أهالى «بطن البقرة»: معاركنا اليومية مع «الثعابين والعقارب»

أهالى «بطن البقرة»: معاركنا اليومية مع «الثعابين والعقارب»
- أحمد مرسى
- أكوام القمامة
- أنبوبة البوتاجاز
- الإدارة العامة لشرطة السياحة
- الجمعيات الخيرية
- الجهود الذاتية
- الدرجة الثانية
- الشئون الاجتماعية
- الشباب والبنات
- آثار
- أحمد مرسى
- أكوام القمامة
- أنبوبة البوتاجاز
- الإدارة العامة لشرطة السياحة
- الجمعيات الخيرية
- الجهود الذاتية
- الدرجة الثانية
- الشئون الاجتماعية
- الشباب والبنات
- آثار
- أحمد مرسى
- أكوام القمامة
- أنبوبة البوتاجاز
- الإدارة العامة لشرطة السياحة
- الجمعيات الخيرية
- الجهود الذاتية
- الدرجة الثانية
- الشئون الاجتماعية
- الشباب والبنات
- آثار
- أحمد مرسى
- أكوام القمامة
- أنبوبة البوتاجاز
- الإدارة العامة لشرطة السياحة
- الجمعيات الخيرية
- الجهود الذاتية
- الدرجة الثانية
- الشئون الاجتماعية
- الشباب والبنات
- آثار
شارع «القماين» الذى يبدأ من عين الصيرة، مروراً بالإدارة العامة لشرطة السياحة ومتحف بيت القاهرة، ومساكن الفسطاط الجديدة، ثم منطقة بطن البقرة وصولاً لكوبرى العاشر على كورنيش النيل بمنطقة مصر القديمة.. لهذا الطريق الطويل وجهان، وجه جميل تستطيع من خلاله أن تشاهد معالم أثرية وفنوناً مصرية قديمة تجذب سياح العالم لمشاهدتها، أما الوجه الآخر فلا تشاهد فيه إلا «قمائن» لحرق الفخار يصل دخانها إلى عنان السماء وتحجب ضوء الشمس، وتلال قمامة.. هنا تحديداً منطقة «بطن البقرة» بحى مصر القديمة، التى تشير تسميتها إلى ما تحتويه فى أحشائها من مواطنين حياتهم أقرب للموت.
{long_qoute_1}
فعلى الرغم من أن هذه المنطقة لا تبعد عن كنيسة «مار جرجس» سوى عدة أمتار، وتُعتبر أقرب لمنطقة جامع عمرو ابن العاص، أقدم مساجد مصر، فإن معظم سكانها يعيشون تحت تهديد الموت الذى يحاصرها من كل اتجاه.
تقع المنطقة تحت جبل يصل ارتفاعه 30 متراً، يحتوى على «ما لذّ وطاب» من عقارب وثعابين لا ترحم صغيراً ولا تعرف الشفقة على مُسن لا يستطيع الحركة.
على الجانب الآخر يقبع بائعو المخدرات فى عرينهم الذى يحوى بداخله ذئاباً بشرية تنهش أعراض الفقراء على مرأى ومسمع من الداخلية، ولا أحد يستطيع الاعتراض، ورائحة المجارى تملأ الأنوف وجعلت المرض ينسج خيوطه على أجساد الفقراء، فضلاً عن البطالة والجهل المنتشر فى كل مكان.
وبالرغم من صغر مساحة هذه المنطقة فإن محافظة القاهرة فشلت فى أن تخلص هؤلاء المواطنين من هذه الحياة الأقرب إلى الموت، وخرج المحافظ السابق جلال السعيد أكثر من مرة لينبه بأن «بطن البقرة» التى يقطنها نحو 4 آلاف أسرة، ويقع جزء منها على حافة الجبل، تُعتبر «منطقة خطورة أولى» (مهددة للحياة)، كما تصنف كمنطقة خطورة من الدرجة الثانية كسكن غير ملائم، إلا أن المحافظ خرج من منصبه ليتولى وزارة النقل دون أن يضع أى حلول ترحم من فى «بطن البقرة».
