماس» و«فتح» للمصالحة الداخلية، فى العاصمة القطرية «الدوحة»، مؤخراً بالفشل، فى وقت يصمم رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، على عرقلة كل الجهود العربية والدولية لاستئناف عملية السلام مجدداً..

«الوطن» حاورت الأمين العام لـ«حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية»، وزير الإعلام الفلسطينى الأسبق، الدكتور مصطفى البرغوثى، الذى أكد أن حركتى «حماس» و«فتح» ليست لديهما رغبة حقيقية لإنهاء الانقسام. وإلى نص الحوار

{long_qoute_1}

■ لماذا فشل لقاء «الدوحة» الأخير فى التوصل إلى تسوية جديد للمصالحة الوطنية الفلسطينية؟

- اللقاء الأخير بين حركتى «حماس» و«فتح» فشل؛ لأنه لا تتوافر نية حقيقية وإرادة لدى الطرفين لإنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطينى، كما أن هذه المصالحة لن تنجز إلا فى ظل مجموعة من الشروط لم تتوافر، وبالتالى لن تتحقق المصالحة، وسط استياء شعبى من استمرار الانقسام.

■ وما أبرز تلك الشروط إن كانت هناك نية لإنهاء الانقسام؟

- لا بد من توافر رغبة حقيقية من قبَل الطرفين اللذين يمسكان بالسلطة فى فلسطين من أجل المصالحة، وكذلك لا بد أن يكون لدى الطرفين إيمان بقيمة الديمقراطية وقيمة الانتخابات، وكذلك فإنه لا بد أن يكون هناك اتفاق على إطار موحد للقيادة فى فلسطين، من خلال «منظمة التحرير الفلسطينية»، ومثلاً فى مسألة الموظفين يجب أن يخضع الموظفون للمعايير الموضوعية والوظيفية وليس وفق الاعتبارات الأمنية والسياسية، وعلى حركتى «حماس» و«فتح» أن تدركا أنهما تتصارعان على سلطة هى بالأساس تحت سلطة الاحتلال.

■ ما دور الفصائل الفلسطينية الأخرى، هل يمكنها أن تقدم بديلاً لرأب الانقسام الحادث فى فلسطين؟

- الفصائل الأخرى، ونحن منها، بذلنا كل ما نستطيع من جهود لإقناع الطرفين بإنهاء الانقسام، وبالطبع نحن، كمبادرة وطنية، كان لنا دور مميز، لاعتبارنا مستقلين عن حركتى «فتح» و«حماس»، ولعبنا دور وسيط رئيسى ونجحنا فى تشكيل أول حكومة وحدة وطنية، واللقاءات الأخيرة كانت مقتصرة على وفدى «فتح» و«حماس»، ونحن من الخارج حولنا جهدنا ومساعينا للمساعدة فى ذلك، وهناك ضغط فى الحقيقة واستياء شعبى كبير مطالب بإنهاء الانقسام، الأمر منوط بشكل كبير بقرار ووجود إرادة حقيقية لدى الحركتين لإنهاء الانقسام؛ لأنهما من يديران السلطة، «فتح» تدير السلطة فى «الضفة الغربية»، و«حماس» فى «قطاع غزة»، وبالتالى لو كلنا اقتنعنا وهما لم يقتنعا، فنحن ليس بيدنا فى هذه الحالة تغيير الواقع. لكن نحن نستطيع أن نضغط ونؤثر وننصح ونناشد، ولكن باختصار حتى تحدث انتخابات جديدة، وعندما يتاح للشعب الفلسطينى الفرصة للاختيار، ويرى أمامه أن هناك 3 خيارات، وليس خيارين، وهو الخيار الثالث الذى نمثله، عندها يمكن أن يحدث توازن أفضل على المستوى السياسى.

{long_qoute_2}

■ لماذا لا يخرج الشعب الفلسطينى ويعبر عن رفضه الانقسام للضغط على الحركتين؟

- الشعب الفلسطينى عبر عن رأيه برفض الانقسام منذ 2011، خرجت مظاهرات كبرى تطالب بإنهاء الانقسام، والشعب الفلسطينى لا يتردد من وقت لآخر عن الخروج والتظاهر والضغط للمطالبة بإنهاء الانقسام، ولكن الشعب الفلسطينى شعب وطنى يرفض تماماً أن يغلب التناقضات الداخلية على تناقضه الرئيسى مع الاحتلال.

■ تحدثت عن فكرة وجود قيادة موحدة بفلسطين، و«حماس» مثلاً، تطلب إصلاح «منظمة التحرير الفلسطينية»، ما رأيك فى ذلك؟

- جميعنا نطالب بإصلاح «منظمة التحرير» وليس فقط «حماس»، والجميع يريد أن تتطور «المنظمة» وتستعيد دورها الذى فقدته لصالح السلطة.

