الأسود لا يليق بالشهداء
- التواصل الاجتماعى
- الجماعات المتشددة
- الحق فى الحياة
- السد العالى
- الطائرة المصرية
- العمليات الإرهابية
- العمود الفقرى
- حقائب المسافرين
- رد اعتبار
- شارل ديجول
- التواصل الاجتماعى
- الجماعات المتشددة
- الحق فى الحياة
- السد العالى
- الطائرة المصرية
- العمليات الإرهابية
- العمود الفقرى
- حقائب المسافرين
- رد اعتبار
- شارل ديجول
- التواصل الاجتماعى
- الجماعات المتشددة
- الحق فى الحياة
- السد العالى
- الطائرة المصرية
- العمليات الإرهابية
- العمود الفقرى
- حقائب المسافرين
- رد اعتبار
- شارل ديجول
- التواصل الاجتماعى
- الجماعات المتشددة
- الحق فى الحياة
- السد العالى
- الطائرة المصرية
- العمليات الإرهابية
- العمود الفقرى
- حقائب المسافرين
- رد اعتبار
- شارل ديجول
حين يصبح أغلى أمنياتك «لوحة رخامية» تدوّن عليها اسم إنسان عزيز، و«مقبرة لائقة» تضع عليها الورود فى الأعياد، تزورها ليتحول «الموت» إلى «يقين» تشتم رائحته وتضمه وتطمئن على مكان الأحبة.. هنا لا تسأل أماً أو أباً، أو زوجاً، أو ابناً عن التعويضات وسيناريوهات انفجار الطائرة المصرية المنكوبة «إيرباص MS804»!.
لا تسأل عن مرارة الفقد، ولا لون الحداد المفروض على مصر، ولا الدمع الذى فقد ملوحته ولا النحيب الذى اختنق بأحبالنا الصوتية.. «فتش عن الإنسان»، ذلك الذى لم يتبق منه إلا إصبع أو قدم قد يحدد هويتها تحليل الـDNA لتسترد الجنازات طعمها المفقود.
«فتش عن الوطن».. هذا الذى تحاصره المؤامرات، وتخطف من أبنائه «الحق فى الحياة»، وتستنزف جنوده فى جبهات متعددة، وتنهك اقتصاده لتركع مصر.. فتش عن «الإخوان الشامتون» وأعوانهم من العملاء والنشطاء، لتسترد ثقتك فى تراب البلد فتقبّله ثم تحلّق على الخطوط الوطنية «مصر للطيران».
فى كنيسة «العذراء والقديس أثناسيوس» وقف صليب من الورود يحمل صورة «يارا هانى فرج»، المضيفة الشابة، الكنيسة تتشح بالسواد وصديقاتها يرتدين الأبيض، فالأسود لا يليق بالشهداء.
لم يجد كاهن الكنيسة عزاء يواسى به أهلها فقال: «لأن يارا عروس تُزف للسماء نصلى لها بالطقس الفرايحى حيث تعيش الكنيسة أيام الخماسين»!.
كم عروساً وعريساً زفتهم الملائكة من بطن البحر الغادر بموكب يليق بالشهداء إلى السماء؟.
كم مرة سنصافح الموت ونعانقه، كلما فارقنا أسرنا واخترقنا السحاب مثل ضوء عنيد يعرف هدفه جيداً لا تكسره العواصف ولا يهزمه الظلام ونحن نردد للمسافرين: «اربطوا الأحزمة.. سترة النجاة أسفل المقعد»، دون أن يدرى أحدنا هل سنفوز بالنجاة أم بالشهادة؟!.. هذا هو لسان حال كل من يعمل بالطيران والضيافة.
«جنود» لا نعرف عنهم سوى «الابتسامة» التى تستقبلنا وتودعنا، وتتحمل سخافاتنا ومضايقاتنا، ونحن نعيش حالة «رفاهية مفتعلة» لساعات قليلة هى مدة الرحلة، لنقف بعدها فى طابور الجوازات كـ«الألف».. بعد أن نكون قد صدرنا طاقتنا السلبية وعقدنا النفسية لطاقم الضيافة!!.
