طبيب يكافح الإدمان فى المواصلات: النصيحة خير من العلاج

كتب: جهاد مرسى

طبيب يكافح الإدمان فى المواصلات: النصيحة خير من العلاج

طبيب يكافح الإدمان فى المواصلات: النصيحة خير من العلاج

 فى الوقت الذى أثبتت فيه الدراسات فى الولايات المتحدة الأمريكية أن أغلب حوادث الطرق ترجع إلى شرب الكحول والحشيش، بالرغم من ارتفاع معدلات سلامة الطرق هناك، فإن 70% من حوادث الطرق فى مصر ترجع إلى تعاطى السائقين للمخدرات، وعلى رأسها الترامادول والحشيش، حقيقة أكدها الدكتور عبدالرحمن حماد، مدير وحدة الإدمان فى مستشفى العباسية.

{long_qoute_1}

انتشار ظاهرة تعاطى المخدرات بين سائقى المركبات المختلفة، خاصة غير المتعلمين، أدى إلى ارتفاع معدلات حوادث الطرق فى الفترة الأخيرة، وهو ما أثبتته الدراسات والأبحاث والمشاهدات العملية للمتخصصين، وفقاً لـ«حماد»، وهو ما دفعه للقيام ببادرة شخصية، والنزول إلى الشارع لمخاطبة السائقين ونشر الوعى بخطورة الإدمان، بعيداً عن الندوات والغرف المغلقة.

«أكثر من 95% من سائقى النقل الثقيل يتعاطون المخدرات، خاصة الأفيون والحشيش والترامادول، ودى كارثة لأن مخدر الحشيش يؤثر على الوعى والإدراك وتقدير المسافات، بمعنى إذا كانت المسافة الفعلية بين السيارة والتانية 3 متر، هايشوفها السائق 10 متر، وبالتالى هيعمل حادثة»، حسب «حماد». أى متخصص يستطيع التعرف على متعاطى المخدرات، من هنا قرر «حماد» مساعدة السائقين، فما إن يركب وسيلة مواصلات ويلاحظ بوادر التعاطى على السائق، يفتح حواراً معه على الفور: «برمى خيط وأعرفه بنفسى، وبمجرد ما يعرف إنى مدير وحدة الإدمان بيبادر ويقولى أنا باخد سيجارة حشيش أحياناً أو غيره». «هو الحشيش إدمان ولا لأ؟» سؤال كثيراً ما يتعرض له «حماد»، من قبل السائقين، خاصةً أن معظمهم يرون أنه ليس إدماناً، ومبرراتهم: «ممكن آخده مرة وأقعد شهر ماشربوش، ولما ببطله ما بيحصليش مشاكل»، وهنا تكون إجابة «حماد»: «كل نوع مخدر له مدة زمنية للبقاء فى الجسم، فالحشيش يظل فى الجسم من 4 إلى 6 أسابيع، فى حين يظل الترامادول لمدة أسبوع، والبودرة 3 أو 4 أيام». من خلال حديث «حماد» مع السائقين لمس وجود أسباب عديدة للتعاطى، أولها أنه يجلس لمدة طويلة أمام عجلة القيادة فى ظل أزمة مرور خانقة، وظروف مجتمعية طاحنة تجبره على العمل لساعات طويلة، وبالتالى يتعاطى الترامادول باعتباره منشطاً يساعده على العمل لفترات أطول، كما يشرب الحشيش لينسى الملل والضيق.

يشيد «حماد» بالمبادرة التى قام بها صندوق علاج ومكافحة الإدمان مع بعض الوزارات، وعلى رأسها الداخلية، للكشف المفاجئ على سائقى أوتوبيسات المدارس: «خطوة مهمة، وإن كان يجب تعميمها بشكل أكبر، ويجب اتباع احتياطات معينة عند إجراء تحليل المخدرات للسائق، منها ملازمته أثناء وضع العينة، حتى لا يضيف إليها المياه أو السكر أو الملح لإفسادها، أو حتى يستعين بعينة شخص آخر».


مواضيع متعلقة