خلاف بين الأزهريين حول «إعلانات الشوارع» للدعاية للمشيخة
![لافتات الدعاية للمشيخة تنتشر فى شوارع القاهرة](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/18525023221465941900.jpg)
لافتات الدعاية للمشيخة تنتشر فى شوارع القاهرة
تباينت آراء علماء الأزهر حول سابقة هى الأولى من نوعها، تمثلت فى ظهور بعض إعلانات الدعاية للأزهر الشريف فى شوارع القاهرة الكبرى وأعلى كوبرى أكتوبر والدائرى، تحمل عبارات من نوعية «الأزهر هو المرجعية الإسلامية الوسطية الأولى فى مصر والعالم الإسلامى»، و«إن أروقة الأزهر تنشر الوسطية»، و«تطوير مناهج الأزهر».
«هندى»: أمر غير لائق.. و«كريمة»: صاحب الفكرة لا يدرك قيمة وجوهر الأزهر
وكشف مصدر لـ«الوطن» أن الأزهر لم يتحمل مليماً واحداً من تكاليف تلك الحملة، وإنما هى نتاج إحدى الشركات الخاصة بتمويل إماراتى لدعم الأزهر.
من جانبه، أبدى عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، اندهاشه من استعانة الأزهر ببعض اللافتات والبانرات لعمل دعاية لنفسه، فالأزهر أكبر مقاماً من كل ذلك، قائلاً: لا أدرى لماذا يعمل هذه الدعاية؟ وكان من المفترض أن تكون تلك الدعاية مثلاً لإطلاق قناة الأزهر، او إطلاق مشروع علمى أو دعوى أو أخلاقى أو تربوى أو إطلاق بوابة إلكترونية عليها ١٠ ملايين كتاب تحمل الفكر الوسطى وتصحح المفاهيم المغلوطة، أو مشروع تغيير المحتوى الرقمى الموجود على جوجل عن الإسلام.
وأضاف «هندى»: «لا توجد فى الموازنة العامة للأزهر ميزانية تسمح بعمل دعاية، ولو هى تبرُّع من أى جهة أو دولة خليجية فالأزهر لا يحتاج فى مصر أو القاهرة تحديداً إلى دعاية، والأزهر دعايته تكون بحضوره وسط المجتمع من خلال الدعوة ونشر وسطية الدين ودحر المفاهيم الخاطئة والتصدى للفكر المتطرف، ولا يصح ولا يليق بمقام الأزهر ومكانته أن يقدم على عمل دعاية بهذا الشكل، كما أن الأزهر تابع للدولة ولا يوجد بند دعائى له، وفى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد لا يليق أن تقوم المؤسسات والهيئات بعمل دعاية لنفسها بهذا الشكل».
وتابع «هندى»: الأزهر ليس بحاجة لإعلان يؤكد أنه المرجعية ومنارة الإسلام، فالدستور كفل له ذلك، والقاصى والدانى يدرك هذا جيداً، والأمر ليس بحاجة إلى دعاية ولا بد من إصدار بيان توضيحى من الأزهر للرأى العام عن السبب فى إطلاق تلك الحملة الدعائية وقيمة الأموال المدفوعة فى ذلك، وهل الأزهر تحملها أم أى جهة أخرى، فالأزهر ملك جميع المصريين والمسلمين فى العالم وبالتالى من حقهم معرفة تلك التفاصيل حتى لا تهتز مصداقية المؤسسة، مؤكداً أن الأزهر حضوره يكون بالعلم وطرح أفكاره محل الأفكار المتشددة.
وأشار إلى أننا بحاجة إلى تطوير المنظومة قبل المناهج والتعليم الأزهرى، أما التطوير فى عقول البعض فمبنى على حذف أجزاء من المناهج، متسائلاً: كيف يكون تطوير المناهج ونسبة النجاح فى الثانوية الأزهرية العام الماضى لم تتعد ٢٨٪؟ مشدداً على ضرورة تحديد أهداف التطوير وعمل لجان التطوير فى النور ووضع أهداف محددة للكليات المستحدثة والشرعية والعربية.
وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بالأزهر، إن صاحب تلك الفكرة لا يدرك قيمة وجوهر الأزهر المعروف منذ ١٠٧٠ عاماً، ثم إن الأزهر ليس مداناً أو متهماً فيدافع عن نفسه فى إعلان.
وأشار إلى أن «تلك الإعلانات محل استهجان من أغلب أساتذة الأزهر، والأزهر أكبر من أن تُنشر عنه صورة دعائية. والمؤسسة الدينية أكبر من النزول لشركات الدعاية للمسلسلات والمساحيق والصابون والزيت والسمن وغيرها من المنتجات، كما أن تطوير مناهج الأزهر لا يحتاج إلى دعاية لا تليق بالقامة التاريخية للأزهر. والدعاية بهذا الشكل فضيحة، والأزهر دعايته تكون بعطائه».
وفى المقابل قال الدكتور عبدالفتاح العوارى، عميد كلية أصول الدين بالأزهر، إن تلك الدعاية نوع من الجذب للشباب ولفت أنظار الغافلين لنهل علمهم من الأزهر وترسيخ مبادئه فى نفوس المصريين، والدعاية محاولة من القائمين على الأزهر لجذب الشباب ناحية منهج الأزهر على اعتبار أنه بعيد كل البعد عن التطرف والتشدد الذى تنشره بعض الجماعات المتطرفة، والأزهر يلفت الأنظار ويحاول تحصين فئات المجتمع من الانزلاق وراء الأفكار الهدامة والجهات الخارجية والداخلية التى تبث سمومها.