«الكهرباء» تحتفل بتركيب أول توربينة «سيمنز» فى محطة بنى سويف: الإنجاز يتواصل.. ومعدل التنفيذ غير مسبوق

كتب: نادية الدكرورى

«الكهرباء» تحتفل بتركيب أول توربينة «سيمنز» فى محطة بنى سويف: الإنجاز يتواصل.. ومعدل التنفيذ غير مسبوق

«الكهرباء» تحتفل بتركيب أول توربينة «سيمنز» فى محطة بنى سويف: الإنجاز يتواصل.. ومعدل التنفيذ غير مسبوق

 

أقامت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، أمس، احتفالية ضخمة، بالتعاون مع شركة «سيمنز» الألمانية، بتركيب أول توربينات محطة كهرباء «بنى سويف» الغازية من طراز «إتش كلاس». وقال المهندس جابر الدسوقى، رئيس الشركة القابضة للكهرباء، أمس، إن المشروع يبدأ فى تغذية الشبكة الكهربية بحوالى 2400 ميجاوات بنهاية العام الحالى، مضيفاً أن «سيمنز» (المقاول المسئول عن التنفيذ) تعمل بالتوازى فى مشروعى محطتى «البرلس» و«العاصمة الإدارية»، على أن تساهم المشروعات الثلاثة فى مايو 2018 بما يقدر بـ40%‏ من إجمالى إنتاج محطات الكهرباء الحالية بإضافة 14 ألفاً و400 ميجاوات. ووصف «الدسوقى»، فى تصريحات لـ«الوطن»، المعدل الزمنى لتنفيذ مشروع بنى سويف بـ«غير المسبوق»، موضحاً أن المعدل الطبيعى لإنشاء المشروع يستغرق 5 سنوات، بينما ينفذ خلال عامين أو أقل، موضحاً بأن التكنولوجيا المستخدمة فى توربينات المحطة تستخدم لأول مرة فى منطقة الشرق الأوسط، موضحاً فيما يتعلق بصيانة المحطات أن الشركة القابضة تعاقدت مع الشركة على الصيانة لمدة 9 سنوات، والتعاون معها يمتد لمجالات نقل الكهرباء والمحولات.

{long_qoute_1}

ولفت رئيس «القابضة» إلى أن قطاع البترول أعلن الالتزام بتوريد الغاز لمواقع مشروعات المحطات الثلاث قبل 9 سبتمبر الحالى، والتزام الشركة المصرية للنقل بتوفير المتطلبات اللازمة لنقل الكهرباء وفقاً للجدول الزمنى، موضحاً أن هناك ورشة تنشأ خلال المرحلة المقبلة هى الأولى فى الشرق الأوسط لصيانة التوربينات، ومركز تدريبى للعاملين.

وقدم «ماكسيميليان إيجر»، رئيس شركة سيمنز الشرق الأوسط، فى كلمته الافتتاحية أمس، خلال احتفالية تركيب أول توربينات محطة كهرباء بنى سويف، العزاء لضحايا الطائرة وأسرهم، معبراً عن حزنه وأسفه لما حدث.

وأضاف «إيجر» أن «سيمنز» تعمل فى مصر منذ عشرات السنين بهدف مساعدة المجتمع المصرى على تحسين مستوى المعيشة، واستكمال مسيرة التنمية الاقتصادية فى ضوء خطة التنمية 2030 من خلال زيادة قدرات الكهرباء، لافتاً إلى أن الشركة بجانب المساهمة فى تنمية قطاع الكهرباء تعمل على نقل الخبرات للمهندسين المصريين من خلال تدريب حوالى 600 منهم العام الماضى للعمل فى محطات الكهرباء عقب الانتهاء من تشغيلها. وأوضح رئيس الشركة أن موقع محطة بنى سويف يعمل به 5 آلاف عامل مصرى، وأن التوربينات التى ركبتها الشركة أمس هى الأعلى فى معايير الكفاءة.

ودعا ويلّى مايكسنر، المدير التنفيذى للطاقة والغاز فى ألمانيا، المصريين للفخر بتدشين توربينات محطة بنى سويف التى تعد الأكبر على مستوى الشرق الأوسط وبمعدل كفاءة يصل إلى 60٪‏، حيث سلم نموذجاً مصغراً للتوربينات صُمم خصيصاً لمحطة بنى سويف للمهندس جابر الدسوقى رئيس الشركة القابضة للكهرباء. وأضاف «ويلّى» أن المشروعات العملاقة للكهرباء فى مصر ستحقق طفرة فى منظومة الطاقة فى الدولة من خلال زيادة قدرات البلاد لإنتاج الطاقة الكهربائية بنحو 50٪‏، ما يساهم فى خلق آلاف فرص العمل، ويمكن مصر من توفير مليار و300 دولار سنوياً نتيجة لترشيد استهلاك الوقود.

