دراسة: سوء استخدام المضادات الحيوية يؤدي للوفاة.. وأطباء: "الناس بتاخد أي حاجة"

كتب: مها طايع ودينا عبدالخالق

دراسة: سوء استخدام المضادات الحيوية يؤدي للوفاة.. وأطباء: "الناس بتاخد أي حاجة"

دراسة: سوء استخدام المضادات الحيوية يؤدي للوفاة.. وأطباء: "الناس بتاخد أي حاجة"

أكدت عدد من الأبحاث الطبية في الولايات المتحدة الأمريكية، أن عقاقير المضادات الحيوية المقاومة للبكتيريا هي واحدة من أسباب زيادة حالات الوفاة في العالم ولا سيما في إفريقيا، حيث إن تناولها دون اكتمال الفترة العلاجية المحددة لكل منها، يمكن أن يؤدي إلى وفاة المريض، ما يزيد أعداد الوفاة، ولا سيما داخل إفريقيا بحكم أنها تضم أكثر الشعوب المتناولة للمضادات.

وكشفت دراسة حديثة تابعة للجمعية الأمريكية لعلم الأحياء المجهري ومركز والتر ريد الطبي العسكري، نشرها موقع "إن بي سي" الإخباري، اليوم، أن عدم اكتمال المدة العلاجية للمضادات الحيوية تجعلها قادرة على النمو بسرعة وقوة داخل المريض.

وأضافت الدراسة أن البكتيريا أصيبت بجزء صغير من الحمض النووي يطلق عليه اسم "البلازميد" الذي يمر بجين تعرفوا عليه لأول مرة بأمريكا أسموه "إم سي آر-1" يمنحه مقاومة للكوليستين، ما ينذر بظهور بكتيريا مقاومة للعقاقير على نطاق واسع.

وكشفت أن تلك النتيجة جاءت بعد أن عثروا على أول حالة إصابة بالبلاد لمريضة بعدوى مقاومة لكل أنواع المضادات الحيوية، لم يتم السيطرة عليها حتى بعقار كوليستين وهو مضاد حيوي مخصص للاستخدام ضد ما يطلق عليها "البكتيريا الكابوس".

وأبدى توماس فريدن، مدير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، خوفه من أن العالم على وشك مواجهة خطورة ما بعد المضادات الحيوية.

"الأنتي بيوتك".. "الروشتة" العلاجية التي يتم صرفها مؤخرا من قبل المريض أو الأهالي أنفسهم، وأحيانًا في بعض محال البقالة داخل الأرياف والمناطق الشعبية دون استشارة الطبيب، وذلك للتخلص من البكتيريا الضارة التي يعانون منها، إلا أن عواقبه الوخيمة الناتجة عن سوء الاستخدام قد تؤدي إلى الموت الحتمي، حيث قام مؤخرا فريق من الخبراء في مركز البحوث القومي لطب الأطفال، بدراسة المخاطر حول تناول العقاقير عشوائيًا، وأضرارها على الجهاز المناعي.

وأكد الباحثون الأمريكيون أن تعاطي الأدوية عشوائيا يؤدي إلى ظاهرة خطيرة جدًا تعرف باسم المقاومة على المضادات الحيوية، والتي تؤدي إلى مشكلات كبيرة على المدى الطويل، كما أنها تهدد خلايا الكلى والكبد ونخاع العظام، ما يؤدي ٳلى عدم قدرة جهاز المناعة على محاربة الميكروبات وتعطي مناعة للجراثيم.

فمنذ 5 أعوام، توصل علماء الطب إلى أن 40% من الوفيات حول العالم، نتيجة تناول المضادات الحيوية، ولا سيما دولة "الصين"، حيث يعتمد أغلب سكانها على استخدامه دون استشارة الطبيب، وأشارت الدراسات إلى أن 200 ألف شخص يموتون سنويًا، في الصين، لإقبالهم على تناول "الأنتي بيوتك"، حيث يقومون بتخزينه، بينما يصف الأطباء المضادات الحيوية كعلاج لمعظم الأمراض بنسبة 70% للمرضى، في حين يعد أن 80% من تلك الوصفات غير ضرورية، بحسب الاتحاد الصيني الطبي.

وأشارت الدراسة إلى أن معظم الحالات التي يتم استعمال المضادات الحيوية فيها بشكل عشوائي هي التهاب الأعضاء التنفسية العلوية "مثل الإنفلونزا والزكام"، فكثيرًا ما يلجأون لتناول المضادات الحيوية بشكل تلقائي دون استشارة الطبيب، إلا أن التهاب الطرق التنفسية العلوية تحدث بسبب الإصابة الفيروسية، ولا تحتاج إلى المعالجة بالمضادات الحيوية.

ويقول الدكتور طارق البحيري، استشاري الأمراض الباطنية، إن عدم اكتمال "الكورس العلاجي" للمضاد الحيوي، يؤدي إلى تكوين أجسام مضادة للبكتيريا الموجودة بالجسم، التي لا تكن كافية لمهاجمة البكتيريا، ما يؤدي إلى تسكين الألم ومن ثم تنشط هذه البكتيريا مرة أخرى وتؤدي إلى الوفاة، بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون ضعف المناعة.

وأضاف البحيري، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن تناول المضاد الحيوي في أول يومين يعطي تحسنا ظاهريًا، فيترك المريض باقي أقراص المضاد فيعطي فرصة أكبر لمهاجمة الجهاز المناعي بالتفاعل مع الأقراص المحدودة من المضاد الحيوي، فتقوى البكتيريا الضارة.

فيما قال الدكتور طارق لطفي، استشاري أمراض الباطنة والغدد الصماء، إن هناك بعض المرضى الذين يلجأون لشراء المضادات الحيوية من أماكن غير مختصة، والتعامل معه كأنه كحبة "البونبون"، دون استشارة الطبيب، ما ينذر بتكوين مناعة من البكتيريا ضد المضاد الحيوي، ما يؤدي إلى الموت.

"الناس مش معاها فلوس تروح تكشف.. فبتضطر تأخد أي حاجة تريحهم".. فحصر الدكتور لطفي أحد الأسباب التي يمكن أن تقف إلى كثرة استخدام المضادات الحيوية، إلا أن هناك بعض الأمراض التي لا تلزم لها تناولها، علاوة على أن إيقاف المضاد الحيوي بعد فترة قصيرة من تناوله يضعف من البكتيريا المهاجمة للمناعة، وذلك قد نراه في مصر بكثرة، نظرًا لقلة الخبرة الطبيبة واللجوء إلى خبرات المرضى السابقين، متابعين أحد الأمثال الشعبية "اسأل مجرب ولا تسأل طبيب"، حيث أشار لطفي إلى أن تناول العقاقير هوائيًا يشكل خطورة كبرى داخل مصر، فلا بد من استشارة الطبيب أولًا.


مواضيع متعلقة