قلعة الكبش: الشقوق تصنع نوافذ البيوت.. وترميم المناطق الأثرية يدمرها

قلعة الكبش: الشقوق تصنع نوافذ البيوت.. وترميم المناطق الأثرية يدمرها
- السلطان أحمد
- السيدة زينب
- السيدة نفيسة
- القاهرة التاريخية
- المدن الجديدة
- المساجد الأثرية
- المناطق العشوائية
- برج القاهرة
- تجارة المخدرات
- تحويل مسار
- السلطان أحمد
- السيدة زينب
- السيدة نفيسة
- القاهرة التاريخية
- المدن الجديدة
- المساجد الأثرية
- المناطق العشوائية
- برج القاهرة
- تجارة المخدرات
- تحويل مسار
- السلطان أحمد
- السيدة زينب
- السيدة نفيسة
- القاهرة التاريخية
- المدن الجديدة
- المساجد الأثرية
- المناطق العشوائية
- برج القاهرة
- تجارة المخدرات
- تحويل مسار
- السلطان أحمد
- السيدة زينب
- السيدة نفيسة
- القاهرة التاريخية
- المدن الجديدة
- المساجد الأثرية
- المناطق العشوائية
- برج القاهرة
- تجارة المخدرات
- تحويل مسار
بضع درجات تصل بك إلى قمة جبل «يشكر»، الذى يطل على السيدة زينب، والسيدة نفيسة، ومن فوقه تظهر ملامح القاهرة التاريخية، بمآذنها العالية، وقلعتها الشامخة، وبرج القاهرة والأهرام، لكن كل تلك المعالم لن تصرف انتباهك عن المنطقة الرابضة فوق قمة الجبل، بحواريها وأزقتها ودروبها وشوارعها الضيفة، منازل منهارة ومحطمة، وشروخ تشطر الجدران نصفين، وإلى جوارها لوحات رخامية مزخرفة، كتب عليها الكثير من كلمات الشكر والتقدير لأعضاء مجلس الشعب عن المنطقة فى عهد نظام مبارك، بسبب «اهتمام» لم يظهر جلياً كظهور تلك اللوحات.. هنا «قلعة الكبش»، إحدى المناطق العشوائية الخطرة، التى يعيش أهلها على حافة فجوات أرضية داخل منازلهم جراء الانهيارات التى تحدث للجبل بين الحين والآخر.
{long_qoute_1}
«مدينة القطائع» هو الاسم الأول لقلعة الكبش، وهى المدينة التى بنيت على آثارها المنطقة العشوائية الحالية، حيث بناها السلطان أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية، ويتوسط المكان العديد من المساجد الأثرية، منها مسجد قايتباى الذى تم ترميمه عام 2006 ومسجد أحمد ابن طولون الشهير بمئذنته ومسجد الأمير صرغتمش الناصرى ومسجد محمد الجولى.
محمود أبوكريم، بجلبابه الأبيض، جلس يحتسى كوباً من الشاى أمام مسجد أحمد بن طولون بعد صلاة الجمعة، يتحسس الرجل جرحاً غائراً فى وجهه، ويتحدث بصوت هادئ وكلمات منمقة، ويقول إنه ولد وعاش فى قلعة الكبش، حيث جاء إليها جده منذ القدم. جاءت تسمية «قلعة الكبش»، بحسب «أبوكريم» بعدما جاء إليها مهندسو صلاح الدين، ووضعوا فيها خروفاً بعدما ذبحوه، ووضعوا آخر فى موقع القلعة الحالى، ليختبروا مدى نقاء الأجواء فى أى المنطقتين، لتكون موقعاً لبناء قلعة صلاح الدين، ففسدت لحمة الخروف فى منطقتهم الأولى، ليقع الاختيار على موقع القلعة الحالى، ومن هنا جاءت تسمية المنطقة بقلعة الكبش، حيث بنيت هناك قلعة صلاح الدين، وهنا ظل مشروع القلعة عالقاً بالاسم فقط، لكنها أصبحت قلعة للكبش الذى وضع بها وليس للقائد العظيم.
اعتاد أيمن عاطف أن يتحسس خطاه داخل منزله، فربما «تنشق الأرض وتبتلعه»، حيث انهارت الأرض من تحت أقدام جيرانه فى درب بقلعة الكبش، محدثة فجوة أرضية كبرى لا يمكن إدراكها، ولا يمتلك الرجل ولا جيرانه من الأموال ما يكفى لاستبدال مساكنهم التى تقع على حافة جبل «يشكر» من ناحية السيدة زينب، ما يضطر العديد منهم للعيش بداخل منازلهم على حافة تلك الفجوات الأرضية.
{long_qoute_2}
كان «أيمن» نائماً، حينما شعر بهزة أرضية كبيرة، وأصوات تدافع وصراخ شقيقته القاطنة بالطابق السلفى، ليهرع الرجل لأسفل ليجدها معلقة على حافة فجوة أرضية، وممسكة بباب شقتها، يمسك بيديها ويحاول وشباب المنطقة جذب السيدة ذات الجسد الضخم، لينقذوها من مصير مفجع بعدما انشقت الأرض وكادت تبتلعها.
