أزمة بين البابا وأسقف «فيرجينيا» تكشف الصراع داخل الكنيسة

كتب: مصطفى رحومة

أزمة بين البابا وأسقف «فيرجينيا» تكشف الصراع داخل الكنيسة

أزمة بين البابا وأسقف «فيرجينيا» تكشف الصراع داخل الكنيسة

اشتعلت الأزمة بين البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والأنبا مايكل، أسقف فيرجينيا وما حولها فى الولايات المتحدة الأمريكية، قبيل أيام من انعقاد الجلسة السنوية العامة للمجمع المقدس للكنيسة، المقررة غداً الخميس.

وتصاعدت الأزمة، برسامة البابا، الأحد الماضى، الأنبا بيتر أسقفاً على إيبارشية «نورث كارولينا، وساوث كارولينا، وكينتاكى وتوابعها» بأمريكا، وهو ما يراه «مايكل» تعدياً على إيبارشيته التى كانت تتبعها تلك المناطق، فضلاً عن أن تجليس «بيتر» يجعله فى مرتبه أعلى منه.

الأزمة بين البابا و«مايكل» بدأت منذ وفاة البابا الراحل شنودة الثالث، حيث اعتبر الأنبا مايكل أن البابا الراحل رسمه أسقفاً على إيبارشية فيرجينيا وما حولها، إلا أن ظروف مرضه ثم وفاته أخّرت حفل تجليسه عليها، وهو الحفل الذى طالب أسقف عام فيرجينيا به فى عهد الأنبا باخوميوس، القائم مقام البابا السابق، فطالبه الأخير بتأجيل الأمر حتى تجليس البابا الجديد، وفور تجليس البابا تواضروس فى 2012 جدّد «مايكل» طلب تجليسه، مستنداً إلى نطق البابا شنودة له يوم رسامته، وهو الطلب الذى قوبل برفض من تواضروس، بحجة رفض الأقباط والكهنة فى كنائس فيرجينيا تجليسه، الأمر الذى تطور إلى صراع هو الأول من نوعه بين البابا تواضروس وأحد الأساقفة، يستخدم فيه كل منهما أسلحته لإثبات صحة موقفه.

وتعمّد الأنبا مايكل، منذ ذلك الحين حتى اليوم، إثارة الأزمة مع انعقاد كل جلسة للمجمع المقدس، مستنداً إلى دراسات تثبت موقفه، وأرسل طلبات وتظلمات إلى أساقفة الكنيسة من البابا مطالباً بتشكيل لجنة محايدة منتخبة من أعضاء المجمع الذى يُعتبر السلطة العليا فى الكنيسة للفصل بينه وبين البابا فى هذا الأمر، وفى أحد الخطابات أعلن لأساقفة الكنيسة تلقيه تهديداً من «تواضروس» بإعادته إلى الدير إن لم يعتذر للبابا عن طلبه، وتم تشكيل لجنة من الكنيسة لنظر طلب الأنبا مايكل، كما نظرته لجنة الإيمان والتعليم والتشريع بالمجمع المقدس برئاسة الأنبا موسى، أسقف الشباب، وانتهت لرفض طلبه، مستندة إلى أنه ليس لديه تقليد كأسقف إيبارشية، طبقاً لسجلات المجمع المقدس، وأن البابا الراحل شنودة الثالث لم يمنحه أى تقليد عند رسامته عام ٢٠٠٩، وحدد مهام عمله بالإشراف على 6 كنائس، 5 منها فى ولاية فيرجينيا هى: «مار جرجس كابين جونز، والقديس موسى أشبورن، ورئيس الملائكة ميخائيل والأنبا أنطونيوس بريتشموند، والسيدة العذراء والشهيد مرقوريوس ستافورد، ومار جرجس هامبتون».

ولم تكتف الكنيسة بذلك، بل أرسل البابا تواضروس، والأنبا رافائيل، فى مايو 2014 خطاباً إلى كنائس أمريكا، يشير فيه إلى تعامل البابا مع الأنبا مايكل على أنه أسقف عام، وأنه يرغب فى إنشاء إيبارشية جديدة بـ6 ولايات أمريكية هى: «فيرجينيا، وغرب فيرجينيا، وديلاوير، ومريلاند، وجنوب وشمال كارولينا»، باستثناء كنيسة مارمرقس بواشنطن من هذه الإيبارشية، حيث تتبع البابا شخصياً. وفى 24 مايو الماضى أرسل «مايكل» خطاباً إلى «تواضروس» وأعضاء المجمع المقدس يعترض فيه على رسامة أسقف على إيبارشية «نورث كارولينا»، واعتبر ذلك تعدياً على ولايته الشرعية والقانونية على الإيبارشية، ومخالفة لقوانين الكنيسة التى تمنع رسامة أسقف على إيبارشية أسقف آخر فى حياته، إلا أنه تم تجاهل خطاب الأنبا مايكل، وأرسل الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس، خطاباً إلى كافة أساقفة الكنيسة يخبرهم فيه بورود تزكيات للكنيسة من الأقباط وكهنة بأمريكا لإنشاء إيبارشية جديدة فى «نورث كارولينا» ورسامة الراهب القمص موسى أفا موسى من دير الأنبا موسى بكوربس كريستى بتكساس أسقفاً عليها، باسم «الأنبا بيتر». وأمام هذا الصراع المحتدم أرسل مجلس رابطة خريجى الكلية الإكليريكية التماساً إلى البابا تواضروس الخميس الماضى، طالب فيه بالحفاظ على الكنيسة ووحدتها وإعادة النظر فى رسامة الأنبا بيتر، استناداً إلى القوانين الكنسية، وحمل الالتماس توقيعات 9 من أعضاء مجلس الرابطة بينهم أساقفة وكهنة.

كما انضم الأنبا أغاثون، أسقف إيبارشية مغاغة والعدوة بمحافظة المنيا ورئيس الرابطة، إلى صف الأنبا مايكل.

ولم يؤد الخطاب الذى أُرسل للبابا وأعضاء المجمع ونُشر لأول مرة على موقع إيبارشية مغاغة والعدوة، قبيل صلاة عشية السيامة إلى تغيير الموقف، بل ترأس البابا صلاة العشية داخل كنيسة العذراء بالزيتون، ورسم الأسقف الجديد باسم الأنبا بيتر وحدد نطاق إيبارشيته بنورث كارولينا وساوث كارولينا وكينتاكى وتوابعها.

 


مواضيع متعلقة