«سَبَت» ملون على الطريق السريع: سكة السلامة يا «مسعد»

كتب: محمد غالب

«سَبَت» ملون على الطريق السريع: سكة السلامة يا «مسعد»

«سَبَت» ملون على الطريق السريع: سكة السلامة يا «مسعد»

«أسبتة» بألوان مبهجة وضعها على دراجته، تلفت أنظار المارة وقائدى السيارات على الطريق الدائرى، خلال رحلته اليومية، التى تنطلق من منطقة «المريوطية» فى الهرم إلى ما تشاء الأقدار، فربما تنتهى فى المعادى أو حلوان أو أبعد من ذلك.

«مسعد أبوعمرو»، يقود دراجته بثبات يوحى إلى من حوله بأنه اعتاد الخطر، ولا يهاب الطرق السريعة، لكنه فى حقيقة الأمر يخاف من السرعة الجنونية للسيارات، فيشعر بهوائها المنطلق بقوة، ويُفزعه صفيرها المرعب، خصوصاً أنه سقط من فوق الدراجة أكثر من مرة، ولولا ستر الله ما كانت الأمور مرت بسلام.

يقوم صاحب الـ42 عاماً بالمهمة نفسها يومياً، لكن فى شوارع مختلفة، منذ كان شاباً فى عمر الـ19. مشوار طويل ساعدته فيه زوجته، حيث تقوم بتزيين «السَبَت» بألوانه المبهجة، وتضع الورود عليه، ليبيعه «مسعد» بـ 15 جنيهاً، ويكسب من ورائه جنيهين ونصف الجنيه، حيث تصل تكلفته الفعلية قبل إضافة مكسبه إلى 12 جنيهاً ونصف: «أصل السَبَت الفاضى لو بعناه من غير ألوان مايجيبش قرش، وكمان إحنا بنحب الألوان الجميلة والمبهجة فى كل منتجاتنا».

لـ«مسعد» من الأبناء أربعة، وكلما تذكر حالهم، قرر مضاعفة العمل والكفاح من أجلهم، فما إن يسأله أحد: كيف تتحمّل التجول بالدراجة يومياً منذ الصباح الباكر إلى ما بعد العشاء؟ يقول: «علشان عيالى.. عايز أأكلهم بالحلال، ونفسى يبقوا أحسن منى، مع إنى مش قادر أوديهم مدارس، ومش معايا فلوس مصاريفها».

يتمنى «مسعد»، أن يقوم بعمل مشروعه الخاص، عبارة عن سيارة مليئة بأنواع وألوان مختلفة من الـ«أسبته»، الحلم الذى يراه صعب المنال: «كله عند ربنا، المكتوب هيجى لنا ونصيبنا هنشوفه».

المشكلة التى تؤرّق «مسعد» دائماً، هى التلف الذى يلحق بالدراجة بسبب كثرة المشاوير، فتحتاج أحياناً إلى صيانة كل ثلاثة أيام، أو أسبوعياً، فيقوم بإصلاحها عند العجلاتى، رغم مبيعاته المحدودة، فيحمد الله على ذلك، ويعاود مهامه اليومية.


مواضيع متعلقة