وقال ديتمير سيرسدورفر، الرئيس التنفيذى لشركة سيمنز فى الشرق الأوسط، إن إنجاز محطة بنى سويف الحالى نموذج رائع لما نطلق عليه إبداع من أجل الحياة، والمساهمة فى فتح فرص العمل أمام المواطنين سواء فى مصر أو المنطقة، مضيفاً أن إحدى الركائز الأساسية للشركة فى مشروعاتها هى المساهمة فى بناء جيل من الخبراء المصريين لمشروعات الكهرباء، ومن خلال خبرات سيمنز الهندسية يمكنها رفع الكفاءة المهنية للمصريين فى قطاع الطاقة بالتعاون مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة. ووصف المهندس أحمد السويدى، رئيس شركة «السويدى إلكتريك»، أحد الشركاء المحليين فى تنفيذ محطة بنى سويف، معدل الإنجاز بـ«الحلم» الذى كان يتحدث عنه الكثيرون منذ 6 أشهر، موضحاً أن إعطاء الثقة والفرصة للشركات المحلية للمساهمة فى إنشاء المشروعات العملاقة يمثل فرصة كبيرة وتحدياً كبيراً.

وأضاف «السويدى» أن الشركات المحلية تعمل على تحسين مستوى معيشة السكان المحيطين بمحطة بنى سويف من خلال تدريب أبناء المحافظة، والتعاون المثمر مع البدو الموجودين بالمحافظة للعمل بالموقع.

وعبر شريف حبيب، محافظ بنى سويف، عن الفخر بحضور حدث وصفه بـ«العالمى» لتدشين أكبر محطة كهرباء فى العالم بالمحافظة من خلال تركيب التوربينات، موضحاً أن المجهود الذى بذلته وزارة الكهرباء خلال عامين غير مسبوق فى تاريخ القطاع، بخاصة تدشين أكثر من 6 آلاف ميجاوات للشبكة القومية للكهرباء خلال عام، والوصول بتكلفة الكيلووات ساعة إلى 440 دولاراً.

وكشف المهندس أسامة عسران، نائب وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، عن أن أهم ميزات توربينات محطة بنى سويف الغازية من طراز «إتش كلاس»، أنها الأكثر كفاءة وسرعة فى الدخول على الشبكة الكهربائية، بتكلفة تصل إلى 2 مليار يورو، موضحاً أن التكلفة الاستثمارية للمشروعات الثلاثة التى تنفذها شركة سيمنز «بنى سويف، البرلس، العاصمة الإدارية» تبلغ فى مجملها 6 مليارات يورو، ونسبة مساهمة المكون الأجنبى فى تمويل المشروعات تصل إلى 11 مليار يورو.

وأضاف «عسران» أن مشروع محطة كهرباء بنى سويف يشارك فى تنفيذه 65 مورداً مصرياً، كما أن نسبة تنفيذ المشروع بلغت 34٪‏، وهى أعلى من معدل الجدول الزمنى المتفق عليه، ووصلت النسبة فى مشروع العاصمة الإدارية إلى 20٪‏.

وقال الدكتور عادل نظمى، رئيس النقابة العامة للعاملين بالمرافق، إن محطة بنى سويف تعد طفرة فى قطاع الكهرباء ضمن ثلاث محطات تنفذها الشركة، وأن قدرة المحطة بعد تشغيلها تقدر بثلث إجمالى إنتاج الكهرباء.

وفيما يتعلق بالعاملين، أوضح «نظمى»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن عدد العاملين فى مرحلة تدشين المشروع لا يتعدى 600 عامل، يرتفع إلى 1000 عامل مع بدء مراحل الإنشاء، بخاصة العمالة المرتبطة بعمليات البناء والتشييد، وأن النقابة تدرس توفير عقود تعيين شاملة للعاملين المشتركين بالمشروع، لتفادى بعض المشكلات التى حدثت فى مشروعات سابقة بمطالبة العاملين بالتعيين فى المحطة بعد تشغيلها من خلال وقفات احتجاجية.

وتتميز محطات الكهرباء، التى تعمل بتكنولوجيا الدورة المركبة وتستند إلى التوربينات الغازية من طراز «إتش كلاس»، بأنها تلبى احتياجات مصر بمستويات قياسية من الكفاءة، ويبلغ إجمالى الطاقة الإنتاجية للتوربينات نحو 400 ميجاوات للتوربينة، وقادرة على توفير الطاقة الكهربائية لأكثر من مليون و400 فرد.

وتتسم التوربينات بقدرتها على الاستجابة السريعة لأى متطلبات لزيادة أو تخفيض حجم الإنتاج من الطاقة الكهربية، وتكنولوجيا التوربينات اختبرتها الشركة بشكل كامل فى عام 2007.

ووقعت مصر على اتفاقية القرض لمحطة كهرباء بنى سويف فى 22 نوفمبر 2015، ووفر التمويل لهذا المشروع عبر مجموعة من المؤسسات المصرفية الدولية والإقليمية، ويدعم هذا التمويل جزء كبير من نطاق عمل شركة «سيمنز» و«السويدى»، وتغطية التسهيلات الائتمانية بشكل كبير من خلال وكالات ائتمان الصادرات.

وتبدأ محطة «بنى سويف»، الواقعة على بُعد 110 كيلومترات جنوب القاهرة، فى تغذية الشبكة القومية للكهرباء بداية من شتاء 2016، وتعمل المحطة بنظام الدورة البسيطة قبل أن ترقى للعمل بتكنولوجيا الدورة المركبة عبر إضافة المبادلات الحرارية، وبالتوربينات البخارية ليبلغ إجمالى القدرة الكهربية للمحطة 4800 ميجاوات تكفى لتزويد نحو 15 مليون مواطن بالكهرباء.


مواضيع متعلقة