بروفايل| محمد رشدي.. مطرب الملاحم

كتب: سلوى الزغبي

بروفايل| محمد رشدي.. مطرب الملاحم

بروفايل| محمد رشدي.. مطرب الملاحم

سكن البيوت المصرية بصوته، الذي يطل من أركان المنازل بعذوبته، وكأنه واحدا منهم، يعبر بصوته عن أفراحهم وأحزانهم بنفس الدرجة التي يقصدونها، حتى صار مُعبرًا عن سيّرهم الشعبية، وراويا لتاريخهم الأبدي، ليستحق لقب "مطرب الملاحم".

محمد رشدي.. أشهر من أطربوا المصريين بالأغنية الشعبية والموال، ولد في 20 يوليو 1932، ‏‏بمدينة دسوق بمحافظة كفرالشيخ، وحفظ القرآن الكريم في كُتاب القرية، ثم جاء إلى القاهرة‏، والتحق بمعهد فؤاد الموسيقى، وقدّم أول أغنية، وهي "قولوا لمأذون البلد".

كان والده معترضًا على عمله في الفن، لكنه عندما رأى كبار الموظفين في البلدة يهتمون به، أمثال "معاون المستشفى، مأمور المركز، وكبار الشخصيات" لم يعترض، وتبنى محمد رشدي فنيا محمود الدفراوي، الذي كان موظفا في دسوق، وعلمه أصول الغناء لأنه كان عازفًا على آلة العود وهاويا للغناء.

ابن العمدة الشاب المتعلم "فريد باشا زعلوك"، كان له دور آخر في حياة رشدي، فحين جاء إلى بلدته دسوق ورشح نفسه في الانتخابات أمام مرشح كبير في السن، تبعه شباب البلدة، وكان رشدي بمثابة وزارة الإعلام له، فقال: "إن شاء الله لما أنجح سألحق رشدي بمعهد الموسيقى في مصر"، وبالفعل بعد نجاحه وفى بوعده، وقدّمه فريد باشا زعلوك إلى كوكب الشرق أم كلثوم وسمعته وأوصت بإلحاقه بمعهد فؤاد الأول للموسيقى العربية، حسبما ذكر الدكتور زين نصار أستاذ النقد الموسيقي في المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون، في مقال له.

نظمت له إحدى الممثلات حفلا على نفقتها، وكان بين الحضور الإذاعي المعروف "علي فايق زغلول"، ولما سمعه سأله لماذا لا يغني في الإذاعة، وجعله يقدم طلبا وتقدم للامتحان في الإذاعة، أمام لجنة مكونة من "أم كلثوم، وعبدالوهاب، ومحمد القصبجي"، ونجح في الامتحان ومنحته اللجنة ربع ساعة كل أسبوعين، واعتمدوه مطربا وملحنا.

فتحت له الإذاعة ميكروفونها ‏للغناء والتلحين، وفي العام 1961 كلّفه الفنان محمد حسن الشجاعي بتقديم 85 موالا لتوظيفها في ملحمة أدهم الشرقاوي، التي قدمتها الإذاعة المصرية، واشترى رشدي أسطوانات كبار مغنيي الموال، واعتكف يدرس أساليبهم وطرق تفكيرهم الموسيقية، واستطاع في النهاية أن ينجح في تقديم المواويل الـ85 المطلوبة منه، والتي نجحت نجاحا جماهيريا كبيرا.

وانطلاقا من "أدهم الشرقاوي"، غنى رشدي عددا من الملاحم الشعبية في الإذاعة المصرية، مثل "الميثاق، قصة فلاح، 6 أكتوبر"، واشترك في جميع الأعمال الغنائية الوطنية بعد انتصار أكتوبر المجيد في العام 1973، حتى توفي في 2 مايو 2005.


مواضيع متعلقة