طوابير «الأزمة» أمام «شون القمح»: بطء فى إجراءات «الفرز».. وغضب بين المزارعين بسبب الزحام

كتب: محمد أبوعمرة، صالح رمضان ،إسلام فهمى ،كرم القرشى ،عمرو رجب وشرف غريب

08:37 م | السبت 07 مايو 2016

امتدت طوابير السيارات أمام شون القمح فى عدد من المحافظات لمئات الأمتار، أمس، بعدما توافد المزارعون لتوريد المحصول، واتسمت عملية تسليم القمح بالبطء بسبب التشديد فى إجراءات الفرز لمنع خلط المستورد بالبلدى، ما أثار غضب المزارعين، الذين اتهموا لجان الفرز بالتعنت فى استلام المحصول، فيما قرر وكيل وزارة التموين فى المنيا، الدكتور محمود يوسف، إعادة تشغيل 12 شونة ترابية لاستلام القمح من المزارعين، بهدف الحد من الزحام. {left_qoute_1}

وأكد الدكتور عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، أن الحكومة حريصة على إزالة كافة العوائق والعراقيل التى تواجه مزارعى القمح خلال عمليات توريد المحصول إلى مراكز التجميع والتوريد بكافة محافظات الجمهورية.

وقال «فايد» فى تصريحات صحفية، إن الآلية التى تم وضعها من قبل الوزارة مؤخراً كان لها مردود إيجابى على زيادة معدلات الحركة اليومية لتوريد المحصول، التى شهدت سيولة كبيرة، خاصة بعد مشاركة الجمعيات التعاونية العامة، وفروعها بالمحافظات المختلفة، فى استلام المحصول من المزارعين، ودفع مستحقاتهم المالية بالتنسيق مع بنك التنمية والائتمان الزراعى، وفروعه المنتشرة بالقرى المختلفة.

وكشف بيان صادر عن الوزارة أن الشون التابعة لبنك التنمية والائتمان الزراعى، والصوامع والهناجر والبناكر التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية، استقبلت حتى الآن حوالى مليون و160 ألف طن من محصول القمح، ما يعنى أن حركة التوريد تسير بمعدلات متزايدة يومياً.

وفى الدقهلية، كشف تقرير اللجنة العليا للقمح، المكونة بقرار من المحافظ حسام الدين إمام، لمتابعة أعمال التوريد، وإيجاد حلول فورية لمشكلات التخزين، بهدف القضاء على الطوابير، عن ضعف السعة التخزينية لشون المحافظة، موضحاً أن «السعة التخزينية لجميع شون المحافظة هو 130 ألف طن، بينما من المتوقع توريد 350 ألف طن».

وواصلت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة جهودها للإسراع فى الانتهاء من إنشاء صوامع جديدة فى ميت غمر، وكفر الأطرش، وشربين، لتشغيلها فى أقرب وقت، والمقرر أن ينتهى العمل فيها خلال 15 يوماً، فيما أكد وكيل وزارة التموين فى الدقهلية، المهندس إبراهيم ياقوت، أن «بنك التنمية والائتمان الزراعى فتح جميع الشون التابعة له أمام المزارعين، بالإضافة للشون التابعة لوزارة التموين، وجار تجهيز 5 هناجر تابعة للبنك»، مشيراً إلى امتلاء شونة ميت فارس، ما اضطر المسئولين إلى تحويل المزارعين إلى شونة بنى عبيد.

وقال المزارع محمود على، إن عدداً من تجار القمح جمعوا كميات كبيرة من المحصول خلال الموسم الحالى، بعدما فشل المزارعون فى توريده إلى الشون الحكومية، خاصة المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة، موضحاً أن «التجار يشترون الأردب بسعر 350 جنيهاً، بينما السعر الرسمى هو 420 جنيهاً».

وسادت حالة من الغضب بين مزارعى المنيا، احتجاجاً على ما اعتبروه تعنتاً من لجان فرز القمح فى استلام المحصول منهم، واضطرارهم للانتظار ساعات طويلة أمام المطاحن والصوامع، ما دفع المزارعين إلى بيع القمح للتجار بأسعار أقل، بعد تحملهم مبالغ كبيرة فى نقل المحصول إلى الشون الحكومية.

ومن جهته، أكد وكيل وزارة الزراعة فى المنيا، المهندس أحمد يوسف، انتهاء أزمة توريد القمح بالحيازات الزراعية، مشيراً إلى تشكيل لجان لحصر جميع الأراضى، بما فيها «الصحراوية»، وإخطار الجمعيات الزراعية بمنح المزارعين المستأجرين أو المنتفعين بالأراضى كشوف حصر معتمدة، اعتباراً من ديسمبر الماضى.

وقال وكيل وزارة التموين فى المنيا، الدكتور محمود يوسف، «تقرر إعادة تشغيل 12 شونة ترابية لاستلام القمح من المزارعين، بهدف الحد من الزحام، ويشمل القرار تشغيل الشونة المركزية رقم 2، وشونة قرية دلجا بدير مواس، و3 شون فى ملوى، وشونتين فى أبوقرقاص، وشونتين فى مطاى، وشونتين فى بنى مزار، وواحدة فى مغاغة».

وأعرب مزارعو القمح فى مركز الحامول بكفر الشيخ عن استيائهم من تعامل مسئولى شونة المثلث، التابعة لبنك التنمية والائتمان الزراعى فى مركز الرياض، بعدما تعرضوا للطرد بمحصولهم، حسبما قال المزارع إبراهيم بدوى، مشيراً إلى «عدم وجود شون فى الحامول لاستلام المحصول، ما يجعلنا نعانى عند تسليم المحصول إلى شون البنك فى سيدى سالم أو الرياض». وتواصلت شكاوى مزارعى القمح فى الفرافرة بالوادى الجديد من امتلاء الشون بالقمح، والتوقف عن استلام المزيد من الكميات، بعد مرور أيام قليلة على زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للمدينة، وافتتاح موسم الحصاد فيها، وبحسب الأهالى، فإن السعة التخزينية الإجمالية لشون المدينة هى 10 آلاف طن، بينما ارتفع الإنتاج فى الموسم الحالى إلى 70 ألف طن. وقال المزارع ممدوح نصرالدين «أصبحنا بين نارين، فنحن لا نستطيع بيع القمح، ولا معنا أموال نصرف منها على الموسم المقبل، بعدما امتلأت الشون بالمحصول، بينما لا يستطيع التجار إخراج المحصول لبيعه خارج المحافظة»، فيما أشار المزارع مرزوق حسن إلى أن «المحصول ملقى على الأرض منذ قرابة العشرة أيام، تدوسه الأقدام، وتأكله الطيور، وتجرى وسطه الفئران».

ونفى مدير عام «التموين» بالوادى الجديد، صلاح السيد، امتناع المديرية عن استلام بيع القمح، أو منعها نقله إلى خارج المحافظة، مؤكداً «حلت المديرية العديد من المشكلات الخاصة بالمزارعين فى الفرافرة، وعلى رأسها مشكلة تخزين القمح فى الشون الترابية الخاصة ببنك التنمية والائتمان الزراعى، بعد إرسال مذكرة إلى وزير التموين لاستثناء المحافظة من قرار منع التخزين فى الشون الترابية».