10 سنوات على رحيل رضوان الكاشف.. ساحر السينما

كتب: حسين عبدالبصير

10 سنوات على رحيل رضوان الكاشف.. ساحر السينما

10 سنوات على رحيل رضوان الكاشف.. ساحر السينما

على الرغم من مرور عشر سنوات على رحيل المخرج العبقرى رضوان الكاشف شاعر السينما المصرية، وساحر جماليات الاختلاف، وصاحب الفتوحات الفنية المهمة فى درره وقصائده السينمائية الخالدة مثل «ليه يا بنفسج؟» (1992) و«عرق البلح» (1998) و«الساحر» (2002)، فإن مكانة «الكاشف» الفنية لا تزال شاغرة ولم يشغلها أحد بعد. وكان عرض فيلم «ليه يا بنفسج؟» فى أوائل التسعينات إعلانا عن مولد نجم جديد وكبير فى السينما المصرية، بعد عمله كمساعد مخرج لعدد من كبار مخرجى السينما المصرية. ويعد هذا المخرج الذى خطفه الموت من بيننا مبكرا قبل أن يكمل مشروعه الفنى والجمالى والإبداعى المتميز، امتدادا واضحا لجيل عمالقة الواقعية فى السينما المصرية. ويأتى تفرده من تمتعه بروافد فنية وثقافية وذاتية عدة، كان من بينها أصله الصعيدى الأصيل (من سوهاج بلد العملاق الآخر عاطف الطيب أيضا) ودراسته للفلسفة وعلم الجمال فى قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، ورؤيته الثورية الدافقة وانتمائه السياسى والفكرى وحسه اليسارى، وحبه وعشقه للطبقات الشعبية والوافدة والمهمشة، وإحساسه الجمالى العالى بلغة الصورة، ودقته فى إخراج شريط الصوت، ورغبته العارمة فى إظهار الجمال وسط القبح الحياتى والسياسى الذى كانت تحياه مصر فى عهدى الرئيسين السابقين أنور السادات وحسنى مبارك، واعتقاله بسبب انتمائه السياسى المخالف لنظامى حكميهما. ويعتبر «الكاشف» من مخرجى تيار سينما المؤلف الذى كان من أبرز رموزه يوسف شاهين وداود عبدالسيد ويسرى نصرالله، وكان فى سينماه التى يختلط فيها الألم الاجتماعى بالهمس السياسى بالحس الجمالى -وتحديدا فى أفلامه الروائية الطويلة- كاشفا عن عدد من الأدران والحقائق المؤلمة التى عانى منها مجتمعنا المصرى لعقود عديدة. كان رحيل رضوان الكاشف الخاطف فى الخامس من يونيو عام 2002 صدمة كبيرة كصدمة هزيمة الخامس من يونيو عام 1967 لكل عشاق السينما المصرية وعشاق سينما رضوان الكاشف ذات الحس الجمالى والشاعرى والسحرى والاجتماعى الفائق.