مملكة «البياعين»: قطع الطريق «أرزاق» على باب الحى

كتب: محمود الحصرى

مملكة «البياعين»: قطع الطريق «أرزاق» على باب الحى

مملكة «البياعين»: قطع الطريق «أرزاق» على باب الحى

بعد سنوات من المحاولات المتواصلة نجحت الحكومة فى «تطفيش» عشرات الباعة من محالهم التجارية، لتحول مبنى سوق النصر إلى مقر لحى غرب شبين الكوم بالمنوفية، وعندها لم يجد الباعة أمامهم سوى العودة لاحتلال أرصفة الشارع، ليصبحوا «صداعاً مزمناً» فى رأس «جمهورية مصر العشوائية». الآن أصبحت «سوق النصر» التابعة لحى غرب شبين الكوم واحدة من المشاكل التاريخية المزمنة فى المدينة، نتيجة تخبط القرارات، وتقاعس المسئولين عن أداء دورهم فى مواجهة السوق العشوائية، التى توسعت كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية، لتبتلع رصيف ومحيط مبنى رئاسة الحى، العاجز عن إزالة التعديات التى أغلقت أبوابه.

{long_qoute_1}

«الوطن» التقت عدداً من قدامى الباعة الجائلين فى سوق النصر، أشهر أسواق شبين الكوم، وبينهم تاجر الخضراوات أنور عباس، 61 عاماً، الذى قال إن «سوق النصر من أقدم أسواق المدينة»، موضحاً «فى عهد المحافظ الأسبق، المستشار عدلى حسين، أنشأت الدولة مبنى ضخماً يضم العديد من المحال التجارية فى الشارع، التى استأجرها الباعة بأسعار معقولة وقتها». وأضاف: «ساهمت السوق الجديدة فى أن تظهر المدينة بصورة حضارية وقتها، فحتى الباعة الذين كانوا يبيعون فى الشارع وقتها، التزموا بحدود الرصيف، لكن فى فترة التسعينات لجأ مسئولو الحى إلى تغيير العقود، ورفع القيمة الإيجارية، ثم علمنا بوجود خطة لطردنا من السوق، تمهيداً لتحويلها إلى مبنى لرئاسة حى غرب شبين الكوم».

وخلال سنوات قليلة نجحت الحكومة فى طرد جميع الباعة من محال السوق، وتحويل المبنى إلى مقر لرئاسة الحى، وبحسب عباس: «تم طردنا تدريجياً، وعندها لم نجد أمامنا سوى افتراش الشارع مجدداً لتغرق المنطقة فى الفوضى، وزاد عدد الباعة بعدما تم افتتاح عدد من المبانى الحيوية فى المنطقة، منها الفرع الرئيسى للبريد، وفرع قصر الثقافة، وإدارة الكهرباء، كما أن السوق تبعد خطوات قليلة عن محطة قطارات شبين الكوم، ومستشفى التأمين الصحى».

أما البائعة عزة أبوزلط، التى فرشت خضراواتها أمام بوابة حى غرب، فأشارت إلى لافتة مبنى الحى خلفها، قائلة: «زمان كانت اليافطة دى تخص سوق النصر، اللى كنا بنبيع فيه الخضار والفاكهة فى محلات، قبل ما تسحبها مننا المحافظة، وترمينا فى الشارع». وأضافت: «من وقت للتانى بتهاجمنا شرطة المرافق، وبتدوس على بضايعنا بعربياتها ولو حد اعترض يكون مصيره الحبس، وطالبنا كتير بتوفير محلات تنفع البنى آدمين، وفى مرة طلب موظفو الحى بطاقات الرقم القومى مننا، عشان يملكونا باكيات فى سوق النصر الجديد، بس اتفاجئنا بتحرير محاضر ضدنا، وكان نصيبى منها 3 محاضر بغرامات 500 جنيه».

وعن السوق الجديدة، قال البائع صابر مصيلحى، إنها ملاصقة تماماً لخط السكة الحديد، ما يجعلها مكاناً غير آمن، سواء للتجار أو الرواد، نظراً لخطورة عبور مسار القطارات المفتوح على السوق، وتابع: «المنطقة مفيهاش حد ومابيروحهاش غير المسجلين خطر ومدمن المخدرات، وده بيعرض البضايع بتاعتنا للسرقة»، وأشار إلى أن شرطة المرافق أخلت السوق، ووضعت الحواجز الخرسانية فيها أكثر من 10 مرات، إلا أن الباعة يعودون من جديد، لأنهم لا يوجد بديل لهم، موضحاً أن الباعة طالبوا أكثر من مرة بإعادة السوق للمبنى القديم، الذى تحول إلى مقر لحى غرب وفرع ثقافة المنوفية منه، أو توفير محال وباكيات لهم فى منطقة آمنة.

من جهته، قال رئيس حى غرب شبين الكوم السابق، هشام بيومى، إن «مبنى الحى كان بالفعل سوقاً للباعة، قبل أن يتحول إلى مقر للحى منذ سنوات، ولحل المشكلة المزمنة الناتجة عن انتشار الباعة فى محيط الحى، أنشأت المحافظة 150 باكية، وسلمتها للباعة، بعد إجراء دراسات وحصر لأعدادهم، إلا أنهم رفضوا تنفيذ قرار النقل، واحتجوا على مكان السوق، ومساحات الباكيات التى تم تعديلها أكثر من مرة». وأوضح: «بعدما توليت رئاسة الحى عرضت مذكرة على المحافظ، أطلب فيها نقل السوق، وإعادة تسكين الباعة الموجودين بنطاق شارع سعد زغلول، ومبنى حى غرب، ووافق عليه، لكن لم يتم تفعيل الخطة بسبب الظروف الأمنية.


مواضيع متعلقة