القرى تواجه العطش بـ«الجراكن والفناطيس والطلمبات».. ومصدر فى «المياه»: نعمل بكامل طاقتنا

كتب: محررو «الوطن»

القرى تواجه العطش بـ«الجراكن والفناطيس والطلمبات».. ومصدر فى «المياه»: نعمل بكامل طاقتنا

القرى تواجه العطش بـ«الجراكن والفناطيس والطلمبات».. ومصدر فى «المياه»: نعمل بكامل طاقتنا

فجرت أزمة انقطاع مياه الشرب عن عشرات القرى، موجة غضب فى عدد من المحافظات، أمس، ففى الدقهلية تجمهر أهالى قرى ديسط، وكتامة، والروضة بمركز طلخا، وكفر عبدالمؤمن بدكرنس، وعرب محجوب بالسنبلاوين، أمام الوحدات المحلية فى قراهم، مهددين بالتظاهر أمام ديوان المحافظة بالجراكن الفارغة. {left_qoute_1}

وقال أحمد عوض، مواطن «لم تصل المياه إلى القرية منذ 15 يوماً، وهى نفس الأزمة التى نعانيها فى كل صيف، ولا يوجد حل سوى تسول المياه من القرى المجاورة على بعد 3 كيلومترات».

وأضاف «بعد تقدمنا بشكاوى إلى المسئولين تم توصيل المياه بالفعل، ولكن لأول منزل فى القرية، ثم توقفت بدعوى أن المياه وصلت إلى القرية». وقال محمد على، مواطن «أضطر إلى ترك عملى كل يوم للبحث عن المياه فى القرى المجاورة، ومع ذلك ندفع فاتورة المياه».

وقالت سمية محمود، ربة منزل، «يخرج زوجى وأولادى يومياً للبحث عن مياه شرب نقية، وأضطر أنا للتوجه إلى الترعة لغسل الملابس والأوانى، وإحضار مياه للماشية».

وقال مصدر مسئول، إن محطات مياه الشرب لا تنتج الكميات التى تكفى المواطنين رغم عملها بكامل طاقتها، وذلك بسبب تهالك المعدات التى تعمل بطاقة أقل من 50%.

وفى الشرقية، أعرب أهالى 4 قرى عن غضبهم جراء انقطاع المياه عنهم منذ عام ونصف فى ظل تجاهل المسئولين لشكواهم، وقال إبراهيم تهامى، أحد الأهالى، إن مياه الشرب مقطوعة فى قرى الحماديين، والمناصرة، ومنشية خليل، والملكيين القبلية، فى وقت تجاوز فيه عدد السكان نحو 20 ألف نسمة، مضيفاً أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى إلى شركة مياه شرب الحسينية، ومياه شرب فاقوس دون فائدة. وقال صقر شاهين، أحد أهالى قرية الملكيين القبلية «لم نر نقطة مياه منذ عام ونصف فى قرية تجاوز تعداد سكانها 10 آلاف نسمة، ما اضطر الأهالى إلى الاعتماد على شراء مياه الشرب بالجراكن، واضطر آخرون إلى الاعتماد على الطلمبات الحبشية رغم زيادة نسبة الأملاح ما تسبب فى انتشار أمراض مختلفة من بينها الفشل الكلوى».

وأضاف «تقدمنا بكثير من الشكاوى إلى مجلس مدينة الحسينية وشركة مياه الشرب والصرف الصحى، خاصة أننا ندفع فواتير مياه الشرب بانتظام، فاقتصرت ردودهم على أن المياه التى يتم ضخها غير كافية وأنه جارٍ عمل محطة مياه جديدة ستساعد على زيادة ضخ المياه». وقال باز عثمان، مدرس، أحد أهالى قرية قهبونة بمركز الحسينية «نعانى من انقطاع مياه الشرب منذ 3 أشهر»، موضحاً أن «مشكلة نقص المياه بدأت منذ حوالى عامين، حيث كانت تصل لهم عدة ساعات فى اليوم ثم تنقطع عدة أيام، حتى فوجئوا بانقطاعها نهائياً منذ 3 أشهر». وأضاف «نشترى مياه الشرب بسعر 2 جنيه للجركن، ونعتمد على مياه الطلمبات فى أعمال الغسيل والطهى وغيرها».

وتعانى قريتا أبودياب شرق وغرب فى محافظة قنا، من انقطاع مياه الشرب منذ شهور، ما دفعهم إلى دق الطلمبات الحبشية، لسد احتياجاتهم، وطالب أهالى القرية محافظ قنا، اللواء عبدالحميد الهجان، ورئيس شركة مياه الشرب بقنا، بسرعة الانتهاء من أعمال مرشح الغوصة بسبب تلوث المياه الجوفية والذى يتسبب فى تلوث الطلمبات.

