«أمريكا» تفرض إرادتها لتأجيل المؤتمر الفرنسى حول القضية الفلسطينية

09:14 م | الثلاثاء 17 مايو 2016

استيقظ الفلسطينيون أمس على ضياع بارقة أمل لحل قضيتهم وذلك بعد أن أعلن الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند أن المؤتمر الدولى الذى كان من المقرر عقده فى باريس فى 30 من مايو الحالى لمحاولة إحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، تم تأجيله إلى الصيف، دون تحديد توقيت معين لانعقاده.

{long_qoute_1}

ويأتى ذلك فيما تستعد الدول العربية للاستفادة من رئاسة مصر لمجلس الأمن عبر عقد اجتماع هو الأول من نوعه بين مندوبى الدول الأعضاء بالجامعة العربية، وممثلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، للتباحث حول الأزمات التى تشهدها المنطقة، وعلى رأسها تطورات القضية الفلسطينية.

وقال «أولاند» لإذاعة أوروبا -1 أن وزير الخارجية الأمريكى «جون كيرى لا يمكنه الحضور فى 30 مايو لذلك تم تأخير المؤتمر، وسيعقد فى الصيف، وهذه المبادرة ضرورية».

وقال الدكتور بركات الفرا، السفير الفلسطينى السابق بالقاهرة لـ«الوطن»: إن الولايات المتحدة موقفها يدل على أنها ليست مع عقد هذا المؤتمر، أو على الأقل ليست مع عقده بهذه الصورة، لأنه لم يخرج من عباءتها، فهى تتحفظ على الدور الفرنسى، وتتحفظ أيضاً فى إطار دعمها اللامتناهى لإسرائيل. وتابع: «المعلن أن وزير خارجية الولايات المتحدة مشغول وطلبت الولايات المتحدة التأجيل لوقت يسمح بحضور «كيرى»، ولكنهم لم يحددوا وقت حضور الوزير الأمريكى، كما أن الولايات المتحدة مثل إسرائيل متحفظة على المؤتمر، ويفهم من هذه الذريعة أنها متحفظة على المؤتمر، لأنه ليس بمبادرة من الولايات المتحدة، وهناك انتخابات أمريكية ونفوذ إسرائيل فى ذروته ما جعلها لا ترحب بالمؤتمر».

واعتبر «الفرا» أن حل القضية الفلسطينية يأتى فقط عن طريق العرب أنفسهم، مضيفاً: «القضية لا يحلها لا مؤتمر باريس ولا أمريكا ولكن مشكلتنا نحلها نحن، لأن إسرائيل طالما مقتنعة بأنها فى أمان لماذا تتقدم فى عملية السلام، وتقول فليذهب الفلسطينيون إلى الجحيم، خاصة أن الفلسطينيين غير قادرين على إنهاء الانقسام، علاوة على الوضع العربى، فكل المشهد العربى فى صالح إسرائيل».

وحذر السفير من أن إسرائيل والولايات المتحدة يستغلون مسألة الوقت، فى ضوء استمرار التوسع الاستيطانى الإسرائيلى وتهويد القدس، مضيفاً: «مع مرور الوقت ماذا سيتبقى فى الضفة الغربية من أراضٍ، وماذا سيتبقى من القدس، نحن الآن فى مأزق».

وكان ينتظر أن تنظم فرنسا فى 30 مايو اجتماعاً وزارياً بحضور عشرين بلداً إلى جانب الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة، لكن بدون الإسرائيليين والفلسطينيين، ويفترض، فى حال نجاح هذا الاجتماع، التمهيد لقمة دولية تعقد فى النصف الثانى من 2016 بحضور القادة الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقال أولاند: «يجب أن نصل إلى ذلك (...) سنضع، مع مجمل الفاعلين، الدول الكبرى والدول المجاورة، معايير ستسمح للإسرائيليين والفلسطينيين بالالتقاء حول طاولة المفاوضات».

وشكك رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بعد لقائه وزير الخارجية الفرنسى جان مارك أيرولت، الأحد، فى «حياد» فرنسا إزاء مبادرة السلام مع الفلسطينيين، إثر تصويت باريس مؤخراً على قرار لليونيسكو حول القدس، أثار غضب إسرائيل حين أدان بشدة الاعتداءات الإسرائيلية والتدابير غير القانونية التى تتخذها إسرائيل والتى تحد من حرية العبادة، التى يتمتع بها المسلمون ومن إمكانية وصولهم إلى المسجد الأقصى الشريف.

وينطلق اليوم بمقر الجامعة العربية اجتماع تشاورى لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين بشأن التحضير للاجتماع المشترك المزمع عقده بين الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولى.