"طالبان".. من 1994 حتى مقتل زعيمها "الملا أختر"

"طالبان".. من 1994 حتى مقتل زعيمها "الملا أختر"
تمثل حركة طالبان الأفغانية التي قتل زعيمها الملا أختر منصور السبت الماضي، في باكستان في ضربة لطائرات أمريكية من دون طيار، إسلاميين مسلحين ظهروا في أفغانستان خلال الحرب الأهلية نهاية صيف 1994.
وتولى الملا منصور قيادة الحركة الجهادية في يوليو 2015 بعد إعلان وفاة مؤسسها الملا محمد عمر لأسباب صحية العام 2013، بحسب طالبان.
وتأسست طالبان في 1994 في مخيمات لاجئين أفغان في باكستان، وأحرزت تقدما كبيرًا في مناطق الباشتون حيث أصولها (جنوب وشرق) ووعدت بإرساء الأمن والعدالة في أثناء حرب أهلية دامية (1992-1996) بعد حرب ضد الاحتلال السوفياتي (1979-1989).
واستولت حركة طالبان بدعم من باكستان، دون معارك على قندهار في قلب مناطق الباشتون في أكتوبر 1994 ثم على كابول في 26 سبتمبر 1996 بموافقة أمريكية ضمنية.
وأقامت الحركة في حينها نظام رعب غير مسبوق في افغانستان ودمرت تمثالي بوذا في باميان في مارس 2001.
وأصبحت الأراضي التي تسيطر عليها طالبان ملجأ للجهاديين من العالم اجمع حيث كانوا يتدربون حتى العام 2001.
وبعد الاعتداءات في الولايات المتحدة في 11 سبتمبر شنت واشنطن وحلفاؤها في حلف شمال الاطلسي عملية عسكرية في افغانستان.
ونأت كل من السعودية ودولة الامارات بنفسها عن الحركة بعد ان اعترفتا بها، ووحدها باكستان اقامت علاقات دبلوماسية معها.
وسقط نظام طالبان في السادس من ديسمبر 2001 وفر قادتها مع قادة تنظيم القاعدة خصوصا إلى المناطق القبلية الجبلية في باكستان حيث أعادت تنظيم قواتها "لطرد الصليبيين" من أفغانستان.
وتكثفت الاعتداءات والكمائن ضد القوات الغربية وحكومة الرئيس البشتوني حميد كرزاي الذي انتخب في أكتوبر 2004 واعتبرت طالبان انه "دمية بايدي الاميركيين".
وفي 2009 دانت طالبان اعادة انتخاب كرزاي الذي خلفه في 2014 الرئيس الحالي اشرف غني.
وانهى الحلف الاطلسي مهمته القتالية في افغانستان في 31 ديسمبر 2014 التي استبدلت بعملية لتدريب ودعم الجيش الافغاني مع حوالى 13 الف عسكري بينهم 10 الاف اميركي.
وفي يوليو 2015 استضافت باكستان أولى المباحثات المباشرة بين كابول وطالبان بدعم من واشنطن وبكين. لكن الحوار توقف مع اعلان وفاة الملا عمر.
وفي 2015 أحرزت طالبان التي تواجه بروز تنظيم الدولة الاسلامية الجهادي الذي انضم اليه حوالى 10 من قادتها السابقين، اكبر تقدم عسكري لها منذ 2001. واستولت الحركة لفترة وجيزة في سبتمبر على مدينة قندوز واعلنت مسؤوليتها عن سلسلة اعتداءات دامية خصوصا في كابول.
وفي موازاة ذلك استؤنفت الاتصالات بهدف تحريك الحوار. وفي نهاية أبريل وصل إلى باكستان وفد من مكتب الحركة في قطر الذي اعلن عنه في يونيو 2013.
وبعد إعلان مقتل زعيمها الذي لم يكن موضع إجماع، عقدت حركة طالبان اعتبارا من مساء الأحد مجلس شورى في مكان سري لتعيين خلف له.