مقرئ يبيع «لب وسودانى» لحين تعيينه فى «أوقاف البحر الأحمر»

09:52 م | الأربعاء 25 مايو 2016

على بعد أمتار من عربته الخشبية يجذبك صوته العذب وهو يرتل القرآن الكريم، ثم يتلو بعض الابتهالات التى تذكرك بأصوات كبار المقرئين. أمام كميات من اللب والسودانى والحمص، يقف «عرفة فاروق» مندمجاً ليس فى عمله بل فى ترتيل القرآن وتجويده، الكل فى شارع المول بمنطقة الدهار فى الغردقة سواء مارة أو أصحاب محال، يعرفونه، صوته العذب كان سبباً فى شهرته، حتى إن البعض يذهب إليه لا ليشترى «لب» بل ليجلس إلى جواره مستمعاً ومستمتعاً بصوته.

منذ 11 عاماً ترك «عرفة» محافظة الشرقية وجاء إلى الغردقة باحثاً عن رزقه فى المدينة السياحية، ورغم استقراره فى مهنة بيع التسالى، فإنه لم يتخل عن موهبته التى يمارسها أثناء عمله وجولاته فى شوارع الغردقة: «أطرب آذان الناس بالقرآن وأسليهم باللب والسودانى».

حفظ القرآن فى كُتَّاب قريته منذ الصغر وكان دائماً ما يقرأ القرآن فى طابور الصباح فى المرحلة الابتدائية الأزهرية، إلا أنه لم يكمل تعليمه وترك المدرسة فى الصف الثانى الإعدادى لظروف أسرية وحاجة والده إليه للعمل معه لتوفير نفقات الأسرة: «اشتغلت مع والدى فى الأرض وكنت أثناء شغلى أجوّد القرآن وكان الناس بيفتكروا الصوت ده طالع من الراديو واتفاجئوا لما عرفوا إن أنا، ومن يومها لقبونى بالشيخ».

يجوِّد «عرفة» القرآن بقراءة «حفص عن عاصم» ويقول إنه جوَّد ورتَّل فى عدة مناسبات دينية أقامتها مديرية الأوقاف بالبحر الأحمر، لافتاً إلى أن المحافظ استمع إليه مرة وأبدى إعجابه بصوته: «الشيخ رفعت ثابت وكيل وزارة الأوقاف بالبحر الأحمر، يعرفنى جيداً ويحب سماعى وشاركت بتلاوة القرآن معه فى أكثر من مناسبة دينية وجميع مشايخ الأوقاف أشادوا بصوتى فى التجويد والترتيل والابتهالات، حتى إن مدير الأوقاف وعدنى بتوفير وظيفة لى، ولكن تعطل استخراج بعض أوراق تغيير محل الإقامة إلى الغردقة هو العقبة الوحيدة أمام حصولى على وظيفة».