يمر أسبوع تلو الآخر ولا يجد «أيمن» وجيرانه مفراً من العودة لمنازلهم، المائلة والمهددة بالانهيار، ولم يستغرق الأمر بضعة أيام حتى يصحو مرة أخرى من النوم على صراخ ونواح لكن تلك المرة من منازل جيرانه المواجهين لسفح الجبل، يتجه الرجل للأسفل ليجد فجوة أرضية جديدة بعمق 14 متراً، بالقرب من حافة الجبل، لتغلق الطريق على ثلاث منازل، ويحاصر جيرانها داخل منازلهم، لا يخرجون منها إلا بعد وضع بعض الألواح الخشبية.
بصوته المتهدج وملابسه الرثة أخذ «إيمن» يقول إنه فى كل مرة تظهر فيها فجوة أرضية داخل منازلهم يأتى رئيس الحى ولفيف من المسئولين مسرعين إلى المنطقة، ولا يفعلون شيئا سوى الجلوس، وينصحون الأهالى بردم تلك الفجوات على حسابهم مع وعود زائفة بنقلهم إلى مساكن جديدة، وهو الأمر الذى لا يتحقق ولا يتمنون تحقيقه، فكل ما يتمناه الرجل وجيرانه هو إعادة بناء تلك المنازل من جديد أو إصلاح أحوال المنطقة.
لا يدخل «أيمن» منزل شقيقته فى الطابق السفلى من الباب، حيث أعاقت الفجوة حركة الدخول إلى منزلها، وهى لا تملك حسب روايته ثمن أجرة عربات نقل التراب لردمها، ما اضطرها إلى تحويل مسار دخول الشقة الصغيرة من الباب نحو الشباك عبر سلم خشبى صغير.
فى المنزل المقابل، كان عصام حسن، يركّب نافذة فى الجدران الفاصلة بينه وبين جيرانه، حيث دمرت الشقوق الحائط وصنعت فجوة كبيرة، لا يتمكن الرجل من إعادة بنائها، فقام بوضع نافذة خشبية قديمة، لتشغل الفراغ: «قلنا منها نقفل الشرخ اللى فى الحيطة.. ومنها تبقى فتحة تهوية». داخل منزله يغطى بعض الحوائط بلافتات الإعلانات الكبرى للأفلام وشركات الدعاية التى حصل عليها من القمامة، فى محاولة لتجميل المنزل البائس وإخفاء الشقوق. يعتلى الرجل سطح المنزل، ويرفع بعض الأخشاب، التى يضعها، لتظهر الفجوات الكبيرة فى سقف منزله الفقير، أربع فجوات تكونت من اهتزاز الأرض من تحت قدميه، بعضها يعود لبضع سنوات، والبعض الآخر سقط على رأس زوجته وهى نائمة من بضعة شهور، ويشير إلى أحد الشقوق التى تظهر على الحائط قائلاً: «الشق ده جديد لسه حاصل من يومين». شكلت الشقوق فى جدران منزل «عصام»، خريطة متفرعة الخطوط، ينتظر الرجل أن ينهار المنزل ويسقط بهم من حافة الجبل، بين الحين والآخر: «ساعات بنام وأنا حاسس أنى مش هقوم تانى.. وإن البيت هيقع عليا».
محمد الفسخانى يقول إن 80% من منازل المنطقة حصلت على قرارات إزالة «ومش قرار واحد بس فى بيوت حصلت على أكتر من قرار»، ويشير إلى منزله الذى صدر له 4 قرارات إزالة الأول منذ الستينات، ويتذكر أحداث زلزال 1992 وكيف دمرت المنطقة لأن التربة غير ثابتة، وأضاف أن عملية ترميم أحد المتاجر الأثرية الموجودة بالمنطقة تسبب فى تصدع 4 منازل.
ويقول عمر أبومحمود، إن تجارة المخدرات تنتشر فى المنطقة بشكل كبير بسبب العشوائية التى تعيش فيها، وعدم وجود أمن، ورغم ذلك يرفض الرجل ما يعرضه عليهم المسئولون بنقل المنطقة بالكامل إلى إحدى المدن الجديدة، بسبب بُعد المسافة وعدم استطاعتهم تحمل نفقات المواصلات، يقول إن منازل المنطقة غالبيتها معرض للتصدع والهدم فى أى وقت، ورغم ذلك ما زالت هناك الإنشاءات مستمرة فى أنحاء متفرقة من قلعة الكبش بتصاريح رسمية من الحى.
- السلطان أحمد
- السيدة زينب
- السيدة نفيسة
- القاهرة التاريخية
- المدن الجديدة
- المساجد الأثرية
- المناطق العشوائية
- برج القاهرة
- تجارة المخدرات
- تحويل مسار
- السلطان أحمد
- السيدة زينب
- السيدة نفيسة
- القاهرة التاريخية
- المدن الجديدة
- المساجد الأثرية
- المناطق العشوائية
- برج القاهرة
- تجارة المخدرات
- تحويل مسار
- السلطان أحمد
- السيدة زينب
- السيدة نفيسة
- القاهرة التاريخية
- المدن الجديدة
- المساجد الأثرية
- المناطق العشوائية
- برج القاهرة
- تجارة المخدرات
- تحويل مسار
- السلطان أحمد
- السيدة زينب
- السيدة نفيسة
- القاهرة التاريخية
- المدن الجديدة
- المساجد الأثرية
- المناطق العشوائية
- برج القاهرة
- تجارة المخدرات
- تحويل مسار