«الأوقاف» تُصدر كتاب «حماية الكنائس فى الإسلام» و«جمعة»: يؤسس لـ«مواطنة دون تمييز»

كتب: وائل فايز

«الأوقاف» تُصدر كتاب «حماية الكنائس فى الإسلام» و«جمعة»: يؤسس لـ«مواطنة دون تمييز»

«الأوقاف» تُصدر كتاب «حماية الكنائس فى الإسلام» و«جمعة»: يؤسس لـ«مواطنة دون تمييز»

أصدر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف كتاباً بعنوان «حماية الكنائس فى الإسلام»، وشارك فى تقديمه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، وتم إهداء الكتاب للرئيس عبدالفتاح السيسى تقديراً لجهوده العالمية فى مواجهة التطرف والإرهاب ورؤيته الثاقبة فى تجديد الخطاب الدينى. وقال وزير الأوقاف إن الكتاب صدر بهدف ترسيخ أسس المواطنة العصرية الكاملة دون تمييز، وتأصيلاً لفقه العيش الإنسانى المشترك بين البشر دون تفرقة على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو اللغة. {left_qoute_1}

وأضاف: إيماناً بضرورة تجديد الخطاب الدينى ودراسة المستجدات والقضايا العصرية دراسة دقيقة، وإبراز الوجه الحضارى السمح لديننا الحنيف، واقتحام المشكلات الصعبة بحكمة وشجاعة معاً على أيدى العلماء والفقهاء المتخصصين، وإيماناً بسنّة التنوع والاختلاف الذى هو سنّة من سنن الله الكونية، فقال الله تعالى: «لا إكراه فى الدين»، وفى موضع آخر يقول: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة».

وتابع وزير الأوقاف أن الكتاب يُعد خروجاً من ضيق الأفق الفكرى إلى رحابة الإسلام الواسعة واحترامه للآخر، وحرصاً على إبراز حقوق الآخرين علينا إنصافاً من أنفسنا، تأصيلاً لمبدأ الاحترام المتبادل، ودحضاً للفكر المتطرف، والتأكيد للعالم كله على سماحة الإسلام، وأن ما يصيبه من محاولات تشويه لا يمت لسماحته بصلة. وبالتالى عكف على إعداد الكتاب نخبة من العلماء المتخصصين المستنيرين، مؤكداً أن الكتاب يأتى فى ضوء سلسلة وموسوعة المستجدات وتصحيح المفاهيم الخاطئة التى يصدرها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

من جانبه قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن حماية أهل الأديان السماوية ودور عبادتهم من مقاصد العمران الإسلامى، حيث قال تعالى: «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهُدّمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً»، مؤكداً أن الناس فى اختلافهم الدينى والعرقى مجال كبير لاكتمال العمران فى الدنيا.

وأشار إلى أن عالمى الديار المصرية الإمام والمحدّث والفقيه الليث بن سعد، والإمام قاضى مصر عبدالله بن لهيعة أكدا أن كنائس مصر لم تُبن إلا فى الإسلام، وأن والى مصر فى زمن هارون الرشيد، موسى بن عيسى، أمر بإعادة بناء الكنائس التى هدمها من كان قبله وجعل ذلك من عمارة البلاد. وأكد «علام» أن هذا الكتاب يُظهر الجوانب المشرقة فى الدين الإسلامى الذى يفيض تسامحاً ورقياً مع مخالفيه، ومع أهل الكتاب بالخصوص فسمح لهم بممارسة طقوس أديانهم فى دور عبادتهم، وضمن لهم من أجل ذلك سلامة دور العبادة، وأولى بها عناية خاصة، فحرّم الاعتداء عليها بكافة أشكاله.

وقال الدكتور محمد سالم أبوعاصى، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالأزهر، إن الإسلام كفل اختيار الاعتقاد لكل البشر وعدم جواز إكراه أحد على الدخول فيه، ويشمل ذلك تأمين دور العبادة لأهل الكتاب الذين يعشون فى بلاد المسلمين، وحرمة المساس بما وُجدوا عليه من دور عبادتهم، مستشهداً بمقولة خليفة المسلمين عمر بن الخطاب للأقباط حيث قال: «إنكم آمنون على دمائكم وأموالكم وكنائسكم لا تُسكن ولا تُخرب»، كما أن عمر بن عبدالعزيز، الخليفة العادل، كتب إلى عماله ألا يهدموا بيعة ولا كنيسة ولا بيت نار.

وأشار «أبوعاصى» إلى أنه لا يجوز التعدى على الكنائس وفق نصوص القرآن وعقود الأمان التى عقدها النبى عليه الصلاة والسلام وصحابته وخلفاؤه لأهل الكتاب، بما يبرز سماحة الإسلام ورقيّه الحضارى فى إنصاف أصحاب الديانات وبخاصة السماوية.

وأكد الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن المحافظة على الكنائس مطلب إسلامى يقوم على عدد من مبادئ الإسلام، وهى تشمل المحافظة على الدين، وأن ذكر الله مطلوب من المسلم ومن غير المسلم، حتى لو كان لا يؤمن بدين من الأديان، وأن الله حرّم إكراه أى إنسان على أن يؤمن به، والتأكيد على أن هدم دور عبادة غير المسلمين والتعرُّض لها يمثل تزيداً على الله وعلى دينه ويمثل إكراهاً فى الدين منهياً عنه.

 

غلاف الكتاب


مواضيع متعلقة