تعرى النساء يفضح تخاذل المجتمع.. من سيدة «ميدان التحرير» إلى «عجوز المنيا»:«إحنا آسفين»

كتب: محمد شنح

تعرى النساء يفضح تخاذل المجتمع.. من سيدة «ميدان التحرير» إلى «عجوز المنيا»:«إحنا آسفين»

تعرى النساء يفضح تخاذل المجتمع.. من سيدة «ميدان التحرير» إلى «عجوز المنيا»:«إحنا آسفين»

سيدة مسنة فى السبعين من عمرها، تجلس وحيدة فى منزلها شاردة، لا تعلم بمصيرها، ولا بقدوم نار الفتنة التى ستحرق قلبها قبل منزلها، ولم تتصور أن التهديدات التى خرجت قبل أيام بحرق منزلها ومنازل جيرانها ستصبح واقعاً أسود، بعد شائعة هزت القرية عن علاقة بين «مسيحى ومسلمة»، سقطت السيدة ضحيتها، وأقدم أشخاص تجردوا من آدميتهم على تعريتها أمام أهالى القرية فى مشهد كارثى، تم الصمت عنه لأكثر من أسبوع، إلا أن تسرب فيديو للواقعة على موقع «اليوتيوب»، ومواقع التواصل الاجتماعى، فضح تفاصيل الأزمة.

«المتعدون جردوا سيدة مسيحية مسنة من ثيابها هاتفين ومشهرين بها أمام الحشد الكبير بالشارع»، الحدث تؤكده مطرانية المنيا فى بيان لها، لتكشف عن حدث طائفى فى ظاهره، كارثى فى تبعاته، ففى وقت تؤكد فيه المطرانية الواقعة، يخرج محافظ المنيا على شاشات الفضائيات لينفيها بقوله: «بعض الشباب غير الواعى ألقى كرتين مشتعلتين على مسيحيين، ولكن عند اشتعال منزل هناك سيدات ركضن بملابس النوم».

الأزمة تخرج عن نطاق قرية «الكرم» بالمنيا، وتهز أرجاء مصر كلها، ليس لكونها حادث فتنة طائفية، وإنما لما حل بالسيدة من معاناة نفسية وبدنية جراء الواقعة الأليمة، ليتصدر هاشتاج «مصر بتتعرى»، موقع تويتر، تجد فيه من يعتذر للأم المسيحية، ومن يندد بالواقعة ويتهم الدولة بالتقصير، ومن يطالب بإقالة المحافظ، ومن يشعل وهيج الفتنة الطائفية بأحاديث عن اعتداءات مماثلة وقعت بحق مسلمات، ويتحول الهاشتاج بعدها إلى ساحة عراك.

مشهد يعيد إلى الأذهان واقعة الاعتداء على «سيدة التحرير»، التى تم التحرش بها فى الميدان أثناء الاحتفال بفوز الرئيس عبدالفتاح السيسى، وخرجت الأزمة أيضاً إلى الرأى العام، بفيديو متداول للواقعة، وإدانات واتهامات متبادلة على مواقع التواصل الاجتماعى، ليخرج الرئيس للاعتذار، وزيارة السيدة بالمستشفى، ويلخص الأزمة فى عبارة واحدة: «إحنا آسفين.. إحنا مش كويسين»، وفى الوقت الذى يختصر فيه العشرات الواقعة فى كونها نتاج فتنة طائفية، تؤكد انتصار السعيد، الناشطة فى مجال حقوق المرأة ومدير مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان، أنها تجاوزت حدود الديانة، وتمس فى مضمونها كل نساء مصر، وتسيئ إليهن ضمن سلسلة إساءات متعمدة تعرضت لها النساء خلال الفترة الأخيرة: «النساء هن من يدفعن الثمن، بامتهان أجسادهن، وإلحاق العار بهن، ليس فى تلك الواقعة فقط، فهناك سوابق أخرى لتلك الوقائع، تؤكد على تلك الجرائم، التى تُرتكب فى حق النساء».

 


مواضيع متعلقة