■ بالنسبة لدول أخرى مثل السعودية، ما الدور الذى يمكن أن تلعبه فى إطار فشل لقاء «الدوحة» الأخير؟

- السعودية دائماً وأبداً كان موقفها إيجابياً من المصالحة والوحدة، وهذا أحسسناه مؤخراً فى اتصالات عديدة مع الإخوة السعوديين، ونأمل أن يواصلوا جهودهم معنا، لكن فى نهاية المطاف لن يحل الأمر إلا بالقرار الفلسطينى أولاً، الإخوة يستطيعون أن يساعدونا، يستطيعون أن يوفروا لنا الجو المناسب، يستطيعون أن يضمنوا إسنادنا فى حال التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وصد الضغوطات التى قد تمارسها علينا إسرائيل وغيرها، ولكن فى نهاية المطاف أولاً وأخيراً يجب أن تكون هناك إرادة حقيقية لإنجاز المصالحة.

■ فيما يتعلق بمسألة التفاوض مع إسرائيل، إلى أى شىء وصلت فى ظل تصريحات «نتنياهو» الأخيرة تجاه «مبادرة السلام العربية»؟

- لا توجد مفاوضات مع إسرائيل، والمفاوضات ميتة منذ زمن طويل ولن تعود، المفاوضات الثنائية أثبتت أنها عقيمة وعديمة الجدوى ولا يستفيد منها سوى إسرائيل، بالعكس المفاوضات أصبحت غطاء للتوسع الاستيطانى، وأعتقد أن الشعب الفلسطينى بأسره يدرك أن توسيع «اتفاق أوسلو» بالطريقة التى تم بها كان خطأ كبيراً، تم توقيع اتفاق لاعتراف إسرائيل بالدولة الفلسطينية ولكن دون وقف الاستيطان، والنتيجة سيئة جداً.

■ وما البديل هنا؟

- طرحنا فكرة أن يكون هناك إطار دولى لمتابعة حل الصراع القائم، وليس مفاوضات ثنائية بيننا وإسرائيل، وبالنسبة لنا فنحن مقتنعون كذلك أن «نتنياهو» لا يريد حلاً ولا يريد تفاهماً أو تفاوضاً، وكل ما يريده هو تهويد «الضفة الغربية» وأن يتم فصل «الضفة» عن «قطاع غزة» للأبد، وبالتالى لا أمل فى التفاوض مع حكومة «نتنياهو»، والحقيقة أن المطلوب محاصرة حكومة «نتنياهو» ومقاطعتها، بفرض العقوبات حتى تسقط، وحتى قادة إسرائيليون يقولون هذا الكلام.

■ وهل ترى أن حالة الداخل الفلسطينى تساعد «نتنياهو» فى أن ينجح بفصل «الضفة» عن «قطاع غزة»؟

- بالطبع المستفيد الأول والأكبر من استمرار حالة الانقسام الداخلى هو «نتنياهو» وإسرائيل، والحقيقة هذا أمر خطير؛ لأنه فى نهاية المطاف إسرائيل قامت بانتشار من جانب واحد فى «قطاع غزة» كان عندها هدف، والهدف ليس إنهاء الاحتلال وإنما تغيير شكل الاحتلال، وفصل «الضفة» عن «غزة» بشكل كامل.

■ كيف قرأت مبادرة الرئيس السيسى؟

- أعتقد أن النية إيجابية وبناءة، وأن مصر تقف إلى جانب حقوق الشعب الفلسطينى، لكن «نتنياهو» رد بشكل وقح على هذه المبادرة، رد بوقاحة تمثلت فى إعلان رفضه «المبادرة العربية»، ورفضه الانسحاب إلى حدود 67، وقاحة تمثلت فى رفضه تقسيم «القدس» كما يقول، وبالتالى «نتنياهو» أغلق الطريق، رفض «المبادرة الفرنسية» ورفض «المبادرة المصرية» ويرفض «المبادرة العربية»، وكما قلت لا إمكانية لتغيير هذا الواقع إلا بتغيير ميزان القوى والضغط على «نتنياهو».

■ هل مبادرة الرئيسى السيسى فشلت؟

- الفشل فى الجانب الإسرائيلى، حاولت إسرائيل أن تتلاعب بالكلمات وتدعى أن مبادرة الرئيس السيسى بديل للمبادرة الفرنسية، ولكن موقف الدول العربية ومصر والسعودية كان حاسماً بأنه لا تعارض مع المبادرة الفرنسية، وثانياً أن هناك رفضاً شاملاً ومطلقاً لأى تغيير فى «المبادرة العربية».

■ وهل فشل لقاء المصالحة فى «الدوحة» سيكون له تأثير سلبى على دعوة الرئيس السيسى؟

- أعتقد أن «نتنياهو» سيعمل على وضع كل العراقيل أمام موضوع المصالحة، المشكلة الرئيسية تكمن فى سلوك إسرائيل وسلوك «نتنياهو»، فى رأيى يجب أن يكون هناك اجتماع عربى لمناقشة ماذا يجب أن يكون عليه الموقف العربى تجاه رفض «نتنياهو» الحاسم والقاطع لـ«المبادرة العربية»، لا بد من اتخاذ إجراءات، ونأمل أن يحدث ذلك فى القريب العاجل.


مواضيع متعلقة