حين اختفت طائرة «مصر للطيران» كنا ضمنياً نعلم مصيرها، وحين تأكد سقوطها لم نفتش حقائب المسافرين لنعرف الحكايات المغزولة بمشاعر الإحباط والألم، وأحلام الغد الذى جاء مروعاً ومفزعاً. لم يتبق من الأم «ميرفت زكريا» إلا صورة تضم فيها ابنتها، ودموع بلا لون مثل موتها المفاجئ.. حتى الحكايات ضاعت، «فلتحيا الذاكرة».
الطائرة أرسلت استغاثة، لا لم ترسل.. انطلق منها دخان، لا لم يحدث.. «الطيار انتحر».. شائعات وإعلام مأجور وتبادل للاتهامات هدفه الإيقاع بين «مصر وفرنسا».. والضحية كابتن طيار «محمد شقير» يُقتل مرتين، مرة بحكم مهنته ومرة حين ينهشون سمعته.
الجميع يستبقون التحقيقات، والإعلام يلتهب بالتكهنات والشائعات، ومواقع التواصل الاجتماعى -كعادتها- تحول المأتم الجماعى إلى جلسة نميمة.. ويكسر والد كابتن «شقير» الصمت: «دول ولادك وأبناءك يا ريس: جيب حقهم».
إنه حق بلد بأكمله فيه أفضل طيارين على مستوى العالم، وفيه منظومة أمنية إن لم تطابق الموجودة فى مطار «شارل ديجول» فهى لا تقل عنها.. وبحسب مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، فهناك 57 شخصاً ممن يعملون فى مطار «شارل ديجول» سُحبت منهم بطاقاتهم الأمنية بعد تسجيل إشارات حول تطرفهم وعلاقتهم بالجماعات المتشددة.. (لا تعايرنى ولا أعيارك الإرهاب طايلنى وطايلك)!.
لن أتبنى «الإرهاب» تفسيراً لسقوط الطائرة المصرية، ولكن أى قراءة متأنية لبيان تنظيم «الإخوان» الإرهابى تؤكد أن العمليات الإرهابية هى سلاحهم فى محاولتهم المستميتة لإسقاط النظام.
يقول البيان على لسان متحدثهم طلعت فهمى: «مصر للطيران تخرج من الخدمة بعد السد العالى، وقناة السويس، والسياحة، والجنيه». والرد لا بد أن يكون مدوياً من شعب «30 يونيو» ليس بـ«هاشتاج» على «تويتر» بل بالسفر فعلياً على خطوط «مصر للطيران».. لأن سقوطها ضربة تقصم العمود الفقرى لاقتصادنا، وبقاءها رد اعتبار للشهداء.
«ابقى اسألى عن أمى.. وحشتينى وعندى إحساس إنى مش هشوفك».. هذه كانت آخر كلمات المضيفة «سمر عز الدين» لصديقتها «هدى هانى» قبل إقلاع الطائرة من باريس.. وتركت لنا صورة تحمل فيها حقيبتها الغارقة فى مياه البحر ومن خلفها يظهر جزء من طائرة محطمة!.
صدقت نبوءة «سمر»، تحقق حدسها، وحسم الموت الغامض الحيرة التى فرضتها علينا صورتها.. حسم قاس رادع لكل من يتصور إمكانية اقتناص «دقيقة» أطول على قيد الحياة.
لكنه موت مشرف، مكلل بأزهار البطولة، فيه خلود يتجاوز الدنيا بطولها وعرضها.. إنه موت بطعم الحياة.
- التواصل الاجتماعى
- الجماعات المتشددة
- الحق فى الحياة
- السد العالى
- الطائرة المصرية
- العمليات الإرهابية
- العمود الفقرى
- حقائب المسافرين
- رد اعتبار
- شارل ديجول
- التواصل الاجتماعى
- الجماعات المتشددة
- الحق فى الحياة
- السد العالى
- الطائرة المصرية
- العمليات الإرهابية
- العمود الفقرى
- حقائب المسافرين
- رد اعتبار
- شارل ديجول
- التواصل الاجتماعى
- الجماعات المتشددة
- الحق فى الحياة
- السد العالى
- الطائرة المصرية
- العمليات الإرهابية
- العمود الفقرى
- حقائب المسافرين
- رد اعتبار
- شارل ديجول
- التواصل الاجتماعى
- الجماعات المتشددة
- الحق فى الحياة
- السد العالى
- الطائرة المصرية
- العمليات الإرهابية
- العمود الفقرى
- حقائب المسافرين
- رد اعتبار
- شارل ديجول