مخرج «حسن وبقلظ»: القرصنة اغتالت الفيلم.. ووزارة الثقافة مشغولة بـ«الفسيخ»

كتب: نورهان نصرالله

مخرج «حسن وبقلظ»: القرصنة اغتالت الفيلم.. ووزارة الثقافة مشغولة بـ«الفسيخ»

مخرج «حسن وبقلظ»: القرصنة اغتالت الفيلم.. ووزارة الثقافة مشغولة بـ«الفسيخ»

عبَّر صناع فيلم «حسن وبقلظ»، للمخرج وائل إحسان، عن استيائهم بعد تسريب نسخة الفيلم، وطرحها على مواقع الإنترنت، بعد مرور يومين على طرحه فى دور العرض السينمائى، وهو ما تسبب فى خسائر مادية فادحة للمنتج، وخسائر معنوية وفنية لفريق عمل الفيلم، الذى يشارك فى بطولته كريم فهمى، وعلى ربيع، ويسرا اللوزى، ومصطفى خاطر.

{long_qoute_1}

وأشار المخرج وائل إحسان، إلى أن عملية قرصنة الفيلم، أثرت على الإيرادات بنسبة وصلت إلى 80%، بعد تحقيق النسخة المسروقة من الفيلم، ما يقرب من 3 ملايين مشاهدة فى مدة لا تزيد على يومين، مؤكداً أن الفيلم حقق فى يوم واحد إيرادات وصلت إلى مليون و500 ألف جنيه، قبل أن تتراجع الإيرادات بعد تسريب الفيلم إلى 200 ألف جنيه يومياً.

وقال «إحسان»: «بذلت كمخرج مجهوداً كبيراً لأقدم صورة جيدة، بالإضافة إلى وقت وجهد للعمل على الألوان والموسيقى والصوت وغيرها من العمليات الفنية المهمة، خاصة أن الصوت والصورة هما أساس السينما، فكان من الصعب بالنسبة لى أن يشاهد 3 ملايين فرد الفيلم بجودة سيئة، فالصوت صادر من سماعات السينما بشكل غير واضح فى النسخة، بالإضافة إلى أن الصورة مظلمة إلى حد كبير، ولكن التساؤل الذى يدور بداخلى، لماذا فيلم (حسن وبقلظ) هو الوحيد الذى تعرض للقرصنة، بخلاف مجموعة كبيرة من الأفلام التى تم طرحها فى دور العرض السينمائى خلال فترة أعياد الربيع؟ فهو سؤال مهم لا بد أن نقف عنده، وأستبعد أن تكون حروب التوزيع وراء تسريب الفيلم، ولا أعتقد أن يقوم شخص ينتمى للمجال الفنى بهذه الفعلة فى فنان آخر، خاصة أنه يعرف ماذا تعنى السينما، من حيث ظروف الإنتاج والتوزيع، وجهود الممثلين والتصوير فى ظروف صعبة».

{long_qoute_2}

وأضاف: «فى الوسط الفنى معروف أن سرقة الأعمال ضربة قاتلة لأى فيلم، ولا أعتقد أن يصل الأذى بشخص أن يقدم على تدمير فيلم كامل، وخلاصة مجهود فريق عمل استمر لشهور متواصلة، وأنا أملك الإجابة عن هذا السؤال، ولدى تفاصيل خاصة ولكنى لن أفصح عنها، وتراجعت عن اتخاذ خطوة تجاه هذا الأمر، مقابل التركيز على صناعة أفلام جيدة عندما تعرض على شاشات التليفزيون، يظل الجمهور متعلقاً بها حتى بعد سنوات من عرضها، مثل علاقتهم بـ(اللى بالى بالك)، و(زكى شان)، و(رمضان مبروك أبوالعملين حمودة)، و(وش إجرام) و(ظرف طارق)، وهذا هو دورى ولا أستطيع أن أقوم بأكثر من ذلك، فالنجاح بالنسبة لى أن أرى العلاقة الممتدة بين تلك الأعمال والجمهور، بالرغم من مرور سنوات على عرضها، وتلك هى الحرب التى أخوضها، بأن أظل بأفلامى لعشرات السنين، بعيداً عن الحرب التى تمارس ضدنا حالياً».