من جهتها، أعلنت شركة مياه الشرب والصرف الصحى بقنا عن انقطاع المياه عن بعض مناطق مدينة نجع حمادى، اليوم، نتيجة تحويل مسار الخط الرئيسى 16 بوصة لتعارضه مع إنشاء قواعد كوبرى نجع حمادى العلوى الجديد.وطالب الآلاف من أبناء مناطق أبوشاهين، والرجبى، وأبوراضى، والمشحمة، والبهى، والزراعة فى مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، المسئولين بإنقاذهم نتيجة انقطاع مياه الشرب لأكثر من 14 ساعة يومياً على مدار 3 شهور. وقال عبدالمنعم جنينة، أحد أهالى أبوشاهين، إن مياه الشرب لا تصل إلى الأدوار الأولى بمساكن المنطقة، مشيراً إلى أن الأهالى لجأوا إلى شراء مواتير لشفط المياه وتغذية صنابير مساكنهم المعيشية.

فى المقابل، أصدر محافظ الغربية، اللواء أحمد ضيف صقر، توجيهاته إلى المسئولين بالجهات التنفيذية بضرورة التنسيق مع مسئولى الشركة القومية للمياه الشرب والصرف الصحى لمواجهة الأزمة، وتخصيص فناطيس مياه نظيفة.

وفى القليوبية، تكدس أهالى قرية السيفا بمركز طوخ على إحدى الطلمبات الواقعة على طريق خط 12، فيما اعتمد أهالى قرية المنيرة التى يقطنها 500 ألف نسمة على الطلمبات الحبشية، وشراء المياه من الفناطيس.

وقال محمد سليم، من أهالى القرية «أضطر إلى شراء 3 جراكن مياه يومياً بسعر الجركن 3 جنيهات، ما يعنى أننى أدفع شهرياً 270 جنيهاً بالإضافة إلى دفع فاتورة المياه الـ50 جنيهاً، فى وقت لا يزيد دخلى الشهرى على 500 جنيه».

وقال سعيد حامد، أحد مواطنى القرية، إن «فى حال وصول مياه إلى القرية نكتشف أنها لا تصلح للشرب سواء للإنسان أو الحيوان، فنضطر إلى شراء جراكن المياه، والتى لا نعرف مدى صلاحيتها وسلامتها أو مصدرها».

وسادت حالة من الغضب بين أهالى منطقة الشيخ هارون الواقعة قرب الإذاعة جنوب مدينة أسوان، بسبب استمرار انقطاع المياه لمدد تجاوزت أكثر من 10 ساعات يومياً، بدون إبداء أى أسباب من قبل مسئولى شركة مياه الشرب، فيما هدد أهالى الشيخ هارون بتنظيم وقفات احتجاجية أمام شركة المياه بمنطقة جبل تقوق بأسوان، وكذلك عدم دفع فواتير المياه.

وقال عزت ألبس، من أهالى قرية الشيخ هارون «ندفع فواتير المياه شهرياً، ومع ذلك فالمياه لا تأتى إلا وقتما يريد المسئول ضخها، ولمدة ساعات معدودة، وكأننا فى قرى فى الصحراء، ولسنا بلد السد العالى ونهر النيل الذى يبعد عنا كيلومتراً واحداً فقط»، مضيفاً «لابد للمسئول أن يكون شاعراً بالمواطنين الذين يعانون من حر شهر رمضان، واعتمادهم على التكييفات الصحراوية التى لا تعمل إلا بالمياه».

وتفاقمت أزمة انقطاع مياه الشرب فى عدد من قرى محافظة البحيرة، فى ظل تجاهل مسئولى المحليات وشركة المياه ليتركوا الأهالى فريسة للأمراض المزمنة والفتاكة التى تصيبهم جراء لجوئهم إلى الطلمبات الحبشية، للحصول على مياه الشرب.

وقال إبراهيم حسنى، أحد أهالى مركز شبراخيت، إن الأهالى يقطعون عدة كيلومترات انتقالاً إلى القرى المجاورة، لجلب مياه الشرب فى جراكن على عربات كارو، بعد استمرار أزمة انقطاع المياه بقراهم، مطالباً بضرورة حل الأزمة التى تشهد تفاقماً بصورة متسارعة، ونحن فى شهر رمضان الكريم.

 


مواضيع متعلقة