صحف ومواقع عالمية: الإرهاب طال الطائرة المصرية بجهاز متطوّر

08:08 م | الجمعة 20 مايو 2016

سلطت الصحف ووسائل الإعلام العالمية، أمس، الضوء على حادث الطائرة المصرية التى اختفت خلال رحلتها من مطار «شارل ديجول» الفرنسى إلى مطار القاهرة، ولمحت أغلب وسائل الإعلام الغربية إلى شُبهة وجود عمل إرهابى وراء الحادث، مؤكدة فى الوقت ذاته أن الحادث فى هذا التوقيت يُعد بمثابة ضربة جديدة تواجهها مصر وقطاع السياحة المصرية بعد حادث الطائرة الروسية فى نهاية العام الماضى.

{long_qoute_1}

وقال موقع «ستراتفور» الأمريكى، المعنىّ بالدراسات الاستخباراتية والأمنية والمعروف باسم «وكالة المخابرات المركزية فى الظل»، فى تقرير له، إن «احتمالات العطل الفنى للطائرة هى الأقل درجة على الإطلاق، حيث إن الأعطال الفنية غالباً ما تتركز خلال الإقلاع أو الهبوط فقط حين يكون الضغط على الطائرة فى أقصى طاقاته»، وأضاف الموقع الأمريكى: «رغم ذلك، لا يمكن استبعاد فكرة أن الطائرة تعرضت لضرر فى جسمها الخارجى، كما أن احتمالات ضربها بصاروخ أرض جو قائمة أيضاً، رغم أنه غير معروف أن الميليشيات المتطرفة التى تعمل فى مصر ومحيطها تمتلك مثل هذه القدرات الصاروخية».

وتابع الموقع: «الاحتمال الأكثر توقعاً هو أنه تم تفجير الطائرة من خلال جهاز متفجرات متطور نوعاً ما، خصوصاً أن أصغر عبوة ناسفة يمكن أن تتسبب فى ضرر هائل لجسم الطائرة بما يفضى فى النهاية إلى تحطمها»، مشيراً إلى أنه فى حال صحّت احتمالات العمل الإرهابى فإن احتمالات وجود مساعد للإرهابيين من داخل المطار لا تزال محتملة، حيث يُحتمل تورط أى شخص فى هذا العمل الإرهابى.

وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن مصر عادت من جديد لتتصدر واجهة الاهتمام العالمى بعد حادث اختفاء طائرة «مصر للطيران»، أمس الأول، مشيرة إلى أن «المسئولين المصريين اتخذوا موقفاً أكثر جدية من الموقف الذى تم اتخاذه خلال حادث تحطم الطائرة الروسية فى أكتوبر الماضى، لأنهم باتوا أكثر تحمساً لتجنب أى انتقادات محتملة بعد ما حدث فى التعامل مع أزمة الطائرة الروسية».

وذكرت إذاعة «إن بى آر» الأمريكية أن «أزمة اختفاء الطائرة المصرية تُعد حلقة جديدة فى سلسلة الويلات التى تعانى منها مصر فى الفترة الأخيرة»، مشيرة إلى أن السبب ربما لا يكون معروفاً حتى الآن، ولكن الحادث نفسه يضاف إلى سلسلة الصدمات العنيفة التى تضرب مصر التى تعانى على مستويات وجبهات مختلفة، خاصة أن الحادث يعد الثانى على مدار 8 أشهر فقط.

فى الوقت ذاته، قالت مجلة «إنكويستر» الأمريكية إن «الإرهاب بات هو الأمر الجديد المعتاد يومياً، ويبدو أنه طال الطائرة المصرية التى اختفت أمس الأول أيضاً، ما يجعل البعض يتساءل عن عدد الحوادث الإرهابية التى تم إحباطها على مدار الفترة الماضية ولم يعلن عنها».

وأشارت شبكة «سى بى إس نيوز» الأمريكية إلى أنه على الرغم من أن عملاً إرهابياً هو الأكثر احتمالاً وراء اختفاء الطائرة المصرية فإن الواقع هو أنه ليس هناك أى دليل ملموس بعد على تلك الفرضية.

ونقلت الشبكة عن «جون هالينسكى»، نائب مدير وكالة «سلامة النقل الأمريكية» السابق، قوله إن «الإرهاب بات يتطور بسرعة كبيرة بشكل لم يعد للسلطات القدرة على محاكاته، حيث إن الإرهابيين باتوا أكثر إدراكاً للتقنيات التى تتبعها أجهزة الأمن بالمطارات العالمية والسياسات الأمنية المختلفة»، مؤكداً أنه «إذا وُضعت عبوة ناسفة صغيرة الحجم داخل الطائرة فى المكان المناسب فإنها قادرة على صنع أضرار هائلة لجسم الطائرة، وهو أمر أصبح سهلاً، نظراً لتكراره فى الفترة الأخيرة».

من جانبها، قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، أمس، إن «مصر تعرضت من جديد للعنة الإرهاب، وسيكون قطاع السياحة من جديد هو المتضرر الأول، حيث إن الأعمال الإرهابية الدامية الأخيرة التى تعرضت لها مصر دفعت السياح إلى التراجع عن قضاء عطلاتهم فى الدولة التى كانت تُعد يوماً أحد أبرز المزارات السياحية فى العالم».

وقالت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية إن «باتريك كالفار، رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الفرنسية، حذر قبل 9 أيام من حادث الطائرة المصرية، موضحاً أن فرنسا باتت هدفاً رئيسياً للإرهاب.

وأبرزت «التايمز» البريطانية التكهنات التى تشغل أجهزة الاستخبارات الغربية بشأن أسباب الحادث، ونقلت الصحيفة عن ضابط بالاستخبارات الأمريكية قوله: «الولايات المتحدة تعتقد أن انفجاراً داخل الطائرة وراء سقوطها، لكن ما يجب معرفته الآن: هل حدث ذلك نتيجة عطل تقنى أم أنه ناتج عن عمل إرهابى؟»، كما أشارت الصحيفة إلى آخر التصريحات التى صدرت عن وكالة الاستخبارات الروسية والسلطات المصرية، حيث لم تستبعد كلتاهما إمكانية العمل الإرهابى فى حادث الطائرة.

واهتمت الصحيفة بتفاصيل حياة المواطن البريطانى الذى كان على متن الطائرة، وهو ريتشارد أوسمان، البالغ من العمر أربعين عاماً، وهو متزوج وأب لطفلين، وكان يقوم برحلات منتظمة إلى القاهرة بحكم عمله لصالح شركة متخصصة فى مناجم الذهب.