{long_qoute_2}
وسائل الإعلام وجمعيات خيرية مختلفة تتاجر بهذه المنطقة، بحسب رمضان فتحى، أحد السكان، الذى يقول: «فيه جمعيات خيرية كتيرة بتيجى تصوّر المنطقة دى علشان تجمع فلوس وتتاجر بينا ولا بنشوف منهم أى حاجة، كل يومين تلاتة ييجلنا صحفيين ومصورين من قنوات فضائية، ومفيش أى حد بيعمل حاجة». ويتابع: «محمد صبحى اللى لمّ فلوس من مصر كلها علشان العشوائيات ماشفناش وشه ولا مرة ولا عمل لنا حاجة، عمرو خالد جه صوّر ومشى وخلاص على كده، الإعلاميين والجمعيات الخيرية بتتاجر بينا بس، لكن مفيش حد بيعمل لنا حاجة، والحكومة قالت هينقلونا من هنا وهيدونا شقق فى أى حتة تانية، بس للأسف مفيش حاجة من دى حصلت، والمشكلة الكبيرة إن فيه ناس غلابة كتير جداً عايشين هنا ونفسهم يروحوا مكان تانى، لكن فيه برضو سكان تانيين ليهم مصالح وبيشتغلوا وعمرهم ماهيتنقلوا لأن أكل عيشهم فى المكان ده، يعنى واحد عنده 200 متر فى المنطقة وبيلمّ الزبالة من كل مكان وبييجى يفرزها هنا ويبيعها ويكسب من وراها ملايين عمره ماهيخرج ولا هيسيب المنطقة».
ويتابع رمضان: «مطالبنا بسيطة جداً، عايزين صرف صحى، لأن مياه المجارى هنا مات ناس كتير بسببها، إحنا دخّلنا مياه الشرب بالجهود الذاتية ومساعدة الناس اللى بتيجى تقدم لنا مساعدات، إحنا ممكن ندخّل برضو المجارى بالجهود الذاتية وفيه جمعيات خيرية كتير مستعدة تساعدنا، لكن الحى مش عايز يعطينا الموافقة على إنشاء الصرف الصحى، ولا حتى عايز يعمل مشروع الصرف الصحى للغلابة». فى وسط الشارع العمومى فى منطقة بطن البقرة يجلس ثلاثة من كبار السن على القهوة، ترتسم على ملامحهم آثار السنوات الطويلة التى عاشوها فى هذه المنطقة، يقول أحمد مرسى: «أنا عندى 72 سنة وعايش هنا بقالى أكتر من 30 سنة بسبب الصدفة؛ لأن وانت ماشى ممكن تقع عليك طوبة من الجبل تموّتك، ومفيش حد بيسأل علينا ولا يعرف عننا حاجة غير أولاد الحلال اللى بيقدمولنا مساعدات خيرية، وفيه ناس كتير عايشة عليها، لأن مفيش مصدر رزق تانى ليهم، ومنطقة بحر البقرة دى بيعيش فيها عدد كبير جداً من السكان ومفيهاش فرن عيش مدعم، وبنشترى رغيف العيش بـ25 قرش، يعنى اللى عنده 5 عيال عايزلهم بـ10 جنيه عيش بس كل يوم».
ويتابع: «المنطقة دى كلها مفيهاش مدرسة ولا مستشفى، واللى بيعيا هنا ممكن يموت، والناس هنا كلها عيانة، وعلشان تروح مستشفى تدفع لك 50 جنيه للتاكسى، والناس أساساً مامعهاش تمن العلاج، المدارس دى بقى أكبر مشكلة، مفيش مدرسة، ومعظم الشباب والبنات هنا مش متعلمين، أكبر حاجة هنا الإعدادية، واللى عنده عيل وعايز يعلمه بيصرف عليه كل يوم حوالى 4 جنيه مواصلات علشان يوصله المدرسة».
ويتابع مرسى: «مفيش شغل، والشباب معظمه مش لاقى شغل، مفيش حد معاه شهادة علشان يشتغل بيها زى ما قلت لك، طيب نشتغل فى الفاعل، طيب الفاعل ده مابقاش موجود، كان ممكن الواحد يدوّر على حد عنده 2 متر رمل أو أسمنت يطلعهم، لكن دلوقتى الآلات الحديثة مابقتش مخلية حد يشتغل، أى مقاول بيجيب ونش ويشتغل بيه أحسن ما يعتمد على العمال، أولادى مش لاقيين شغل والدنيا فعلاً بقت صعبة جداً، وربنا يعديها على خير».
فى شارع ملىء بمياه المجارى يوجد أطفال يلهون ببقايا لعب جمعوهما من أكوام القمامة المتراكمة بجوارهم، وعربات «كارو» تحمل فوقها أكوام القمامة، ومنازل تشبه المقابر. فى نهاية الشارع منزل قديم يحجبه عن الشارع باب متهالك، لدخول هذا البيت لا بد من النزول إلى الأسفل حوالى متر ونصف تقريباً، لتجد أمامك صالة لا يزيد عرضها عن مترين بدون سقف، على اليمين حمام برائحة كريهة لا تطاق، ثم 3 غرف متجاورة، وعلى اليسار 4 غرف أخرى، فى كل غرفة تسكن أسرة مكونة من 4 إلى 7 أفراد، جميعهم يستخدمون حماماً مشتركاً، وآخر غرفتين فى هذا البيت مكونتان من 3 جدران والجدار الرابع هو الجبل الذى يحتض المنزل.