وفيما يتعلق بدور الجهات المسئولة عن اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه عملية القرصنة، قال: «المخرج غير معنى بهذه الخطوات، ولكن شركة الإنتاج هى المعنية بتلك الخطوات القانونية، خاصة أن الضرر الواقع علىّ كمخرج هو ضرر فنى ومعنوى، يفوق الضرر المادى، ولكن يتم التعامل معه باعتباره معدوم القيمة، وللأسف الشديد وزارة الثقافة عشوائية ومهلهلة بشكل كبير، ونقابة المهن السينمائية ضعيفة، بالرغم من المبالغ الكبيرة التى تتقاضاها، فيجب تغيير اسمها إلى نقابة المهن التليفزيونية، لأنهم بعيدون كل البعد عن الساحة السينمائية، وعندما تحدث مشكلة فى السينما، لا يملكون الوعى الكافى أو الخبرة للتعامل معها، أما فيما يتعلق بالبحث عن حق أعضائها، أو اتخاذ أى إجراءات قانونية، فهذا لا يحدث إطلاقاً، حتى من خلال غرفة صناعة السينما، التى تجاهلت الموضوع تماماً ولم تدعم الفيلم، ولكن لا أستطيع أن أوجه اللوم لهم، ووزارة الثقافة بعيدة عن دورها، فهناك قصر ثقافة يعمل موظفوه فى صناعة (الفسيخ)، والأمر مثير للسخرية بدرجة كبيرة، حتى إذا تم تقديمه فى فيلم، سيعتبره الجمهور مبالغاً فيه، فدور الوزارة أصبح معدوماً فى الفترة الأخيرة، بدلاً من إخراج جيل متعلق بالفن، والثقافة، والموسيقى، تعمل فى صناعة الأسماك المملحة».

وعن تأثير سرقة الفيلم على الإيرادات، قال: «ضعف الإيرادات بعد قرصنة الفيلم، لا يؤثر علىّ كمخرج بشكل أو بآخر، فأنا حصلت على أجرى كاملاً، ولكن المجهود المبذول فى إخراج الفيلم تم اغتياله ببساطة، فالإحساس بالمشاعر والكوميديا منتهٍ تماماً، وضاع مع فكرة الجودة المنخفضة، فإحساسى لم يصل للجمهور سوى بنسبة ضئيلة جداً، كما أنه سوف يؤثر على بيع الفيلم فى الخارج، فى دول مثل الكويت التى تنتظر طرح الفيلم فى دور العرض السينمائى، أو طرحه فى مجموعة من القنوات، إذا كان ثمن عرض الفيلم فى الخارج نصف مليون دولار، فالأفلام المنتجة تحقق خسائر تصل لـ30 مليون دولار سنوياً، وفى الوقت الذى كانت تشكل فيه السينما الدخل القومى الثانى لمصر بعد القطن فى الستينات، أصبحت السينما تنهار الآن على مرأى ومسمع من الدولة، التى تتعامل مع السينما باعتبارها نشاطاً ترفيهياً، فى الوقت الذى تقوم فيه دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية بغزو العالم من خلال السينما».

وتابع: «سرقة الفيلم تعتبر اغتيالاً لمجهود استغرق ما يقرب من 6 أشهر كاملة، فالفيلم به رسالة مهمة، فضلاً عن الكوميديا والمشاعر الإنسانية، لنخلق للجمهور حالة مختلفة، وهو ما حققناه بصعوبة خلال فترة طويلة من العمل، ويمر حالياً أبطال الفيلم بحالة اكتئاب بعد حادث القرصنة، فأطلب منهم الذهاب للسينما، والتفاعل مع الجمهور والعرض بشكل مباشر.

 

 

 


مواضيع متعلقة