فاطمة ناعوت تهدي قصيدة شعر إلى والدة إسلام بحيري

كتب: الهام زيدان

فاطمة ناعوت تهدي قصيدة شعر إلى والدة إسلام بحيري

فاطمة ناعوت تهدي قصيدة شعر إلى والدة إسلام بحيري

أهدت الشاعرة فاطمة ناعوت، قصيدة إلى السيدة ملكة غازي والدة الباحث إسلام البحيري، من مقر إقامتها الحالية في أبوظبي، بعنوان:

عصفورٌ سجين

إلى مَلَكة غازي والدة إسلام بحيري

فاطِمَـة ناعـُوت

بالحِبالِ

شدّوا وثاقَه

وقيّدوا جناحيه

بجنازيرَ غليظةٍ

لأنه شَدَا،

والصيّادونَ

-كما تعلمونَ-

يكرهون الشدوَ

والطيرانْ.

عصفورٌ

حُرٌّلا تَحُدُّه سماءٌ

ولا تُظلّلُ هامتَه

كواكبُ

ومجرّاتٌ

ولا غيومٌ سوداءُ الدُّجَى

تُظلِمُ ساحتَه.

جاءَ من سِدْرةِ المُنتَهَى

حاملا قرآنَه

ليحطَّ فوق أيكتِنا

ويعلّمَ أولادَ حارتِنا

كيف يَخرجون من غَيمةِ الحارةِ

نحو نورِ اللهِ

الأبهرْ.

لكنَ شيوخَ القبيلةِ

القنّاصينَ

أفظاظٌ

لا يحبّونَ الموسيقى

رصدوا زقزقتَه

فتكدّرتْ مسامعُهم

التي يُؤلمُها النَّغَم

فكادوا له

واجتمعوا تحت سقيفةِ البَّرِية

يُضمرونَ الوعيدْ.

غمسوا كفوفَهم

في صحنِ الدم

فكان العهدُ

وكان النذيرْ.

كمنوا خلفَ الشجرِ

في ليلةٍ من دون قمرْ

وصوّبوا نبالَهم

نحو الأغاريدِ التي

نثرَها العصفورُ

في فضاءِ الكونْ

ولمّا لمحوا ظلَّه يقتربُ

من سماءِ حارتِنا

أطلقوا وابلَ الحصواتِ

صوبَ جناحيه الأعزلين

فسقطَ العصفورُيرفرِفُ.

شيّدوا قضبانَ فولاذٍ

وكوّموا صخورًا

فوق صخورٍ

فوق صخورْ

ثم غرسوا بين ثناياها سيوفَهم

ورِماحَهم

لكيلا يحلُمُ العصفورُبفرارْ.

لكنّ العصفورَ مشغولٌ

يفكّرُ في شيءٍ آخرَ.

من بين عطفاتِ الصخرِ

كانت تَنبُتُ براعمُ

نحيلةٌ

راحَ يرويها

كلَّ فجرٍ

بقطراتٍ

يحملُها بمِنقارِه

من ندَى الصبحِ الوثيرالمنثورِ

فوق قضبانِ الحديدْ

حتى أورقتِ البراعمُ

وصارتْ

زهورًا يانِعاتٍ

تميلُ

فوق أغصانِها.

كان يعلمُ

أن الزهورَ لا تُشرِقُ

إلا على صوتِ الموسيقى

فلم يكفّ عن الشدوِ

كلّما أطلّتْ زهرةٌ

من غِمادِها.

كان الحديدُ رؤوفًا

حانيًا

يميلُ مع شدوٍ

ويخجلُ أن يقسوَ

قسوَ فولاذٍ أصمّ

إن صدحَ الصدحُ

وشَدَتِ العصافيرْ.

قالتِ القضبانُ للعصفورِ:

أيها الغِرّيدُ

لكَ منّا العهدُ بالبراءْ

ولكَ علينا

أن نذوبَ من الشجوِ

كلّما شدوتَ

فإن تفرّقنا

انطلقْ

في رحابِ اللهِو

لن يقتفي أثرَكَ سهمٌ

فإنَّ الحُرّاسَ

ينامون إذا أشرقَ الصبحُ

على صوتِ أغاريدِكْ.

قالَ العصفورُ:أمهلوني

يا رِفاقَ السَّجنِ

حتى يكتملَ العامُ

فيُكملُ الشيوخُ نِصابَهم

وأُكمِلُ أنا

إكليلَ الزهرِ الذي

سأُكلّلُ به هامةَ والدتي

الَملكةِ الحَزْنَى التي

تقفُ عند ناصيةِ الرجاءِ

تنتظرُ

أنْ يخرجَ إليها عصفورُها

مُكّللاً بالحريّة

والفرحْ.

فإنْ أكملتُ عُدَّتَهم

وإكليلي

طابَ لي الطيرانُ

وصارَ شدوي

أعلى

وأصدَحْ.


مواضيع متعلقة