بروفايل| هيبة الله أخونزاده.. زعيما لـ"طالبان" مدى الحياة

كتب: دينا عبدالخالق

بروفايل| هيبة الله أخونزاده.. زعيما لـ"طالبان" مدى الحياة

بروفايل| هيبة الله أخونزاده.. زعيما لـ"طالبان" مدى الحياة

لم يمض أسبوع واحد على مقتل الملا أختر منصور زعيم حركة "طالبان" الإرهابية المسلحة المصنفة من بين الأشد فتكا وتأثيرا في العالم، حتى اعترفت الحركة بذلك الحادث، اليوم، واتفقت على تعيين الملا هيبة الله أخونزاده زعيما جديدا لها، واختيار مساعدين له هما سراج الدين حقاني، والملا يعقوب ابن مؤسس الحركة الملا عمر.

16 شهرا فقط كانت فترة ولاية الملا منصور، للحركة الإرهابية التي أسسها أسامة بن لادن، في هجوم بطائرة من دون طيار، ليعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الاثنين الماضي، مقتل الملا بينما كان يخطط لهجمات تشكل "تهديدات محددة ووشيكة" ضد القوات الأمريكية في أفغانستان، ليحصل هيبة الله النائب السابق للملا أختر على التوافق بالإجماع في مجلس شورى الحركة وتعهد جميع أعضاء المجلس الولاء له، ويحل في المنصب الأهم بالحركة الذي بموجبه يتمتع بحقوق شرعية لا يجوز مخالفة أمره فيها، ويبقى في منصبه حتى الموت، ولا يمكن عزله إلا إذا خالف التعليمات الدينية، أو عجز عن القيام بمسؤولياته.

لم يتمتع أخونزاده بشهرة كبيرة كسابقيه في نفس المنصب، إذ لم تتوافر عنه العديد من المعلومات، ورجح تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية مولده بين عامي 1966 و1971، لأب فقيه بمنطقة بانغواي في إقليم قندهار الجنوبي، لينتمي إلى قبيلة "نورزاي"، على غرار سلفيه الملا عمر والملا أختر منصور.

لجأ إلى باكستان إبان الاحتلال السوفياتي عام 1980، قبل أن يلتحق بصفوف حركة طالبان بعد الإعلان عنها في منتصف التسعينات، بحسب تقرير لموقع "فرانس 24".

عمل قاضيا في المحاكم الشرعية إبان حكم "طالبان" لأفغانستان حتى ترأس مجلس القضاء بالحركة منذ 1996 وحتى 2001، وأحد علماء الدين البارزين، كما كان نائبا لسلفه، وأصدر العديد من الفتاوى المؤيدة للهجمات على الولايات المتحدة، ما يجعله زعيما دينيا أكثر منه عسكريا، على حد ذكر أحد الخبراء لـ"فرانس 24"، مؤكدا أن اختياره لكون الأكبر سنا والأوسع خبرة ومنعا من الانشقاقات والانقسامات.

أقام الزعيم الجديد لطالبان في جنوب باكستان، حيث تولى إمامة أحد المساجد بعد طرد الحركة من السلطة في كابول إثر الاجتياح الأمريكي العام 2001، وعينه الملا منصور، نائبا له إلى جانب سراج الدين حقاني زعيم الشبكة القوية المتحالفة مع طالبان، العام الماضي، بعد فترة طويلة من البقاء في الظل.

ويرث القائد الجديد، نفس التحديات التي واجهت منصور، حسبما قال مايكل سيمبل، بروفيسور في معهد دراسة تحويل النزاع والعدالة الاجتماعية بجامعة كوينز في عاصمة شمال أيرلندا، لـ"فرانس 24" ، وأنه سيكون عليه القيام بإقناع بقية الحركة بشرعيته.

ورجح تقرير "سي إن إن" أن هيبة الله عاش معظم حياته داخل أفغانستان، إذ لا يوجد أدلة على سفره، ووصف آرائه بـ"المتشددة"، مضيفا "يبدو لدينا الملا محمد عمر جديد، أخوندزاده يماثله في سياساته ولا يقبل المساومة".


مواضيع متعلقة