تقول نعمة كمال الدسوقى، 17 سنة: «أنا وأختى وأمى عايشين فى الأوضة من زمان، ومن حوالى 5 سنين أنبوبة البوتاجاز انفجرت فى الأوضة وأبويا كان جواها ومات محروق، ولما المطافى جت خرّجوا أبويا فحماية، ومفيش حد سأل علينا ولا ساعدنا».
وتتابع نعمة: «ماكملتش تعليمى وخرجت من أولى إعدادى علشان أشتغل وأساعد أمى وأعلم أختى، لكن للأسف بعد ما سبت التعليم بقيت بخاف أخرج بره البيت، تجار المخدرات فى كل حتة وماليين الشوارع، والناس اللى بتيجى تشترى منهم شكلهم يخوّف وبقيت بخاف أخرج بره البيت».
تضيف نعمة والدموع تملأ عينيها: «كان نفسى أعيش زى أى بنت فى سنى، أروح المدرسة والجامعة، واتخرج واشتغل، كنت نفسى أعيش فى بيت ويكون عندى أوضة لوحدى، بس هعمل إيه، ربنا عايز كده، وبرضوا ربنا مابيرضاش بالظلم، وحقيقى إحنا مظلومين ومفيش حد حاسس بينا».
وتضيف «أم نور»: «أنا عندى بنتى جوزتها من سنتين وكان عندها 17 سنة، من ساعة ما كبرت لغاية لما جوزتها ماكانتش بتخرج بره الأوضة إلا معايا، كنت بخاف عليها تخرج، البلطجية والحرامية وتجار المخدرات والمبرشمين ماليين الشوارع، ممكن يعملوا أى حاجة فى أى حد»، وتواصل أم نور: «لو أى مسئول فى البلد عنده بنت هيرضى يسيبها تعيش فى مكان زى ده، ولا هيتحمل عليها اللى احنا بنشوفه؟».
فى منزل آخر يشبه كل المنازل فى «بطن البقرة» تعيش منى كمال، 36 سنة، مع زوجها و5 أطفال؛ أكبرهم 12 سنة، فى غرفة لا تزيد على 12 متراً، فى وسط الغرفة سرير يتسع لشخصين، وأسفل السرير وضعت منى مرتبة صنعتها بنفسها من بقايا الملابس القديمة لينام عليها 2 من أطفالها، وما تبقى من الغرفة خصصت منه جزءاً وضعت فيه بوتاجازاً، وبجواره طبلية تستخدمها فى أغراض كثيرة أقلها تناول الطعام عليها.
تقول منى: «أنا وعيل من العيال بنام على السرير، والباقى بيناموا تحت السرير وأبوهم بينام على الأرض، مفيش مكان غير كده، أنا مريضة وعندى فيروس سى، بطلت أتعالج علشان أوفّر تمن العلاج نشترى بيه أكل للعيال، جوزى بيشتغل فى المعمار، ويوم فيه ويوم لأ، ورحت الشئون الاجتماعية أسأل على معاش السيسى الموظفين بيقولوا لسه ماجاش، مع إن فيه ناس كتير بتقبض منه، أنا نفسى أتعالج وأعيش فى مكان زى البنى آدمين، تعبنا جداً ومابقناش قادرين نقاوم أكتر من كده». وتتابع منى: «قلبى بيتقطع كل يوم على عيالى وهما نايمين كده وبقول لنفسى لما يكبرو هيروحوا فين؟ ربنا كريم».
- أحمد مرسى
- أكوام القمامة
- أنبوبة البوتاجاز
- الإدارة العامة لشرطة السياحة
- الجمعيات الخيرية
- الجهود الذاتية
- الدرجة الثانية
- الشئون الاجتماعية
- الشباب والبنات
- آثار
- أحمد مرسى
- أكوام القمامة
- أنبوبة البوتاجاز
- الإدارة العامة لشرطة السياحة
- الجمعيات الخيرية
- الجهود الذاتية
- الدرجة الثانية
- الشئون الاجتماعية
- الشباب والبنات
- آثار
- أحمد مرسى
- أكوام القمامة
- أنبوبة البوتاجاز
- الإدارة العامة لشرطة السياحة
- الجمعيات الخيرية
- الجهود الذاتية
- الدرجة الثانية
- الشئون الاجتماعية
- الشباب والبنات
- آثار
- أحمد مرسى
- أكوام القمامة
- أنبوبة البوتاجاز
- الإدارة العامة لشرطة السياحة
- الجمعيات الخيرية
- الجهود الذاتية
- الدرجة الثانية
- الشئون الاجتماعية
- الشباب والبنات
- آثار