"أئمة الكاميرون" يجفف منابع "بوكو حرام" بتوظيف الشباب العاطل

كتب: الوطن

"أئمة الكاميرون" يجفف منابع "بوكو حرام" بتوظيف الشباب العاطل

"أئمة الكاميرون" يجفف منابع "بوكو حرام" بتوظيف الشباب العاطل

منذ نحو 4 أشهر، استطاع عيسى بشيرو الحصول على وظيفة مساعد جزار في سوق مدينة "ماروا" عاصمة منطقة أقصى الشمال الكاميروني، وهو شاب لم يتجاوز الـ24 من عمره، لم يستكمل تعليمه ولم يسعفه حظه في العثور على عمل، كان يقضي أيامه يجوب الأحياء والشوارع دون وجهة محدّدة، قبل أن تعرض عليه هذه الوظيفة التي انتشلته من ضياع محقّق.

يقول عيسى لـ"الأناضول"، إنه حصل على عمله بفضل أحد جيرانه، وهو الجزار سايهو رامبادا، وذلك بناء على دعوة أطلقها "مجلس أئمة وأعيان مسلمي الكاميرون"، وهي منظمة تضمّ تحت لوائها جميع أئمة البلاد وحكمائها.

وفي الواقع، فإنّ المنظمة المحلية تخوض منذ بضعة أشهر، جهودا لتوعية أعضائها والسكان بشأن سبل مساعدة الشباب على تفادي سقوطهم في فخ التجنيد من قبل عناصر "بوكو حرام"، وهي المجموعة المسلحة الناشطة بكثافة في المنطقة المحاذية لمعقلها نيجيريا.

موسى عمرو، منسّق المنظمة، قال لـ"الأناضول"، إن مساعدة الشباب على الحصول على أنشطة من شأنها أن تدرّ عليهم إيرادات تشكّل إحدى أهدافنا المرسومة.

شهادات عديدة حصلت عليها "الأناضول"، تؤكّد أن "بوكو حرام" تقترح الأموال على الشباب العاطل، مقابل استقطابهم للانضمام إليها، مستغلّة حاجتهم إلى كسب قوت يومهم وإعالة عائلاتهم، فمنذ نحو عام، كشف سيلستين إيتو، قس إيبارشية منطقة شمال الكاميرون الكبرى، عن حيرته إزاء شغف الشباب الذين يرتادون كنيسته بتنظيم "بوكو حرام"، وذلك خلال اجتماع بشأن الأمن في المنطقة.

ولفت القس إلى أن عناصر من الجماعة المسلحة، تقصد القرى الواحدة تلو الأخرى لتجنيد الشباب، عبر إغوائهم بالوظائف، يضيف: "يقدمون مقابل ذلك، مبلغ مليون فرنك محلي (2200 دولار) لكل والد يسمح لأبنائه بالذهاب"، ولم يشر القس سيلستين إلى الأعداد التي تم استقطابها، في حين تحدثت مصادر أمنية عن المئات.

الجزار رامبادا قال: "لم أكن بحاجة إلى توظيف مساعد لي فعليا، لكن الأمر لا يزعجني أيضا، أنا أشعر بالسعادة من خلال تقديم عمل لشخص ما، أنا بدوري بدأت مساعد جزار، قبل العمل لحسابي الخاص فيما بعد".

وعلاوة على رامبادا، وظف حمادو بلامادي 3 متدربين في ورشته للخياطة، يقول: "أنا لا أصرف رواتب لهم، بل أكتفي بإعطائهم كلفة النقل، وخلال بضعة أشهر فقط، سيكتسبون حرفة تمكنهم من كسب لقمة العيش".

يقول بلامادي: "عشرات النماذج الأخرى التي ترسخ مبدأ التضامن الاجتماعي ذاع صيتها في مدينة ماروا، من قبيل التحاق شباب بورش الخياطة والمطاعم ومختلف الأماكن التجارية الأخرى، سعيا لتجنيبهم الوقوع في فخ الإرهاب".

وإضافة إلى الجهود الفردية، أطلقت السلطات الكاميرونية منذ بضعة أشهر في مدينة ماروا، مشروعا يحمل اسم "برنامج خاص للعمل الحضري"، لفائدة شباب المنطقة المتاخمة للحدود مع نيجيريا، وهو مشروع واعد يتمثل في خلق 2000 فرصة عمل، كشفت السلطات الإدارية أنه يهدف إلى "وقف تجنيد" جماعة "بوكو حرام" للشباب العاطل عن العمل في منطقة أقصى شمال الكاميرون، التي تعتبر الأقل تمدرسا في البلاد بنسبة 40% فقط، في حين أن المعدل الإجمالي يبلغ 70%.

وأغلب الشباب الذي مكنهم برنامج السلطات الخاص من الحصول على فرصة عمل، يمارسون "الحرف الصغيرة"، من تلميع المزاريب وصقل العشب وتنظيف الشوارع، وغيرها من المهن الأخرى.

وبرنامج السلطات المحلية الهادف إلى تعليم الخبرات الأكاديمية والمهارات المهنية، حظي باعتراف الشباب المفقر والعاطل عن العمل والباحث عن فرص لتحقيق الذات.


مواضيع متعلقة