بالفيديو| عمار الشريعي.. "مسحراتي مصر البهية" (دولة المسحراتية 1)

بالفيديو| عمار الشريعي.. "مسحراتي مصر البهية" (دولة المسحراتية 1)
- رمضان
- مسحراتي
- عمار الشريعي
- رمضان
- مسحراتي
- عمار الشريعي
- رمضان
- مسحراتي
- عمار الشريعي
- رمضان
- مسحراتي
- عمار الشريعي
"مسحراتي مصر البهية، اصحى وصبّح رب البرية، مشيت أرتّل وأنشد وأجوّد، وصوتي يجري بين النواصي.. اصحى يا نايم"، تلك مقدمة اختارها الموسيقار الراحل عمار الشريعي، لينضم بها إلى قائمة طويلة من الذين أدخلوا مهنة "المسحراتي" إلى قلوب المصريين من أقرب أبوابها، غير أن أكثر ما شغل "الغوّاص" أثناء تسحيره المصريين على مدار 30 يوما خلال رمضان عام 2010، هو بث قيمة إنسانية أو عادة أصيلة غابت عن تقاليد المصريين، وتارة أخرى يعرّج على منطقة في شوارع مصر، يتغزل بها وينشد أغانٍ تصف روعتها، ليصبح "مسحراتي مصر البهية" متحدثا باسم كل شيء أصيل في "المحروسة".
"لو كنت بحري لازم أجبّل، بوي يابوي يابوي يابوي.. وإن كنت جبلي لازم أبحّر".. رسالة قصدها الشاعر جمال بخيت، كاتب كلمات تلك الملحمة، ليعبر بها عن ضرورة توحد المصريين في شخص واحد، وهو ما يتسق مع المطلب الذي طلبه منه الموسيقار عمار الشريعي، أثناء تحضير العمل، بشأن رغبته في تجسيد شخصية "مسحراتي" مصري يضحك ويبكي ككل المصريين، ويعيش زمنهم ويعبّر عن مشكلاتهم، إلا أن شرطه الوحيد للمشاركة في ذلك العمل كان عدم منع أحد لأي حلقة من حلقات العمل، وتوصيل أي رسالة يريدها صانعو العمل مهما كانت حساسيتها.
لم يكتف "الغوّاص"، بكونه مؤديا لأناشيد "مسحراتي مصر البهية" وصائغا لنغماتها، بل قرر أن يضفي مزيدا من التشويق للعمل بالظهور كـ"مسحراتي كاجول" يرتدي ملابس عادية ويجوب الشوارع لتسحير الناس، وذلك باستخدام بعض الأدوات التكنولجية الحديثة في التصوير، والتي اعتمد عليها المخرج أحمد المهدي بناء على طلب "الشريعي"، الذي رفض أن يظهر كـ"مسحراتي" ثابت لا يتحرك، ويكتفي بالغناء فقط.
"هاجيبك هاجيبك هاجيبك يا فول.. يا أكل الغلابة الناس الطيابة، اتفرج يا بابا بيغزي العقول.. هاسيبك يا لحمة، وأروح للمزاحمة، على شان فيه رحمة وممكن أنول.. يا لحمة يا لحمة انا رايح للفول"، ذلك كان نصيب الكادحين في ملحمة "مسحراتي مصر البهية"، ويذهب وراءهم، في موضع آخر من الملحمة، ليصل معهم إلى حي "الحسين" الذي تظهر فيه أصالة المصريين، ليصدح صوته مغنيا: "مسحراتي يا ليل يا عين، مشيت في حضرة سيدنا الحسين، مشيت أدور أنا ودليلي، على صنايعي خان الخليلي، لقيت هواكي تحت البواكي والمشربية بشبّاكين، شبّاك يجيبلي نظرة حبيبي، والتاني طالل على مدنتين".
الرسالة السياسية كانت حاضرة بقوة في عاشر حلقات ملحمة "مسحراتي مصر البهية"، حينما تحدث صانعو العمل عن شباب مصر الأصيل العصري الذي يجب أن يساعده الجميع لتحقيق أحلامه، فهم من سيجددون شباب هذه الأمة ودونهم تصبح في كرب، ليوجه بذلك كل من الشاعر جمال بخيت والموسيقار عمار الشريعي نداء واضحا للمسؤولين بضرورة إعطاء الشباب فرصة وإهدائه "زهرة" بدلا من تهديده بـ"العصا"، فهم لم ينهبوا الأرض أو يسرقوا المال كما فعل غيرهم.
"ما تصحى يا عم فن".. هنا يخاطب "مسحراتي مصر البهية" صناع الكلمات العذبة الذين رحلوا وأخذوا الفن الجميل معهم، فحينا يخاطب شاعر الشباب أحمد رامي، الذي ذكرّه بـ"رق الحبيب" لأم كلثوم، وآخر يداعب الشاعر مرسي جميل عزيز، الذين جسدت كلماته معاني العشق والرومانسية بكل صورها، ثم ينتقل إلى ما تبقى من ذلك الفن الجميل متمثلا في شعر سيد حجاب، الذي يصف مصر بأعذب الكلمات ويتغزل هائما في حبها.