هو وهي| "اكتئاب ما بعد الولادة" للرجال
"اكتئاب ما بعد الولادة".. حالة مرضية معروفة علميًا، بتيجي لبعض السيدات بعد الوضع بدرجات متفاوتة، بداية بالأعراض البسيطة المتقطعة ولغاية الأعراض القوية المزمنة اللي بتحتاج إلى مساعدة طبيّة وتدخل دوائي أحيانًا.. الأمر معروف لناس كثير، واتكلمت عنّه كثير من الكتب والمجلات ووسائل الإعلام، لكن محدش قبل كده اتكلم عن اكتئاب ما بعد الولادة الخاص بالرجالة، ولا حد اعترف بوجوده، رغم إنّه موجود وبوضوح عند ناس كتير.
الموضوع بيبدأ لما الزوج بيحس فجأة إنّه بقى خارج دائرة الاهتمام.. إنّه في ذيل القائمة، أنّه سقط سهوًا من حسابات مراته، وإنّه شكلها كده مش هاترجعه في حساباتها تاني قريب، لا والأدهى والأمر لما يحس إنّه معدش جذاب لمراته كراجل، معدش محبوب أو مرغوب فيه، وأكبر دليل على كده زهد مراته فيه، ورفضها المتكرر لأي علاقه بينهم.. حط نفسك مكان الراجل ده، في حاجة أسوأ من كده؟، طب مش بذمتكم الأمر يستحق بعض الالتفات؟.
خليني أطمنّك على نفسك عزيزي الرجل وأقولك إنّ العيب مش فيك، ولا في جوازتك، وخليني أبشرك إن الأمر مش هيستمر كده للأبد إذا اتعاونتوا انتوا الاتنين مع بعض شويّة، الأيام والشهور الأولى بعد ولادة الطفل دي بتبقى فيها الزوجة دايمًا في حالة مقارنة ومفاضلة ما بين الجهد المطلوب للاقتراب منك، ولإقامة علاقة معاك، وبين اللي هي محتاجاة من راحة واسترخاء ونوم، وزي أي إنسان محروم من النوم وبيتمناه، ولو لكام دقيقه زيادة، طبعًا النوم يكسب، وأي حاجة تانيه تيجي بعدين، أو عنّها ما جت من أصله، لكن ده لا يعني- إطلاقًا مطلقًا- إنك أصبحت أقل جاذبية، أو أنّها أصبحت أقل حبًا ليك.
الخبر الجيّد في الموضوع إن الزوجة حديثة الولادة لا ترفض التواصل ببقية الطرق التانية، بالعكس هاتلاقيها مرحبّة جدًا، مش بس كده دي كمان بتكون في أمس الحاجة لأي لمسة رقيقة، أو حضن دافي وهادي، إذا اطمنت إنّها مش هاتكون مضطرة إلى إتمام العلاقة كاملة في كل مرة حضرتك بتقرب منها فيها، جرّب كده وإديها شويّة حاجات من اللي هي محتاجاهم دول، هاتلاقيها بتستجمع طاقتها وتشحن رغبتها، وتعرف تديك اللي أنت عايزه في المرات الجاية.