موسم الحصاد: عيد للقمح.. حزن للفلاح.. اضطراب للحكومة

09:04 م | الثلاثاء 10 مايو 2016

فرحة ليس بعدها فرحة، شعر بها الفلاحون، والرئيس يطلق شارة البدء فى حصاد القمح فى مشروع المليون ونصف مليون فدان، يفرح الفلاح حين تخضر الأرض، وتزيد فرحته حين يأكل من زرع يديه، لكن أزمة توريد القمح الأخيرة حولت الفرحة إلى حزن، على الأقل لدى محمد طلعت، الفلاح الذى اضطره أداء الحكومة فى ملف توريد القمح إلى الفشل فى التوريد، والبحث عن مورد آخر لغلته قبل أن يصيبها العطب. إلى جوار أجولة «الغلة» المتراصة فى منزله، جلس «طلعت» عقب الحصاد، لا يستطيع تصريف محصوله بعد أن أغلقت الشون داخل محافظته كفر الشيخ «دلوقت المفروض أحمل قمحى، وأتكلف مصاريف نقل وأعباء تحميل، وأسافر محافظة تانية أورد غلتى، ويا ريتهم راضيين يستلموها».

{long_qoute_1}

استسلم «طلعت» لقرارات إغلاق الشون فى محافظته، ورضى بنقل المحصول إلى شونة «بركة السبع» فى المنوفية، التى تبعد عنه بأكثر من 60 كم، وتحمل مصاريف النقل، لكن الصدمة كانت أكبر، عندما وصل على أعتاب الشونة الحكومية «الدنيا هناك زحمة، والفلاحين فوق بعضهم، وهى شونة واحدة بتورد لها 4 محافظات كبيرة، وفى الآخر معرفتش أورد قمحى، بسبب الزحام وتحكمات المسئولين وتعنتهم فى استلام المحصول مننا». مشاوير «طلعت» لشونة «بركة السبع» تكررت أكثر من مرة دون جدوى، ودون أن يفلح فى توريد قمحه «هما عاوزين يقللوا سعر أردب القمح، بدل ما هو بـ420 جنيه عاوزين ياخدوه بسعر أقل، فيقرفنى ويدوخنى عشان فى الآخر، مايبقاش قدامنا غير إننا ننزل السعر، وكده حرام». معاناة الفلاح البسيط فى توريد القمح إلى «الشون» و«المطاحن» الحكومية تجعله يستسلم لاستغلال التجار، بحسب «طلعت»، لكن التاجر يزداد جشعه مع اشتعال وتيرة الأزمة: «التاجر عاوز ياخد الأردب بـ400 و380 جنيه، ويقولك أصل الشون قافلة، أصل أنا عندى مصاريف نقل وتحميل عشان يقلل السعر، ودى خسارة كبيرة على الفلاح، وفى وسط ده كله الحكومة مش مرسيانا على بر، ولا حتى بتعلن فى التليفزيون عن الأسعار اللى بتشترى بيها، وسايبانا فريسة للتجار».

«المشكلة الأساسية هى ضعف الجهاز الإدارى للدولة»، يلخص محمد فرج، رئيس اتحاد الفلاحين، أزمة توريد القمح هذا العام، مشيراً إلى أن الحكومة لم تضع آلية للتسهيل على الفلاح، الذى من المفترض أن يتفرغ للزراعة فقط ولا يعانى فى تحميل ونقل المحصول إلى الشون.