"وفقي" رسم شماسا بالمنيا قبل أسبوع من مصرعه في تحطم الطائرة

06:38 م | الجمعة 20 مايو 2016

قالت أسرة وفقي إسحاق ميخائيل دواد، ابن قرية صفط اللبن التابعة لمركز المنيا، الذي كان على متن الطائرة المصرية القادمة من فرنسا وتحطمت فوق المياه الإقيلمية المصرية بالبحر المتوسط، أن الأنبا إغاثوث أسقف عام مطرانية مغاغة والعدوة للأقباط الأرثوذكس رسمه في يوم 8 من شهر مايو الجاري شماسا.

وقال رؤوف إسحاق منير، شقيق وفقي، إن شقيقه المتوفى، (48 عاما)، كان في مصر قبل نحو أسبوعين، حيث حضر من فرنسا وبرفقته الطفل جوناثان ابن شقيقه أيمن الذي يعمل أيضا في فرنسا، وذلك في زيارة سريعة استغرقت نحو أسبوع لكي يتم رسامته شماساً هو وابن شقيقه، وبعد أن تم رسامته في يوم الأحد الموافق 8 مايو الجاري عاد مرة أخرى إلي فرنسا، حيث إن جوناثان كان مرتبطا بأداء امتحانات هناك، وقرر وفقي العودة مرة أخرى إلى مصر لاستكمال إجازته.

وأضاف أيمن إسحاق، شقيق وفقي، أنه عاد من فرنسا بعد وقوع الحادث، وأنه كان على تواصل واتصال مستمر بشقيقه وفقي أثناء وجود في فرنسا، حيث يعملان في أعمال المقاولات والإنشاءات، وقبل الحادث بيوم واحد وتحديداً في مساء يوم الثلاثاء الماضي "قبل أن يستقل "وفقي" الطائرة قمت بالاتصال به، ولم يكن قد حجز بعد في هذه الرحلة، وتوجه إلى المطار قبل إقلاع الطائرة بفترة طويلة وتمكن من حجز تذكرة".

وتابع أيمن "استيقظت في يوم السفر في الرابعة فجرا، وكنت أشعر بحالة من القلق ولم أتمكن من النوم مرة أخرى، حتى تلقيت اتصالا من أحد أصدقائي يبلغني باختفاء الطائرة التي استقلها شقيقي فقررت العودة إلى مصر في هذا الموقف الصعب لأكون بجوار الأسرة، كما أننا وجدنا تعاملا جيدا من السلطات الفرنسية ووزارة الخارجية بفرنسا عندما علموا أننا أقارب الضحايا، ووجدنا تعاوناً كبيراً حتى وصلنا إلى مصر، ووجدنا تعاملا غير مرضٍ مقارنة بالمعاملة في فرنسا".

وقال أشرف تادروس شقيق زوجة وفقي، إن وفقي كان معروفا عنه حب الخير والعطاء، وكان يشبه الأنبا إبرام في العطاء، لافتا إلى أنه قبل أن يسافر إلى فرنسا قام بالوفاء بنذر لقيامه بطهور ابنه يوسف، كما أنه كان يقدم مساعدات للجميع، وفي ذات مرة كان يشاهد أحد برامج التوك شو، وكان موضوع الحلقة يتضمن الحديث عن أطفال فقراء ومحتاجين، وكان وقتها يتناول لحوم في وجبة العشاء، فقال لزوجته "شيلوا اللحوم من قدامي"، وصعب عليه حال هؤلاء الأطفال وقرر أن يقدم مساعدات لهم، وقال حرفياً "مينفعشي أكل لحوم وفي أطفال مش لاقيه تأكل العيش"، كما أنه كان يقوم بإجراء الكشف للمرضي من الفقراء عند أطباء متخصصين، ويقوم باصطحابهم إلى العيادات بنفسه".

وقالت زوجته "إن وفقي كان زوجاً مثالياً ومحبوباً من الجميع، وهو صعد إلى السماء وترك طفلين، وهما يوسف وعمره عامين، وهيروسيوس 4 سنوات، وهو حاصل علي دبلوم 5 سنوات، ويعمل في المقاولات والأعمال الحرة في فرنسا منذ عام 1991، وكان في زيارة لمصر منذ نحو أسبوعين وعاد إلى فرنسا بعد رسامته شماساً لأن ابن شقيقه الذي رسم أيضاً شماساً كان معه هنا، وكان لابد من أن يقوم بإعادته لفرنسا لأداء الامتحانات".

وأشارت إلى أن زوجها "يعد من الشهداء" وأن مسؤولا رسميا بالمطار تواصل مع الأسرة وأخبرهم بالحادث بعد التأكد من تحطم الطائرة، ومن المقرر أن تتم إقامة صلاة جنازة وتراحيم بكنيسة السيدة العذراء بقرية صفط اللبن للمتوفى وفقي، وسيحضرها عدد كبير من أهالي القرية والأهل والأقارب ورجال الدين المسيحي.